اجتماع بولندا.. حلف عالمي مرتقب لدحر إرهاب إيران
الإعلان عن القمة المقررة في وارسو عاصمة بولندا يومي 13 و14 فبراير/شباط المقبل، يتضمن العديد من الرسائل والمواقف المرتقبة تجاه إيران
قمة دولية بمشاركة أمريكية ستنظم الشهر المقبل بالعاصمة البولندية وارسو، تركز بالأساس على الدور الإيراني المزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط، في اجتماعات تنسج حزاماً دولياً موحداً يزيد من عزلة طهران ويدينها، في خطوة شبهها الكثيرون بـ"حلف وارسو" الذي انطلق في عام 1955.
- خامنئي يعترف: العقوبات الأمريكية تضغط علينا بشكل غير مسبوق
- واشنطن بوست: مخطط باريس ينذر بمزيد من الاعتداءات الإيرانية في أوروبا
وبقدر الأهمية التي يكتسبها الحدث في حد ذاته بالنظر إلى التداعيات الكارثية للحروب بالوكالة التي تقودها طهران في الشرق الأوسط، إلا أن الإعلان عن القمة المقررة يومي 13 و14 فبراير/شباط المقبل بالعاصمة البولندية وارسو، يتضمن العديد من الرسائل.
الانسحاب الأمريكي.. تصحيح المفاهيم
حين أعلنت واشنطن، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، انسحاب قواتها من سوريا، اعتقدت إيران أن الفراغ الذي ستتركه القوات الأمريكية في سوريا والشرق الأوسط عموماً، سيقلص الضغوط عليها، ويفتح أمامها بالتالي منفذاً لرفع منسوب التوتر بالمنطقة، قبل أن تباغتها الدعوة لقمة وارسو كصدمة قاتلة.
هشام الهاشمي، الباحث العراقي في شؤون مكافحة الإرهاب، يرى أن إعلان واشنطن عن القمة يرمي إلى "بعث رسالة فيها ضمانات إلى حلفائها الذين أصابهم نوع من عدم الطمأنينة من أن الفراغ الذي ستتركه الولايات المتحدة في سوريا قد تكون فرصة لأن تملأه إيران وحلفاؤها".
وأوضح الخبير العراقي في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "واشنطن تريد الاحتفاظ بدورها الرامي إلى احتواء الفوضى الموجودة بالشرق الأوسط، ضمن محددات تشمل قواتها العسكرية على الأرض، أو أدوارها السياسية والاقتصادية والعسكرية في المنطقة".
من هنا، فإن الرسالة الأمريكية تحمل العديد من المعاني التي تحددها وفقاً للمتلقي، فإن تلقاها حلفاؤها في الشرق الأوسط طمأنتهم، وإن تلقتها طهران زعزعتها وضيقت الخناق حولها، بمعنى أن دور واشنطن المناهض للسياسة الإيرانية المزعزعة للاستقرار لن ينسفه مجرد الانسحاب العسكري من سوريا.
رسائل واضحة غير مشفرة تتماشى مع الاستراتيجية الأمريكية الجديدة حيال إيران، والقائمة على رفض نهج طهران في التوغل بالشرق الأوسط وتفتيته عبر زرع التوتر والحروب والتطرف، وهو ما أكده وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، خلال جولته التي يجريها بالشرق الأوسط.
وأعلن بومبيو، في مقابلة مع قناة "العربية"، السبت، أن واشنطن لن تغادر منطقة الشرق الأوسط، مشدداً على أن "تدمير داعش يشكل أولوية وسنقوم بذلك بالتعاون مع حلفائنا".
وتطرق الوزير الأمريكي للملف الإيراني قائلاً: "يجب أن يعلم الشعب الإيراني أن تدخل النظام في شؤون الدول الأخرى غير مقبول"، مؤكداً أن "إعلان الانسحاب من سوريا لا يتناقض مع استراتيجيتنا تجاه إيران".
طهران في مرمى الضغوط
في اعتراف نادر من النظام الإيراني، قال المرشد علي خامنئي، قبل يومين، إن العقوبات الأمريكية المفروضة على بلاده تشكل ضغظاً "غير مسبوق".
هذا الاعتراف يشي بأن الأزمة الاقتصادية الإيرانية بلغت ذروتها عقب إعادة فرض العقوبات الأمريكية على واشنطن، في حزمتين دخلتا حيز التفعيل، ويبدو أن التداعيات لم تتأخر بالظهور من خلال تصاعد الاحتجاجات المنددة بغلاء المعيشة والتردي الاقتصادي.
وأعادت واشنطن فرض الحزمة الأولى من عقوباتها على إيران، في أغسطس/آب الماضي، بعد أشهر من إعلان الرئيس دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي.
وفي الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، دخلت الحزمة الثانية من العقوبات الأمريكية على إيران حيز التنفيذ، مستهدفة بشكل كبير قطاعات الطاقة والنفط.
وبانسحاب واشنطن من الاتفاق الذي أبرمته مجموعة "5 + 1" مع إيران عام 2015، واستئناف فرض عقوبات على الأخيرة، أعلنت العديد من الشركات الأوروبية الانسحاب من السوق الإيرانية، ما خلق فجوة يصعب رأبها باقتصاد البلد الأخير.
وما زاد من حدة الضغوط على طهران، تأييد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قراراً فرنسياً بفرض عقوبات على إيرانيين اثنين وجهاز المخابرات الإيراني في أنحاء الاتحاد الأوروبي، بعد اتهامهما بالتخطيط لتفجير قنبلة في فرنسا.
قرار يفتح النار على إيران من جهة تدعم اتفاقها النووي، ألا وهي بعض بلدان الاتحاد الأوروبي، خصوصاً فرنسا وألمانيا، ما يعني أن طهران خسرت جميع حلفائها حتى من ساندوها، لتقف وحيدة بمواجهة العالم بأسره، باستثناء داعمي وصناع ثقافة الإرهاب والموت.