إيران.. اعتراف نادر باختراقات إسرائيلية ودعوة لتسوية مع أمريكا
مع تصاعد الخلافات بين إيران وأمريكا مؤخرًا وتعثر الوصول إلى نقاط مشتركة لإحياء الاتفاق النووي، بدأ النظام الإيراني يتراجع عن مواقفه "المتعنتة"، معلنًا استعداده للحوار.
تلك الخلافات كان الشاهد الأبرز عليها وصول البلدين قبل أشهر إلى نقطة اللاعودة بتعثر تجديد الاتفاق النووي، إلا أنها بلغت ذروتها مع فرض أمريكا عقوبات على جهات إيرانية وأخرى تمدها بأنظمة لقمع الاحتجاجات، التي انطلقت في مدن عدة، بعد وفاة الشابة الكردية مهسا أميني على يد ما يعرف بـ"شرطة الأخلاق".
وفي محاولة من إيران لتهدئة التوترات مع الولايات المتحدة، دعا الجنرال في الحرس الثوري الإيراني، حسين علائي، إلى حوار مباشر بين إيران وأمريكا لحل المشاكل الخلافية، مشدداً على أن "الحل يمكن في المفاوضات المباشرة بين إيران وأمريكا".
دعوة للحوار
وقال الجنرال علائي والذي شغل سابقًا منصب رئيس هيئة الأركان المشتركة للحرس الثوري في مقابلة مع صحيفة "اعتماد" الإصلاحية، اليوم الإثنين، إنه "على طهران وواشنطن حل خلافاتهما ومشاكلهما عبر المفاوضات المباشرة"، مشيرًا إلى أن "العديد من مشاكل إيران في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية ترجع إلى الصراع الذي لم يحل بين الولايات المتحدة وإيران".
واعتبر الجنرال في الحرس الثوري أنه "على إيران أن تحل خلافاتها ومشاكلها من نقطة واحدة، من خلال المفاوضات المباشرة بين البلدين"، لافتاً إلى أن "الأمريكيين وقعوا على الاتفاق النووي عام 2015 للسيطرة على سلطة إيران وكبح جماحها، وليس لمساعدتها في حل مشاكلها الاقتصادية".
تسوية مؤقتة
وعند سؤاله عن إمكانية إحياء الاتفاق النووي بين إيران والغرب، أجاب الجنرال علائي أن "إحياء هذا الاتفاق سيكون تسوية مؤقتة بين إيران والولايات المتحدة؛ لأن المشاكل بين البلدين أعمق من هذا الاتفاق".
وقال علائي الذي كان أول قائد سابق لقوات البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني، إنه "إذا تم اعتبار خطة العمل الشاملة المشتركة قضية مستقلة عن القضايا والمشاكل بين إيران والولايات المتحدة، في الحالة الأكثر تفاؤلاً، فإنها تسوية مؤقتة".
وأضاف: "التركيز فقط على خطة العمل الشاملة المشتركة باعتبارها قضية واحدة لن يقودنا إلى أي مكان، وستظل القضايا المهمة بدون حل"، مشيرًا إلى أنه "في مثل هذه الحالة يمكن لأمريكا تطبيق عقوبات مختلفة ضد إيران وفرض ضغوط اقتصادية شاملة".
وأكد الجنرال الإيراني أنه "من وجهة نظر إيران، فإن خطة العمل الشاملة المشتركة هي فرصة لانفتاح محدود للقضايا السياسية والمشاكل الاقتصادية في على المستوى الدولي"، مشددًا على أن "القضية المهمة هي ما إذا كانت إيران والولايات المتحدة، وكلاهما مؤثر في معادلات الشرق الأوسط ويلعبان الدور الرائد في القضايا الأمنية، فيجب عليهما الجلوس على طاولة المفاوضات لحل القضايا المتنازع عليها".
وتابع: "واشنطن تدعي أن قضية خطة العمل الشاملة المشتركة خارج أولوياتهم وتركيزهم على دعم احتجاجات إيران ومواجهة تعاون إيران مع روسيا في حرب أوكرانيا.. هاتان المسألتان، حسب الأمريكيين، أهم من القضية النووية. من ناحية أخرى، نرى أن الأمريكيين يستخدمون أدوات إسرائيل لزيادة الضغط الأمني على إيران".
ضوء أخضر أمريكي
وأشار حسين علائي إلى الهجوم بطائرات مسيرة الذي استهدف منشأة عسكرية إيرانية بمحافظة أصفهان الأسبوع الماضي، جاء بضوء أخضر أمريكي، مؤكدًا أن "الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة على إيران منظم في عدة مجالات مهمة".
وأشار إلى أن تورط إيران في الحرب ضد أوكرانيا دفع واشنطن والغرب إلى تشديد العقوبات على طهران، قائلا: "قضية مشاركة إيران في القضايا المتعلقة بالحرب في أوكرانيا، دفعت الغرب إلى مواصلة الضغط على إيران من خلال هذه القضايا الثلاث، عبر الوسائل القانونية والعمليات التنفيذية".
وشدد على أن إسرائيل باتت الذراع العملياتية لأمريكا ضد إيران، مضيفًا: منذ إنشاء القضية النووية الإيرانية والتعامل معها على المستوى الدولي من قبل الأمريكيين، ساعدت واشنطن إسرائيل في تنظيم التجسس والاستخبارات والعمليات في إيران".
اعتراف نادر
وتابع: "ينفذ الإسرائيليون عمليات سرية في إيران منذ سنوات بمساعدة المخابرات الأمريكية، ومنها العمليات ضد المنشآت النووية في التخريب والهجمات السيبرانية واستخدام الطائرات بدون طيار ضد الصناعات الدفاعية، وكذلك عمليات الاغتيال ضد العلماء النوويين والعمليات العسكرية المنتظمة ضد بعض المراكز العسكرية الإيرانية يتم تنفيذها بطريقة مجدولة مع الضوء الأخضر لأمريكا".
واعترف الجنرال بالحرس الثوري إن "إسرائيل تقوم بنشاط بتنفيذ جميع أنواع العمليات التخريبية داخل إيران وتريد جعل إيران غير مطيعة من أجل زيادة نطاق التوترات".
aXA6IDMuMTQ3Ljc4LjI0MiA=
جزيرة ام اند امز