دوي القصف الأمريكي في العراق يزعج الديمقراطيين بالكونجرس
أثار القصف الأمريكي لمليشيات موالية لإيران في العراق قلقا لدى الديمقراطيين في الكونجرس.
وقال السناتور كريس ميرفي، وهو ديمقراطي يرأس لجنة فرعية مهمة للعلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ لوكالة رويترز للأنباء :"من الصعب المجادلة بأن هذه ليست حربا، نظرا لتواتر الهجمات على القوات الأمريكية، ومع تصاعد وتيرة ردودنا الآن".
وأضاف ميرفي قائلا:"ما يقلقنا دوما هو انزلاق الولايات المتحدة إلى حرب دون أن يكون الشعب الأمريكي فعليا قادرا على إبداء الرأي".
يأتي ذلك على خلفية الضربات التي أمر بها الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤخرا على فصائل مسلحة مدعومة من إيران في سوريا والعراق ولم رأى مراقبون أنها لم تكن الأولى من نوعها، ولن تكون على الأرجح الأخيرة في ظل رئاسته حديثة العهد.
هجوم الأحد
وفي أحدث جولة، استهدفت طائرات مقاتلة أمريكية الأحد الماضي منشآت عمليات ومستودعات أسلحة في موقعين في سوريا وواحد في العراق، فيما وصفته وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بأنه رد مباشر على هجمات بطائرات مسيرة شنتها فصائل مسلحة على قوات ومنشآت أمريكية في العراق.
والإثنين استُهدفت قوات أمريكية بنيران صواريخ في سوريا، فيما بدا أنه رد انتقامي، لكن لم يصب أحد، ورد الجيش الأمريكي باستهداف مواقع إطلاق الصواريخ بنيران المدفعية.
وكشف السناتور ميرفي، أنه بعد أن تلقى إفادة بشأن الأحداث من فريق بايدن للأمن القومي، فأنه ما زال يشعر بالقلق، فالقوات الأمريكية موجودة في العراق لقتال تنظيم داعش الإرهابي وليس لقتال الفصائل المدعومة من إيران.
ونوه ميرفي إلى أنه إذا كان بايدن قلقا من الذهاب إلى الكونجرس للحصول على سلطات شن حرب، فربما ينبغي له عندئذ تهدئة شكوك الأمريكيين بشأن التدخلات في الشرق الأوسط.
وتابع قائلا: "إذا واجه الكونجرس صعوبة في إجازة عمل عسكري ضد الفصائل المدعومة من إيران، سيرجع ذلك بدرجة كبيرة إلى أن من نمثلهم لا يريدونه. وهذه هي الحلقة المفقودة في هذا النقاش".
واقترب البلدان من الصراع الذي يخشاه أعضاء في الحزب الديمقراطي في 2020 عندما قتلت الولايات المتحدة قائدا عسكريا إيرانيا كبيرا وردت إيران بضربات صاروخية في العراق ألحقت إصابات بالدماغ بأكثر من مئة جندي أمريكي.
سلطات بايدن
وجاء ذلك في أعقاب سلسلة من الهجمات المتبادلة مع فصائل مسلحة مدعومة من إيران.
البيت الأبيض يؤكد أن ضربات الأحد الماضي كانت تهدف للحد من التصعيد وردع عمليات الفصائل المسلحة ضد القوات الأمريكية في المستقبل، فيما قال بايدن كذلك إنها قانونية.
وأوضح بايدن في إشارة إلى بند من الدستور الأمريكي يوضح بالتفصيل سلطات الرئيس كقائد عام للقوات المسلحة "لدي السلطة بموجب المادة الثانية، وحتى أولئك القابعون في أبراجهم العالية الذين يترددون في الاعتراف بذلك قد أقروا به".
وقال برايان فينوكين المسؤول السابق بمكتب المستشار القانوني بوزارة الخارجية إن الإدارة الحالية، مثل الإدارات السابقة، لا ترى تلك الحلقات باعتبارها صراعا مستمرا.
ووصف المسئول الأمريكي السابق، ذلك بأنه نهج شريحة "السلامي".
وأضاف فينوكين الذي يعمل حاليا لدى مجموعة الأزمات الدولية، أنهم يصفون ذلك بأنه أعمال قتالية متقطعة.
وقارن فينوكين ذلك بحرب الناقلات مع إيران في الثمانينيات عندما كانت إدارة الرئيس رونالد ريجان في ذلك الوقت تعتبر "كل جولة من القتال حدثا منفردا".
التصعيد وصراع النفوذ
لكن خبراء يقولون إن وجهة النظر هذه لا تأخذ في الاعتبار أن الفصائل المسلحة المدعومة من إيران تشن حملة متواصلة ومتصاعدة على الوجود العسكري الأمريكي في العراق.
وحذر مايكل نايتس، من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، من أن استخدام الفصائل للطائرات المسيرة يزداد خطورة على ما يبدو، مع استخدام التوجيه بنظام تحديد المواقع العالمي (جي.بي.إس) والاستهداف الدقيق لأصول الاستخبارات والاستطلاع والدفاعات الصاروخية لقوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وأردف نايتس قائلا: "تتزايد هجمات الفصائل العراقية على نقاط وجود التحالف في العراق كما ونوعا. ما لم تتم استعادة الردع، ستزداد احتمالات سقوط قتلى أمريكيين".
فيليب سميث من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى قال كذلك إن الهدف الثانوي للفصائل، بعد هدف إخراج الولايات المتحدة من المنطقة، هو أن تظهر للولايات المتحدة وللحكومة العراقية وغيرهما مدى إجادتها لاستخدام الأسلحة الأكثر تطورا مثل الطائرات المسيرة الملغومة.
ويعمل أعضاء بالكونجرس في الوقت الراهن على إلغاء بعض سلطات التفويض بالحرب التي استغلها رؤساء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في تبرير هجمات سابقة على العراق وسوريا وغيرهما.
لكن ذلك لن يمنع بالضرورة بايدن أو أي رئيس آخر من شن ضربات جوية دفاعية.
aXA6IDMuMTMzLjEwOC4yMjQg
جزيرة ام اند امز