هبّة السكاكين تدخل عامها الثاني بـ 250 شهيدا و40 قتيلا إسرائيليا
استمرار الذئاب المنفردة وانحسار الفعل الشعبي
تدخل الهبة الشعبية الفلسطينية التي انطلقت أكتوبر 2015 عامها الثاني بـ250 شهيدًا فلسطينيا و40 قتيلا إسرائيليا.
في ليلة دخول الهبة الشعبية الفلسطينية عامها الثاني، اختار الشاب المقدسي نسيم أبو ميزر (28 عاماً) أن ينفذ عملية طعن ويصيب جنديًّا إسرائيليًّا بجروح؛ فيما بدا رسالة فلسطينية باستمرار المواجهة بطريقة "الذئاب المنفردة" رغم التراجع الشعبي للأحداث والكلفة الباهظة التي قدمت خلال العام الأول من عمر الهبة.
ووفق الناطقة باسم شرطة الاحتلال لوبا السمري، فقد أطلقت القوات الإسرائيلية النار تجاه الشاب الفلسطيني على حاجز قلنديا شمال شرق القدس المحتلة، بعدما طعن أحد الجنود وأصابه بجروح متوسطة.
وباستشهاد أبو ميرز، تدخل الهبة الشعبية عامها الثاني بـ 250 شهيدًا وأكثر من 18500 جريح، وفق أحدث إحصائية أصدرها مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني، بهذه المناسبة وحصلت "بوابة العين" على نسخة منها.
وانطلقت الانتفاضة مطلع أكتوبر/شرين الأول 2015، في ذروة الاحتجاج الفلسطيني على خطط إسرائيلية لتقسيم المسجد الأقصى زمانيًّا ومكانيًّا، وزيادة وتيرة اقتحامه من مسؤولين ومستوطنين يهود.
إحصاءات الشهداء والمعتقلين
ووفق الإحصاءات الرسمية فقد تصدرت مدينة الخليل بواقع 77 شهيداً، تليها القدس بـ53 شهيداً، فيما سجل 30 شهيداً بقطاع غزة، فيما كان بين الشهداء 68 طفلاً وطفلة أعمارهم لا تتجاوز الثامنة عشرة، و22 شهيدة، بينهنّ 9 شهيدات طفلات.
ووثقت الدراسة 8500 حالة اعتقال منذ بداية الانتفاضة التي تتعدد تسمياتها بين الهبة الشعبية، والانتفاضة الثالثة، وانتفاضة القدس، فيما كان بين المعتقلين 2155، طفلاً و271 من النساء، بينهن 40 من الفتيات القاصرات.
خسائر الاحتلال
وفيما يتعلق بالخسائر الإسرائيلي، وثقت الدراسة مقتل 40 إسرائيليًّا ونحو 672 مصاباً في 122 عملية طعن، و27 عملية دهس، و100 عملية إطلاق نار، و1422 إلقاء زجاجة حارقة، و4234 حادثة إلقاء حجارة.
تراجع واستمرار
ويذهب يحدد مدير عام مركز القدس، علاء الريماوي إلى أن الانتفاضة تراجعت بشكل كبير في الأشهر الخمسة الماضية إلى حد انتهاء مظاهرها في مدن مختلفة خاصة في الشمال والوسط، وبقاء موجات عامة تتعلق ببعض العمليات المختلفة.
ويحدد الريماوي في حديثه لـ"بوابة العين" 4 أسباب لما يصفه انحسار هذه الموجة، أولها يتعلق بمسؤولية السلطة، التي انتقلت – بتقديره – من دور الصامت الإيجابي، في الأشهر الثلاثة الأولى إلى تجفيف منابعها ومنع الشبان من الوصول لمناطق التماس.
كما أشار إلى مسؤولية الفصائل، حيث تراجع دور أذرعها الطلابية بعد 4 أشهر من الانتفاضة بشكل كبير، ما ساعد على خفض مستوى المشاركة العامة في الأحداث، فيما أثرت الاعتقالات الواسعة على الحالة الشعبية العامة.
ومع هذا الانحسار يرى الريماوي أن البيئة السياسية والأمنية مرشحة لموجات من العمليات الفردية وشبه التنظيمية، وهو ما يطلق عليها الاحتلال عمليات الذئاب المنفردة.
تحد خاص
ويرى المحلل السياسي د. أيمن أبو ناهية، أن الهبة الشعبية تمثل تحديا لم تعتد عليه إسرائيل من قبل، وذلك لغلبة الطابع الفردي غير المنظم على منفذي العمليات الفدائية المستمرة حتى هذه اللحظة.
وتوقع أبو ناهية في حديثة لـ"بوابة العين" أن تنتهج سلطات الاحتلال المزيد من الغطرسة ضد الفلسطينيين لمواجهة الهبة الشعبية التي شكل استمرار عملياتها الفدائية حرجاً كبيراً لإسرائيل وأجهزتها الأمنية، لفشلها في وضع حد لتلك العمليات رغم عشرات الإجراءات الأمنية والعسكرية ضد منفذي العمليات وذويهم.