معرض المخترعين في عدن.. إبداعات بأياد وعقول يمنية (صور)
كاد مشروع الشاب اليمني غازي الشرماني أن يتعثّر، لولا أن عزيمته وإصراره أيقظا فيه روح المضي قدماً لإخراج اختراعه إلى النور، والتغلب على الصعاب التي واجهها.
غازي المشارك في معرض المبدعين والمخترعين الأول في عدن، إلى جانب نحو 50 آخرين ما كان له أن يكون موجوداً في هذا الحدث لولا شعلة الإرادة التي دفعته لابتكار جهاز لتزويد السيارات والمركبات بـ"غاز الفريون" ومراقبة وضعه.
انعدام الأدوات والمعدات اللازمة لتجهيز اختراعه، كانت أبرز العوامل المهددة لمشروع الشاب غازي، وهو الذي بدأ حياته التعليمية في هذا المجال من المعهد التقني بمدينة الحديدة، غربي اليمن.
كما أن الحرب الحوثية فرضت على المخترع غازي النزوح من الحديدة إلى عدن؛ ما فاقم التحديات التي واجهت هذا المخترع الشاب، غير أن ما قام به يؤكد ألا مستحيل أمام مَن امتلك حلماً وعزيمة، رغم كل ظروف الحرب.
الحاجة أم الاختراع
يؤكد غازي الشرماني لـ"العين الإخبارية" أن أعماله دائما ما تسعى إلى إيجاد معالجات وحلول للمشاكل المحلية التي يواجهها المواطنون البسطاء، ولهذا كان شعاره في جهازه هذا هو "صنع في عدن"، تأكيدا لهذه الاحتياجات الواقعية.
وهذا ما تجسد من خلال ابتكاره الذي شارك في معرض المبدعين والمخترعين بعدن، والمتمثل في جهاز "غاز الفريون" للسيارات، بشكل يعمل على تبريد المركبة بحسب الاحتياج، ويمنع تسرب الغاز كأحد أكثر مشكلات "غاز الفريون" في السيارات.
ويشير غازي إلى أن اختراعه هذا يعمل على حل مشكلة متكررة تواجه كثيرون، وتكلفهم مبالغ مالية باهظة في حالة تصليح أجهزة سياراتهم، وهذا الاحتياج هو ما دفعه إلى التفكير بهكذا اختراع مرتبط باحتياجات واقعية ملحة، متعلقة بالحياة اليومية.
تكلفة أقل
غازي أشار إلى أن اختراعه غير مكلف، وأنه في متناول البسطاء وأصحاب الدخل المحدود، مؤكدا اهتمامه بالجوانب المالية بحيث يكون الجهاز الذي اخترته في متناول الجميع.
وكشف أن تكلفة الاختراع لا تتجاوز 800 دولار أمريكي، بينما قيمة الجهاز في السوق التجارية يتراوح ما بين 3500 - 4000 دولار، وهو ما يمنح ميزة إضافية لاختراعه.
وقال إنه قادر على تصنيع الجهاز بشكل ذاتي في ورشته الخاصة، غير أنه لا يستطيع توفير الاختراع بكميات تجارية إلا إذا تم تبني المشروع من قبل القطاع الخاص أو الشركات المهتمة بهذا المجال.
وأكد أنه يضمن لكل مَن يدعم ويتبنى اختراعه بأن يعود بمردود مالي مجز، خاصة في ظل الإقبال على هذه النوعية من الأجهزة، والاحتياج الكبير لها.
50 متنافسا
غازي تحدث لـ"العين الإخبارية" عن واقع المخترعين والمبدعين الشباب في اليمن، لافتا إلى أن البلاد تزخر بالكثير من الطاقات الإبداعية، وهي غنية بالفعل بالموهوبين والمخترعين في المجالات العلمية والتقنية.
ودعا غازي، المسؤولين والجهات المعنية وأصحاب رؤوس الأموال إلى الالتفات لهؤلاء المبدعين ومد يد العون لهم، ودعم مشاريعهم ورؤاهم، والتي تصب فعلا في خدمة المجتمع وتلافي المشكلات الحياتية.
وكان معرض المبدعين والمخترعين، الذي يقيمه قطاع شؤون الشباب بمحافظة عدن، بتمويل ورعاية المحافظ أحمد لملس، وبإشراف جامعة عدن، وبالتعاون مع مركز العلوم والتكنولوجيا بالجامعة، افتتح، الثلاثاء، وذلك في إطار "البرنامج الوطني للشباب".
وفي الافتتاح، أكد وكيل محافظة عدن لشؤون قطاع الشباب، عبدالرؤوف السقاف، تبني السلطة المحلية بالمحافظة للمشاريع والاختراعات المتميزة ذات الأثر الفعلي مجتمعيا وخدميا، كما كشف عن جائزة لأفضل ثلاثة اختراعات فريدة في المعرض.
من ناحيتها، أشارت رئيسة مركز العلوم والتكنولوجيا بجامعة عدن الدكتورة رخصانة إسماعيل، إلى أن المعرض يؤسس لإسهامات حضارية بأياد وعقول يمنية وعدنية، تعمل على إيجاد حلول للمشكلات المجتمعية.
وشهد المعرض العديد من الإبتكارات العلمية والتقنية، بالإضافة إلى مشاريع بحوث هندسية وتطبيقية لطلاب يمنيين، أكدث الثراء الذي يمتلكه هذا البلد من ناحية الكفاءات والطاقات الإبداعية الشبابية.
ويتنافس في معرض المبدعين والمبتكرين نحو 50 طالبا وطالبة عبر مشاريع مبتكرة منها، مركز أبحاث جينية وهندسة وراثية،محطة توليد طاقة كهربائية عبر الهواء المضغوط بتصميم عالم، قرية تراثية، مجمع لاستثمار الثروة السمكية، روبوت لإعادة تدوير مياه الصرف الصحي، وروبوتات لحماية الطائرات وسيارة تعمل بالماء.