إيران وألبانيا "بلا علاقات".. هجمات إلكترونية ومعارضة
وصلت العلاقات بين إيران وألبانيا طريقا مسدودا، بعد اتهامات بشن هجمات سيبرانية، لكن الأمر أكبر بكثير من ذلك.
والخلافات بين إيران وألبانيا أعمق من كونها بسبب الهجمات السيبرانية، فهذه الخلافات تعود إلى عام 2016، بعدما قررت الأخيرة قبول استضافة قرابة 3 آلاف من عناصر منظمة "مجاهدي خلق"؛ أهم القوى المعارضة للنظام الإيراني.
واليوم، قررت الحكومة الألبانية على لسان رئيس وزرائها، إيدي راما، قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران بسبب الهجمات الإلكترونية الإيرانية.
واتهم إيدي راما، إيران بتنفيذ هجوم إلكتروني على المؤسسات الحكومية في البلاد في 15 يوليو/تموز، "لشل الخدمات العامة والوصول إلى الاتصالات والمعلومات الإلكترونية الحكومية".
وبحسب رئيس وزراء ألبانيا، "فشلت هذه الهجمات ولم تحقق إيران الأهداف التي كانت تبحث عنها".
وقال راما إن "حكومة ألبانيا منحت جميع الدبلوماسيين الإيرانيين وموظفي السفارة الإيرانية في هذا البلد 24 ساعة لمغادرة ألبانيا".
ومضى قائلا "هذا الرد القوي يتناسب تمامًا مع خطورة هجوم إلكتروني يهدد بشل الخدمات العامة، والقضاء على الأنظمة الرقمية واختراق السجلات الحكومية، وسرقة الاتصالات الإلكترونية الحكومية الداخلية، وخلق الفوضى وانعدام الأمن في البلاد".
راما قال أيضا، "مجلس الوزراء قرر قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران"، مبيناً "الهجوم المذكور فشل والضرر الذي نتج عنه ضئيل مقارنة بأهداف المعتدين، وجميع الأنظمة تعمل بكامل طاقتها ولم يحدث حذف نهائي للبيانات".
"إدانة غربية لإيران"
وقالت شركة أمريكية للأمن السيبراني في منتصف أغسطس/آب الماضي إن الهجمات الإلكترونية في يوليو/تموز الماضي، والتي أغلقت مؤقتًا أنظمة الإنترنت للعديد من المؤسسات الحكومية الألبانية، نُفذت على الأرجح من قبل قراصنة تابعين للحكومة الإيرانية بهدف تعطيل تجمع لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة.
وقالت شركة "منديانت" في تقريرها: "يمكن القول أن الجناة هم جزء من شبكة تابعة للحكومة الإيرانية، والتي عادة ما تستهدف المعارضين السياسيين للحكومة".
فيما قالت بريطانيا اليوم الأربعاء إن مركزها الوطني للأمن الإلكتروني رصد عناصر مرتبطة بالدولة الإيرانية باعتبارها مسؤولة "بصورة شبه مؤكدة" عن هجوم إلكتروني وقع استهدف الحكومة الألبانية في يوليو تموز.
وجرى إلغاء اجتماع منظمة مجاهدي خلق، والذي كان من المفترض عقده مطلع أغسطس/آب في ألبانيا، بسبب تحذير الحكومة من احتمال وقوع هجمات إرهابية.
ويعيش نحو 3 آلاف من أعضاء هذه المجموعة في مخيم يسمى "أشرف 3" يقع على بعد 30 كيلومترًا غربي تيرانا عاصمة ألبانيا.
وكان من المقرر عقد اجتماع مجاهدي خلق تحت عنوان "المؤتمر العالمي لإيران الحرة" في هذا المعسكر، وكان من بين الضيوف عدد من السياسيين الأجانب، من بينهم عدد من أعضاء الكونغرس الأمريكي.
أمريكا تدين إيران
وفي هذا الصدد، أصدرت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، أدريان واتسون، بيانًا، الأربعاء، جاء فيه أن "الولايات المتحدة تدين بشدة الهجوم السيبراني الإيراني على حليفتنا في الناتو، ألبانيا".
ويضيف البيان "ننضم إلى عملية محاسبة إيران على هذا الحادث السيبراني غير المسبوق بناء على طلب السيد راما، رئيس وزراء ألبانيا.. ستتخذ الولايات المتحدة مزيدًا من الخطوات لمحاسبة إيران على الأعمال التي تهدد أمن حلفاء الولايات المتحدة".
إيران ترد
من جانبها، علقت الخارجية الإيرانية، مساء الأربعاء، على قرار الحكومة الألبانية قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران ومطالبة السفير الإيراني في تيرانا مغادرة الأراضي الألبانية خلال 24 ساعة.
وقالت الخارجية الإيرانية في بيان لها إنها "تدين بشدة العمل المناهض لها من جانب الحكومة الألبانية"، مضيفة أنها "ترفض المزاعم التي لا أساس لها من قبل الحكومة الألبانية ضد إيران".
وتابعت إيران أن "قرار ألبانيا بقطع العلاقات السياسية مع طهران على أساس هذه المزاعم التي لا أساس لها من الصحة هو عمل غير مدروس وقصير النظر في العلاقات الدولية".
وأضافت "باعتبارها (إيران) واحدة من البلدان المستهدفة للهجمات الإلكترونية على بنيتها التحتية الحيوية، ترفض إيران وتدين أي استخدام للفضاء السيبراني كأداة لمهاجمة البنية التحتية الحيوية للدول الأخرى".
وأشارت وزارة الخارجية الإيرانية إلى أن "نوع العمل والدور الذي تلعبه الأطراف الثالثة في تقديم هذه المطالبات ودفعها ضد إيران يظهر مدى تأثير الدول الداعمة للإرهاب والفتنة في هذا المجال".
وطالبت السلطات الإيرانية مرات عدة الدول الأوروبية بتسليم، عناصر منظمة مجاهدي خلق، والتي تصفها طهران، جماعة إرهابية وتتهمها باغتيال عدد من العلماء النوويين الإيرانيين.
aXA6IDMuMTI5LjQyLjE5OCA= جزيرة ام اند امز