سفارات إيران.. "مليشيات ناعمة" لتبييض جرائم الحوثي
لم تكتفِ إيران باستغلال سفارتها في صنعاء لدعم الحوثي عسكريا لكنها وسّعت مهامها لتجعل من تمثيلياتها "مليشيات ناعمة" لخدمة المليشيا.
ويبدو أن فضيحة طهران بانتهاك الأعراف الدبلوماسية وتعيين ضابط مهرب في الحرس الثوري الإيراني سفيرا لها لدى مليشيات الحوثي ليمارس دور الحاكم الأعلى في مناطق الانقلابيين شمالي اليمن، لم تكن سوى مقدمة لكشف أنشطتها عسكريا وماديا ودبلوماسيا.
وخلافا لأدلة تشير إلى أن إيران رفعت من تدفق الأسلحة للحوثيين في الداخل اليمني ما تسبب بجرائم ضد الإنسانية، برزت دلائل جديدة أكثر أهمية تفضح دور سفارات طهران بإدارة نشاط جناح المليشيات الناعم المعني بحشد التعاطف الدولي لتوفير مظلة كافية لنشر الإرهاب.
ويظهر من الرصد من الذي أجرته "العين الإخبارية" تكثيف طهران -تحت غطاء الدبلوماسية- لا سيما في القارة الأوروبية، من تنظيم الفعاليات والأنشطة لتبييض جرائم الحرب الحوثية، وتضليل صناع القرار في المجتمع الدولي.
وفي أحدث هذه الفعاليات، أقامت السفارة الإيرانية في موسكو، مؤخرا، معرضا للصور ومؤتمرا صحفيا، بمناسبة مرور ست سنوات على الحرب التي افتعلتها، واستخدمت أبناء قيادات حوثية تعيش في الخارج للتحدث باسم الشعب اليمني.
وأرسلت السفارة الإيرانية دعوات مباشرة لعدد من الطلاب اليمنيين الذين يدرسون في روسيا لحضور هذه الفعالية التي لفّقت فيها جرائمها المرتكبة بحق اليمنيين للتحالف العربي بقيادة السعودية، وفقا لشهادات تلقتها "العين الإخبارية".
وعمدت الخارجية الإيرانية لنشر دعوة سفارتها في موسكو عبر موقعها الإلكتروني الرسمي قبل إقامتها، بهدف حشد الشخصيات الدبلوماسية والحقوقية والإعلامية، حيث سعت لتوظيف معاناة اليمنيين لتقديم القتلة الحوثيين "دعاة للسلام".
وكثفت مكاتب إيران الدبلوماسية دعم الأنشطة الحوثية دوليا بالتزامن مع حراك السلام لإنهاء أزمة اليمن، حيث تعمل على تزييف الواقع اليمني وتلفيق كل جرائم المليشيات لتحالف دعم الشرعية والحكومة المعترف بها، في مسعى لشرعنة الانقلاب الحوثي الذي يدير قراره السياسي والعسكري مندوب طهران "حسن إيرلو" في صنعاء.
من جانبها، أقرت مليشيات الحوثي عبر وسائل إعلامها، بتنظيم جناحها الناعم للفعالية بزعم أن من أقامها هم "الطلاب"، وهو ما نفاه الطلاب بشدة وأشعلوا مواقع التواصل الاجتماعي مؤكدين أن السفارة الإيرانية هي من فعل ذلك.
دبلوماسية مشبوهة
فيما أكد عدد من الطلاب اليمنيين، في تصريحات منفصلة لـ"العين الإخبارية"، أن الطلبة -وهم قلة- ممن حضروا الفعالية، هم أبناء الحوثيين الذين أمنت المليشيات حياتهم خارج البلاد.
وأطلق نشطاء يمنيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هاشتاق "مؤتمر الفتنة الفارسي" لتعرية الأدوار المشبوهة للسفارات الإيرانية.
وأكدوا أن إيران استثمرت في مكاتبها الدبلوماسية لتصبح أوكارا للإرهاب تروج لمظلومية الحوثي كأقلية من أجل تعبيد الطريق للمليشيات إلى صنعاء.
وعقب 6 أعوام من إدارتها السرية للانقلاب، ظهرت إيران للعلن وبغطاء الدبلوماسية عبر تعيين "حسن إيرلو" حاكما مطلق الصلاحيات.
وطالب النشطاء الخارجية اليمنية بعدم البقاء مكتوفة الأيدي أمام أبشع حرب تمارسها إيران، وتفعيل وتكثيف نشاط سفاراتها في كل دول العالم، خصوصا موسكو، للعمل مع سفارات الدول العربية في التصدي لهذه المخططات، وتوضيح حقيقة الحرب ودور طهران الخفي والمعلن وأسلحتها في سفك دماء اليمنيين.
كما دعوا دول التحالف للتنبه لخطر الأنشطة الإيرانية بغطاء الدبلوماسية ضمن دورها المحوري في التصدي لأخطر قنبلة إيرانية زرعتها بالمنطقة عبر المشروع الحوثي التدميري.
وغرّد الشيخ يحيى بن مقيت، شيخ مشايخ قبائل خولان بن عامر في صعدة، والتي خاضت أولى المعارك مع الحوثيين، قائلا إن سفارة طهران في موسكو تسعى لاستدراج الطلاب ضد بلدهم من خلال فعاليات تستهدف اليمن وكل من يدافع عنه من دول التحالف العربي.
وتؤكد الحكومة اليمنية أن طهران تتخذ من السفارة الإيرانية في صنعاء غرفة عمليات عسكرية لإدارة أنشطة المليشيات الحوثية.