الحزم الأمريكي ضد طهران في هذه المرحلة مطلوب ومهم، والتكاتف العربي للتخلص من المقاتلين الإيرانيين على التراب السوري هو الأولوية
حملت زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو لمنطقة الشرق الأوسط، خلال الأسبوع الجاري، رسائل واضحة للمنطقة.
ومن أهم الرسائل هي التي ألقاها في الجامعة الأمريكية في القاهرة، الخميس الماضي.
تبين جليا بعد ما جرى ويجري على الأراضي السورية، أن التعاون الإيراني التركي المدعوم بالأموال القطرية، ليس من أجل قيام "أمة إسلامية" أو "جمهورية" بل من أجل استنزاف خيرات البلدان التي تشهد حروبا وسرقة خيراتها في ظل عجز تنمية الاقتصاد الذاتي لهذه الدول.
الحزم الأمريكي ضد طهران في هذه المرحلة مطلوب ومهم، والتكاتف العربي من أجل دعم التخلص من المقاتلين الإيرانيين على التراب السوري حالياً هو الأولوية الحقيقية.
وغياب الدور الأمريكي بالشكل المناسب والتعاون الغربي مع العرب في فترة حكم باراك أوباما، حسب رأي الوزير الأمريكي، هو الذي فتح ملاعب البلدان المنهكة مثل العراق وسوريا واليمن أمام الفرس.
والآن وبعد مواسم التعرية (كشف الحقائق والفساد) التي شهدها العراق، والتي كشفت عن تورط الإيرانيين في بث الفساد في البلاد، ودعم التفرقة بين شعبها وإعاقة مرحلة إعادة البناء.
كذلك التعاون الإيراني التركي من أجل الوجود على الأراضي السورية، مستغلة خلافات الشعب مع حاكمهم ظهرت وبالمكشوف في الفترة الأخيرة.
رسائل وزير الخارجية الأمريكي أيضاً حملت دعوة واضحة لدول المنطقة، من أجل التكاتف مع بعضها البعض من جهة، وتعزيز تعاونها مع الولايات المتحدة الأمريكية، لمجابهة الخطر الإيراني من جهة أخرى.
ورغم تأخر هذا الموقف إلا أنه حاسم في هذه المرحلة، وجود إيران وأفكارها العدوانية لم يعد عادياً بل أضحى مرعبا، لأن استراتيجيات عملها تغيرت، فبعد أن كانت خططها "السرية" متوقعة ومحتملة، تحولت مواقف طهران وأعمالها إلى عبث، لا يرتكز على أي مخططات، وبالتالي يصعب بناء السيناريوهات المحتملة وبناء آليات الرد عليها.
إيران تتخبط الآن في نتائج أعمالها، فبعد سيطرة شبه كاملة على العراق بأيديولوجيات التفرقة بين الشيعة والسُنة وزرع الحقد والكراهية وتعزيزها، ثم نقل نفس الاستراتيجية إلى البحرين واليمن وسوريا، الآن كُشفت كل المخططات ، فاستمرار إيران اقتصادياً وسياسياً يقوم أساساً على نهب شعوب المنطقة.
ولولا سرقتها لثروات العراق، ونهبها لخيرات سوريا ومحاولة السيطرة على منافذ اليمن، وتحت ضغوطات العقوبات الدولية لما استمر نظام الملالي إلى الآن.
وعلينا أن نضع في اعتبارنا المواقف الداخلية والاحتجاجات داخل إيران على سوء المعيشة وقمع الحريات.
والأسوأ في الأمر هو أن الخدعة الأيديولوجية لم تستمر، خاصة بعد أن فتحت طهران أبوابها لتركيا التي تدعم الإرهاب عبر دعمها للفكر الإخواني، ودعمها للدواعش.
فآلاف الشباب العربي دخلوا مناطق القتال في سوريا عبر الحدود التركية بعد وعود خادعة وأيديولوجيات مخدرة في ظل يأسهم من مجتمعاتهم وانعدام فرص الحياة الكريمة.
وتبين جلياً بعد ما جرى ويجري على الأراضي السورية، أن التعاون الإيراني التركي المدعوم بالأموال القطرية، ليس من أجل قيام "أمة إسلامية" أو "جمهورية" بل من أجل استنزاف خيرات البلدان التي تشهد حروباً وسرقة خيراتها في ظل عجز تنمية الاقتصاد الذاتي لهذه الدول.
افتتاح العام الجديد برسائل أمريكية بهذه القوة، تعبر عن موقف واضح بضرورة مواجهة إيران بعد محاولات فاشلة لاحتواء المواقف لسنوات.
وهي بداية النهاية بالتأكيد، لأن المعارضة الإيرانية في الداخل والخارج أصبحت أكثر حيوية وحراكاً، خاصة أن حكومتهم تغدق أموالها على حروب ومقاتلين في الخارج بدون مصارحة شعبها بما تفعل، وبأهدافها المستقبلية، وحتى الاتفاق النووي وَهْم صدقه العالم واحتوته إيران لتغطية عوراتها.
الدعوة الأمريكية لتوحد العرب لمساعدتهم في مواجهة إيران، والمواقف الأوروبية بفرض العقوبات وإن جاءت متأخرة، كلها عوامل إيجابية، رغم أننا نتوقع رداً غير مدروس وشرس من الإيرانيين، إلا أن توحيد السياسات في مواجهة الخطر الفارسي وأطماعه على المنطقة والعالم، هو من أهم مكاسب العام الجديد.
كما أن الوقوف الموحد في وجه نظام الملالي، سيردع الإخونجية في كل العالم بداية من تركيا إلى دول شمال أفريقيا والقرن الأفريقي، حيث بدأوا يجربون اقتحام ملاعب خطرة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة