الانتفاضة الإيرانية.. حزم أمريكي ودعم أوروبي حَذِر
الرئيس الأمريكي ساند الاحتجاجات السلمية التي يخوضها الإيرانيون الذين تضرروا من فساد النظام وإهدار ثروات البلاد
مع دخول الانتفاضة الإيرانية يومها السادس، تتجلى المفارقة في الحماس الأمريكي لها، مقابل الدعم الأوروبي الأقل حزماً والذي كان محل انتقاد من دوائر غربية، كونه يتجاهل الفظائع التي ترتكبها قوات الملالي بحق المحتجين.
غداة الاحتجاجات التي انطلقت من مشهد، ثاني أكبر المدن الإيرانية، سبق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إدارته، وهو يساند المحتجين، عبر سلسلة تغريدات على "تويتر"، نددت أيضا بحملة قمعهم.
وامتدح ترامب، الاحتجاجات السلمية التي يخوضها المواطنون الإيرانيون الذين تضرروا من فساد النظام وإهدار ثروات البلاد، لتمويل الإرهاب في الخارج.
ولاحقا، دعت الخارجية الأمريكية دول العالم إلى دعم الشعب الإيراني، لنيل حقوقه الأساسية والقضاء على الفساد في البلاد.
ووصفت هيذر نويرت، المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، إيران بأنها دولة مارقة مستنزفة اقتصاديا، تقوم صادراتها الرئيسية على العنف وسفك الدماء والفوضى.
كما أكد وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، دعمه لعناصر داخل إيران تسعى إلى انتقال سلمي للسلطة.
ثم عاد ترامب مرة أخرى للتغريد قائلا إن العالم بأسره يدرك بأن شعب إيران الطيب يريد التغيير"، قبل أن يضيف "أكثر ما يخشاه القادة الإيرانيون، فضلا عن القوة العسكرية الكاسحة للولايات المتحدة، هو الشعب".
في المقابل، كانت ردود الأفعال الأوروبية الرسمية أقل حزما، طبقا لما أشار إليه خبراء وسياسيون مثل أوميد نوريبور، النائب في البرلمان الألماني عن عضو حزب الخضر.
وربط نوريبور، المنحدر من أصول إيرانية، بين الحذر الأوروبي والاتفاق النووي الذي لا يزال يحظى بدعم النادي الأوروبي، رغم تشكيك ترامب في جدواه.
وقال البرلماني الألماني إن الاتفاق النووي ينبغي أن لا يتحول إلى "تكميم للأفواه"، لافتا إلى أن أوروبا كانت قد التزمت الصمت حيال احتجاجات 2009 في إيران، نظرا للمفاوضات النووية آنذاك مع نظامها.
وحذر نوريبور، من "تكرار هذا الخطأ مرة أخرى". ومع ذلك، اعترض الرجل على تغريدات ترامب التي لا تزال مستمرة، بوصفها ستصب عن طريق الخطأ في صالح المتشددين الإيرانيين، الذين يزعمون أن الاحتجاجات نتاج مؤامرة خارجية وليس فشل سياستهم الداخلية.
وفي رد على سؤال من وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، قالت الخارجية الألمانية إن برلين تتابع باهتمام بالغ التقارير عن المظاهرات في مدن مختلفة في إيران".
وتابعت الوزارة "حرية التجمع والحق في إبداء الرأي بحرية، هي قيم سامية، ونحن ندعو حكومة الرئيس حسن روحاني إلى احترام حقوق المحتجين والتصرف بشكل متعقل. في الوقت نفسه، فإننا ندعو كل المشاركين (في الاحتجاجات) إلى التعبير عن مطالبهم بسلمية".
وعلى ذات النحو، قال فيليب جوردون، مساعد وزير الخارجية ومنسق البيت الأبيض فى الشرق الأوسط، خلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، إن أي دعم علني رفيع المستوى من حكومة الولايات المتحدة سيضر أكثر مما ينفع.
ويضيف جوردون "أنا أيضا أريد أن أرى حكومة طهران تضعف أو تنهار، لذا فإنني أوجه نصيحة لترامب: ابق هادئا ولا تفعل شيئا".
وبغض النظر عن مآلات الدعم العلني من ترامب، يبدو راجحا أنه متحفز له أكثر وأكثر، من خلال أحدث تغريداته، أمس الإثنين، إذ أبلغ قادة إيران بأنه "قد حان وقت التغيير".
وكدأبه، ربط الرئيس الأمريكي بين سلوك طهران التخريبي وما يعتبره تساهلا من الإدارة السابقة، قائلا إن " إيران تفشل على كل المستويات، على الرغم من الاتفاق السيء الذي أبرمته معهم إدارة أوباما".
aXA6IDMuMTQ0LjExNC44IA== جزيرة ام اند امز