نسخة جديدة لحوارات «إنفستوبيا العالمية» في سنغافورة.. فرص واعدة
أطلقت حوارات "إنفستوبيا العالمية" نسخة جديدة في سنغافورة، بهدف تنمية الشراكة الاقتصادية بين دولة الإمارات وجمهورية سنغافورة.
فضلاً عن دفع العلاقات لمستويات أكثر تقدماً وازدهاراً، واكتشاف الفرص الاستثمارية الواعدة في أسواقهما بقطاعات الاقتصاد الجديد وريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والشركات العائلية والابتكار والتكنولوجيا والنقل والخدمات اللوجستية، والتعرف على الاتجاهات المستقبلية التي تشكل ملامح المشهد الاقتصادي والاستثماري في منطقة الشرق الأوسط وآسيا.
جاء ذلك خلال فعالية نظمتها "إنفستوبيا" بالتعاون مع بنك ستاندرد تشارترد 23 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وبحضور عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد الإماراتي، رئيس إنفستوبيا، وعلياء بنت عبدالله المزروعي، وزيرة دولة لريادة الأعمال بالإمارات، والدكتور تان سي لينغ، وزير القوى العاملة والوزير الثاني للتجارة والصناعة بجمهورية سنغافورة، وجمال السويدي سفير دولة الإمارات لدى جمهورية سنغافورة، والدكتور جان فارس، الرئيس التنفيذي لـ "إنفستوبيا"، وبمشاركة أكثر من 100 مشارك من القادة ورجال الأعمال والمستثمرين ورواد الأعمال وخبراء الاقتصاد وممثلين عن شركات القطاع الخاص والمكاتب العائلية الإماراتية والسنغافورية الرائدة.
وأكد عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، رئيس إنفتسوبيا، أن "إنفستوبيا" أصبحت جزءاً مهماً في استراتيجية التنويع الاقتصادي لدولة الإمارات ودعم تحوّلها نحو نموذج اقتصادي مستدام ومرن، حيث نجحت "إنفستوبيا" من خلال فعالياتها السنوية وحواراتها العالمية بناء شراكات اقتصادية مثمرة وفعّالة مع العديد من الحكومات ومجتمعات الأعمال إقليمياً ودولياً، كما باتت واحدة من أبرز المنصات التي تجمع كبار القادة واللاعبين الاقتصاديين والمستثمرين ورواد الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، لمناقشة اتجاهات الاقتصاد والاستثمار في ظل ما يشهده العالم من تغيرات مستمرة.
وقال في كلمته التي ألقاها خلال الفعالية: "إن دولة الإمارات وجمهورية سنغافورة تجمعهما علاقات تاريخية قوية وشراكات اقتصادية متنامية ومتميزة، حيث استطاع البلدان في ضوء توجيهات قيادتهما الرشيدة، التحوّل من اقتصادات تعتمد على الموارد إلى مراكز عالمية للتجارة والاستثمار والتمويل والابتكار، مستفيدين من موقعهما الجغرافي في آسيا ومنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، كما قدمت سنغافورة خلال عقود قليلة نموذجاً يحتذى به في التنمية الاقتصادية وسياسات الاستثمار الأجنبي والتعليم وتطوير الكفاءات البشرية".
وأضاف: "تُعد الإمارات من أهم الشركاء الاستثماريين لسنغافورة إقليمياً وعالمياً، حيث تشهد الاستثمارات الإماراتية زحماً متواصلاً في السوق السنغافورية بالعديد من القطاعات الحيوية والرقمية لا سيما التكنولوجيا والتقنيات المتقدمة والخدمات المالية المبتكرة والنقل المستدام والخدمات اللوجستية، كما يتمتع البلدان برؤى مشتركة في بناء نموذج اقتصادي جديد قائم على المعرفة والابتكار، وخلق أجيال جديدة من المبدعين وأصحاب المواهب ورواد الأعمال المتميزين، وهو ما دفعنا إلى عقد نسخة جديدة من حوارات "إنفستوبيا العالمية" اليوم في سنغافورة، لتعزيز مستويات الشراكة الاقتصادية بين البلدين في هذه المجالات على صعيد القطاعين الحكومي والخاص، وتوفير كافة الفرص والممكنات التي تخدم التطلعات الاقتصادية المستقبلية للبلدين الصديقين".
وفي الاتجاه نفسه، سلّط ابن طوق الضوء على فرص الاستثمار الواعدة في دولة الإمارات بالعديد من القطاعات الاقتصادية ومنها الرعاية الصحية والطاقة النظيفة والنقل والتكنولوجيا المالية والسياحة والذكاء الاصطناعي، وكذلك المقومات التي يتمتع بها الاقتصاد الإماراتي، كما تطرق إلى السياسات والمبادرات التي تبنتها الدولة لتعزيز الانفتاح الاقتصادي على العالم، وتطوير منظومة تشريعية اقتصادية مرنة ودورها في تعزيز تنافسية بيئة الأعمال وترسيخ ريادتها إقليمياً ودولياً.
وتفصيلاً، شهدت "إنفستوبيا سنغافورة" انعقاد 4 جلسات نقاشية تحدث فيها نخبة من المسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال والمستثمرين في البلدين، حيث حضرت علياء المزروعي، وزيرة دولة لريادة الأعمال، الجلسة الأولى والتي أدارتها رولا أبو منة، الرئيس التنفيذي لبنك ستاندرد تشارترد في الإمارات والشرق الأوسط وباكستان، تحت عنوان "تطوير شركات ناشئة ريادية: استكشاف ممكنات بيئة ريادة الأعمال في دولة الإمارات".
وسلطت هذه الجلسة الضوء على ديناميكية الابتكار وريادة الأعمال في دولة الإمارات، والفرص التي تمنحها لأصحاب الأفكار الإبداعية والمشاريع المبتكرة لبدء تأسيس أعمالهم وشركاتهم الناشئة، وكذلك دعم التعاون بين الإمارات وسنغافورة في قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وممكنات دفع عجلة الابتكار لتسريع نمو ونجاح شركات رواد الأعمال في البلدين.
ومن جانبه، قال الدكتور جان فارس، الرئيس التنفيذي لـ"إنفستوبيا": "أطلقنا اليوم أول محطة لحوارات "إنفستوبيا العالمية" في سنغافورة، بهدف تسليط الضوء على زخم الفرص الاستثمارية في الإمارات ودول الآسيان، وتعزيز جسور التعاون بين مجتمعي الإماراتي والسنغافوري، ومناقشة أحدث التوجهات العالمية للاستثمار، وسنواصل العمل من خلال فعاليات وجلسات "إنفستوبيا" القادمة على ترسيخ مكانة الإمارات المتنامية باعتبارها مركزاً عالمياً للأعمال والاستثمار، وتعزيز جاذبيتها للاستثمارات الأجنبية في قطاعات الاقتصاد الجديد".
وقال باتريك لي، الرئيس التنفيذي لسنغافورة ورابطة دول جنوب شرق آسيا في ستاندرد تشارترد: "يسعدنا استضافة مؤتمر إنفستوبيا غلوبال في سنغافورة، إلى جانب دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تعمل بشكل استراتيجي كمركز حيوي يربط الشرق بالغرب، وتتمتع سنغافورة بمكانة جيدة لاغتنام الفرص الاقتصادية في أكثر المناطق الواعدة في العالم والتي تضم الشرق الأوسط ورابطة دول جنوب شرق آسيا. ويسلط هذا الحدث الضوء على الإمكانات الفريدة لدولة الإمارات العربية المتحدة وسنغافورة وذلك في ظل تعزيز التعاون وتحفيز الاستثمارات ودفع النمو المستدام عبر طرق التجارة العالمية الرئيسية".
وفي هذا الصدد، قالت علياء المزروعي خلال الجلسة: "إن دولة الإمارات بفضل توجيهات القيادة الرشيدة تمتلك اليوم بيئة ريادة أعمال وطنية عالمية المستوى تحتضن أكثر من 50 حاضنة ومسرعة أعمال حكومية وخاصة، وتتميز بالعديد من المقومات والتشريعات الاقتصادية التنافسية، ومنها إتاحة التملك الأجنبي للشركات بنسبة 100%، وتوفير مناطق اقتصادية حرة ومجمعات صناعية تدعم نمو المشاريع الناشئة وتطوير الأفكار الإبداعية لرواد الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتطبيق ضرائب مخفضة على الشركات، ومنح إقامة ذهبية لرواد الأعمال وأصحاب المواهب والمبدعين لمدة تصل إلى 10 سنوات، وتخفيض الرسوم الخاصة بالحصول على "شهادة القيمة الوطنية المضافة".
وتابعت: "في ضوء الجهود التي تبذلها الإمارات لتعزيز مكانتها كموطن لريادة الأعمال إقليمياً ودولياً، حققت الدولة نمواً بنسبة 57% في إجمالي عدد الشركات الصغيرة والمتوسطة في الدولة خلال الفترة من عام 2020 حتى عام 2023، وهو ما يؤكد نجاح السياسات والمبادرات التي انتهجت الدولة لخلق بيئة مواتية لرواد الأعمال والشركات الناشئة".
وأضافت: "تُشكل إنفستوبيا سنغافورة محطة مهمة لتعزيز مسارات التعاون بين الإمارات وسنغافورة في أنشطة ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز دورهما الحيوي في جذب المشاريع الناشئة وتحفيز الابتكار، لا سيما أن البلدين يعدان من المراكز العالمية المتقدمة في ريادة الأعمال والابتكار والتكنولوجيا".
وناقشت الجلسة الثانية بعنوان "الاتجاهات الجديدة التي تشكل المشهد الاستثماري في منطقة الشرق الأوسط وآسيا"، اتجاهات الاستثمار الناشئة والفرص في مختلف القطاعات الحيوية بالمنطقة وآسيا، وممارسات الأعمال والسياسات التي تدعم استدامة الاقتصادات، وآليات تسهيل تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة على صعيد القطاعين الحكومي والخاص، وكذلك إبراز دور الإمارات وسنغافورة في تشكيل مستقبل التمويل والابتكار باعتبارهما مراكز تجارية واستثمارية رائدة على المستوى الإقليمي والعالمي، وذلك بحضو رجاء المزروعي، الرئيس التنفيذي لشركة الاتحاد لائتمان الصادرات، وستيف برايس، الرئيس التنفيذي للاستثمار في بنك ستاندرد تشارترد، وسايمون ويبستر، الرئيس التنفيذي لشركة Vistra.
وتطرقت الجلسة الثالثة بعنوان "التنقل في طرق التجارة الجديدة: الدور الاستراتيجي للإمارات وسنغافورة كمراكز لوجستية رئيسية"، إلى مناقشة المتغيرات المتتالية التي يشهدها العالم في التجارة العالمية نتيجة العديد من العوامل المختلفة، وملامح مستقبل طريق التجارة العالمية، وكيفية تعزيز مكانة الإمارات وسنغافورة كمراكز لوجستية ودورهما في سلسلة التوريد العالمية، في ضوء هذه التغيرات، وكذلك تسليط الضوء على رؤية الإمارات في تطوير أفضل بنية تحتية لوجستية في العالم من موانئ ومطارات وخطوط جوية ومسارات ملاحية، وترسيخ مكانتها كمحور رئيسي لحركة البضائع على مستوى العالم، وفق مستهدفات وثيقة المبادئ الاقتصادية للدولة، وحضر هذه الجلسة أحمد بن سليم، الرئيس التنفيذي الأول لمركز دبي للسلع المتعددة، وصلاح شرف، رئيس مجلس إدارة شركة الإمارات اللوجستية.
وبحثت الجلسة الرابعة بعنوان "دور قطاعات الاقتصاد الجديد في نمو الاقتصادات الآسيوية"، فرص الاستثمار في القطاعات الرقمية مثل الذكاء الاصطناعي والأصول الرقمية والطاقة الخضراء والضيافة، وأهميتها في تعزيز جاذبية الدول الآسيوية للاستثمارات الأجنبية، كما ناقشت الجلسة الآليات والسياسات التي تشكل مستقبل النمو الاقتصادي في تلك الدول، وذلك بحضور أنطونيو غونزاليس، المؤسس والرئيس التنفيذي لـمجموعة "سنسيت هوسبيتاليتي" Sunset Hospitality Group، وديفيد ثابت، المدير التنفيذي للعمليات في "إنفستوبيا"، وعدد من المسؤولين وأصحاب الشركات لدى الجانبين الإماراتي والسنغافوري.
كما شهدت هذه النسخة من "إنفستوبيا" اجتماع طاولة مستديرة جمع أكثر من 20 مستثمراً وكبار المديرين التنفيذيين للمكاتب العائلية في سنغافورة، لتسليط الضوء على فرص الاستثمار بقطاع الشركات العائلية في دولة الإمارات والتشريعات الاقتصادية المرنة التي تتمتع بها في هذا الصدد، إضافة إلى المناخ التنافسي لبيئة الأعمال في الدولة، وموقعها الجغرافي الذي يربط شرق العالم بغربه، ويُمثل بوابة حيوية للاستثمار في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.
يُذكر أن حوارات "إنفستوبيا العالمية" أطلقت أكثر من 12 جولة لها استهدفت أسواق عالمية بارزة شملت نيودلهي ومومباي ونيويورك وجنيف وميلانو ولندن والقاهرة والرباط وهافانا ودبي.
aXA6IDMuMTQxLjMyLjUzIA== جزيرة ام اند امز