سياسة
أفغانستان تشعل الغضب في إيران.. نشطاء يطالبون بوقف التدخلات
أصوات من داخل إيران تتحدى النظام بدعوته لإنهاء نزاعاته وحروبه في الشرق الأوسط محذرة -في الآن نفسه- من سيطرة حركة طالبان على أفغانستان.
نشطاء مدنيون وسياسيون في إيران، دعوا مساء الخميس، النظام في بلادهم لإنهاء النزاعات والحروب في منطقة الشرق الأوسط، وذلك في بيان نشره موقع صحيفة "اعتماد" الإصلاحية واطلعت عليه مراسلة "العين الإخبارية" في طهران.
وفي بيانهم الذي جاء بعنوان "عودة طالبان والحرب الإقليمية"، قال النشطاء: "ندعو حكومة إيران إلى التعاون مع الأمم المتحدة للتخطيط بشكل عاجل لاستقبال العام لطالبي اللجوء الذين تتعرض حياتهم للخطر في ظل نظام طالبان".
وأعرب الناشطون عن قلقهم من صعود حركة طالبان في أفغانستان، "سواء من حيث قيمنا السياسية الأساسية (دعم الديمقراطية والعدالة والحرية والرفاهية والأمن لجميع المواطنين الأفغان) أو في المصالح الوطنية طويلة الأجل لإيران".
وأضاف البيان: "ندعو صانعي سياسة إيران الخارجية واستراتيجيتها في أفغانستان إلى استخدام الوسائل الدبلوماسية والمدنية لتعزيز المجتمع المدني والسلام والديمقراطية والتنمية في أفغانستان، وحماية الحقوق الأساسية، من أجل الصالح العام لجيراننا الأفغان والمثقفين، ومن أجل المصالح الوطنية الإيرانية على المدى الطويل، جميع المواطنين الأفغان، بمن فيهم النساء، الذين سيكونون أكبر ضحايا سياسات طالبان المعادية للمرأة".
وأكد الناشطون الإيرانيون أن "صعود حركة طالبان دليل جديد على أن الديمقراطية لا يمكن تقويضها بالصواريخ، وأن الولايات المتحدة لم تهتم بالديمقراطية وحقوق المرأة من التدخل العسكري، ولم تهتم برفاهية الشعب الأفغاني. وشروط تحقيق واستمرار الديمقراطية والتنمية والعدالة لا تتحقق من خلال التدخل العسكري الأجنبي وتتطلب الأمن والتعزيز الداخلي والتدريجي لسلطة المجتمع المدني وقدرة المؤسسات الحاكمة".
وتساءلوا عن مستقبل أفغانستان قائلين "كيف يمكن لجسد طالبان المفكك أن يتعامل مع 'السلام' ونمو المجتمع المدني الأفغاني؟"، مشددين على أن الضحية في الحرب الأفغانية وحكم طالبان هو "الشعب الأفغاني".
ووفق البيان نفسه، "تحتاج إيران إلى خطة لإنهاء الصراعات الإقليمية من أفغانستان إلى اليمن وسوريا والعراق ولبنان والسلام الشامل في الشرق الأوسط والخليج العربي، ورفع العقوبات، ومثل هذه السياسة هي أفضل طريقة لمواجهة خطة تعميق انعدام الأمن في المنطقة واستراتيجية الحرب الإقليمية الأقل حدة".
وحث الناشطون الحكومة الإيرانية على ضرورة اتخاذ ترتيبات لإعادة التوطين الفوري للنشطاء المدنيين والثقافيين الأفغان الذين أُجبروا على الهجرة.
وفي وقت سابق، أعلنت إيران إغلاق حدودها أمام الأفغانيين الهاربين من بطش حركة طالبان، مؤكدة أنها "ستعمل على إعادتهم عندما يصلون إلى الحدود".
وكان عدد من المسؤولين الإيرانيين رحبوا بسقوط العاصمة كابول بأيدي حركة طالبان الأحد الماضي، معتبرين أن في ذلك هزيمة للولايات المتحدة الأمريكية.