شراء سيارة صينية.. استثمار آمن أم مجازفة؟

انتشرت في السنوات الأخيرة العديد من طرازات السيارات الصينية بالكثير من المميزات ، لكن هل أن الوقت للاستثمار في شراء سيارة صينية؟

انتشرت السيارات الصينية عالميا خلال السنوات الأخيرة، وقامت العديد من مواقع السيارات بعمل مراجعات كاملة حول العديد من السيارات المصنوعة في الصين منذ 2009، وأجمعت النتائج على أن صناعة السيارات الصينية لا تزال في حاجة إلى الكثير من الوقت للوصول إلى مستوى التنافس العالمي.

وفشلت السيارات الصينية في دخول أسواق كل من أوروبا والولايات المتحدة وأستراليا بشكل كامل، حيث فشلت جميع طرازات السيارات الصينية في اختبارات السلامة الخاصة بتلك الدول، بحسب تقرير هيئات سلامة الطرق الأمريكية والأوروبية والأسترالية لأعوام 2013 و2014 و2015، ويرجع هذا الفشل إلى تدني مستوى سبل السلامة، بالإضافة إلى ضعف جودة التصنيع في بعض الطرازات.  

إلا أن الشركات الصينية بدأت في تحسين جودة سياراتها بشكل ملحوظ خلال عام 2016، حيث شهدت معارض السيارات الصينية تحولا في صناعة السيارات من حيث المميزات التي تتوافر في الطرازات المختلفة، والتصميم الجذاب والأداء الجيد، لكن عامل السلامة يبقى محل استفهام في الكثير من الطرازات، خصوصا مع رفض كبرى الأسواق الأوروبية والأمريكية لدخول السيارات الصينية بسبب السلامة. 

وتشير إحصاءات الإدارة الوطنية للسلامة على الطرقات السريعة التابعة لوزارة النقل الأمريكية NHTSA أن السيارات الصينية لا تحقق شروط الأمان الأمريكية والتي تصنف من أصل 5 نجوم، حيث حصلت 90% من السيارات الصينية على متوسط 1.5 الى 2 نجوم في عامل السلامة، وكانت أفضل النتائج حصلت على 2.5 نجوم من أصل 5، مما يعني أنها أقل من 3 نجوم المطلوبة لتسيير السيارات المصنعة في الطرق الأمريكية.  

وفي أوروبا، قام برنامج تقييم السيارات الجديدة الأوروبي Euro NCAP التابع للاتحاد الأوروبي بعمل تقرير حول سلامة السيارات الصينية بين الفترة من 2009 - 2013، وأشار التقرير الى أن معدلات السلامة تتراوح بين 44% الى 72% وهي أقل من المعدل الموصي به في نجاح اختبارات السلامة الأوروبية وهو 80%. 

وشهدت الأسواق العربية جدلا حول السيارات الصينية، حيث قامت دول الخليج بعمل استدعاءات للعديد من السيارات الصينية في السوق الخليجي لعمل الصيانات اللازمة لظهور مشاكل عدة، ووصل الأمر إلى قيام الغرف التجارية السعودية بإغلاق توكيل أحد السيارات الصينية في المملكة لعدم مطابقتها للمواصفات الصناعية السعودية في التشغيل والسلامة عام 2014.  

 وشهدت السوق المصرية جدلا واسعا حول تلك السيارات، حيث اشتكى العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و "تويتر" من تدني معايير السلامة والتي أدت إلى بعض الإصابات الخطيرة الناتجة عن فشل أحزمة الأمان ووسائد الهواء وسبل السلامة الأخرى خلال وقوع الحادث في الفترة بين 2009 - 2015.  

وفي المقابل، اهتمت العديد من الشركات الصينية مؤخرا بعمل مراجعات شاملة لتكنولوجيا الأمان الخاصة بها، والاستعانة بخبراء دوليين متخصصين في السلامة لتحسين سمعة السيارات الصينية، وقامت الحكومة الصينية بعمل لقاءات مع مصنعي السيارات الصينيين لتحسين جودة السلامة في طرازاتها المختلقة، خصوصا أن هناك خطة واسعة النطاق لغزو سوق السيارات الكهربائية بحلول 2020 طبقا لما نشرته مجلة فوربس الأمريكية.  

وتنصح مواقع السيارات العالمية من يريدون شراء سيارة صينية، إما لرخص ثمنها أو لمميزاتها الكثيرة بسعر معقول، انتظار تقييمات السلامة الأمريكية والأوروبية للربع الأول لعام 2017 لضمان توافر سبل السلامة اللازمة لحمايتهم وعائلاتهم أثناء القيادة.