التحقيق في وفاة حفيد نوال الدجوي.. تضارب أقوال وصراعات ميراث تُعقّد المشهد

شهدت منطقة أكتوبر، حادثًا مأساويًا، حيث عُثر على الشاب أحمد الدجوي، حفيد الدكتورة نوال الدجوي، مقتولًا بطلق ناري داخل شقته في أحد المنتجعات السكنية الفاخرة بمدينة السادس من أكتوبر.
وكشفت وزارة الداخلية، صباح الأحد 25 مايو/ أيار 2025، تفاصيل البلاغ والتحقيقات الأولية التي بدأت فور ورود إخطار إلى قسم شرطة أول أكتوبر.
وأوضح البيان الصادر عن الوزارة أن أسرة الشاب أفادت بإقدامه على إطلاق النار على نفسه مستخدمًا طبنجة مرخصة كانت بحوزته، مما أدى إلى مصرعه في الحال داخل "الدريسنج" المُلحقة بغرفة النوم.
مؤشرات أولية حول حالته النفسية
أشارت التحريات الأولية إلى أن الشاب أحمد كان يعاني من اضطرابات نفسية حادة خلال الأشهر الأخيرة، وقد تلقى علاجًا نفسيًا في إسبانيا قبل عودته إلى مصر مساء اليوم السابق للحادث. وبحسب ما أوردته التحقيقات، فإن زوجته كانت أول من اكتشف الحادث عقب سماعها صوت طلقة نارية من داخل غرفة الملابس، لتتفاجأ بزوجها مصابًا في وجهه وبجواره السلاح المستخدم.
صراخ الزوجة وحضور الشرطة
أفادت المعلومات بأن صرخات الزوجة عقب الحادث استنفرت حارس العقار، الذي هرع إلى الفيلا ليجد الجثمان والسلاح، فسارع بإبلاغ الشرطة. وبالفعل، وصلت قوة من قسم أول أكتوبر إلى الموقع، وفرضت طوقًا أمنيًا حول الفيلا، بينما بدأت عناصر البحث الجنائي في جمع الأدلة واستجواب الشهود المحيطين بالواقعة.
استجواب الزوجة وحارس العقار
باشرت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة التحقيقات الموسعة، وبدأت بمناقشة الزوجة، التي كانت في الشقة أثناء الحادث، وكذلك الحارس الذي أبلغ بالواقعة. وأكد مصدر أمني لمصادر إعلام مصرية أن حارس العقار هو أول من دخل إلى الشقة بعد الزوجة، مشيرًا إلى أن الجثمان وُجد في مكان الحادث وبجواره الطبنجة، ما يرجح وقوع الحادث فور عودته من السفر.
فرضيات متعددة والتحقيقات جارية
رغم ترجيح فرضية الانتحار في الساعات الأولى من التحقيق، فإن أجهزة الأمن لم تغلق الباب أمام احتمالات أخرى، لا سيما في ظل تناقض بعض الأقوال. وشددت فرق البحث على ضرورة فحص كاميرات المراقبة داخل المجمع السكني ومحيطه، وتحليل التسجيلات لتحديد ما إذا كانت هناك تحركات غريبة أو غير متوقعة داخل أو خارج العقار وقت وقوع الحادث.
صراعات داخل العائلة
ما يزيد تعقيد القضية هو الخلفية العائلية المليئة بالخلافات بين أفراد أسرة الدكتورة نوال الدجوي، حيث تشهد العائلة نزاعات حادة وصلت إلى المحاكم، تتعلق بإدارة التركة، واتهامات بسرقة أموال ومشغولات ذهبية. وقد تم رفع عشرات القضايا المتبادلة بين الأحفاد، وسط اتهامات متبادلة من الجانبين.
شهادة من داخل العائلة
في تصريح خاص لمصادر إعلام مصرية، قال أحد أحفاد الدكتورة نوال: "الوضع داخل العيلة منهار تمامًا، والدكتورة نوال حالتها الصحية متدهورة من زمان، ومش متابعة الخلافات دي". وأضاف: "أنا مشوفتهاش من سنين، بسبب تعبها، وهي لا يمكن تتهم أولادها ولا أحفادها، كل اللي بيحصل ده من إنجي بنت عمتنا وجوزها".
أكثر من 20 قضية قضائية بين الورثة
كشف المصدر ذاته أن عدد القضايا المتداولة بين أفراد الأسرة بلغ أكثر من 20 قضية حتى الآن، تدور أغلبها حول النزاع على الميراث، واختفاء أموال، وممتلكات غير مثبتة. وأردف: "ولاد عمتنا معاهم كل حاجة من التركة، ومعاهم كمان الدكتورة نوال نفسها، وكل طرف بيحاول يستخدم القانون لمصلحته، ومفيش حد راضي يهدى".