وقف الحجيج أمس الأحد على صعيد عرفات بزيهم الأبيض المميز وتوجهوا بقلوبهم على اختلاف ألوانهم ومشاربهم ومذاهبهم وتوجهاتهم ومقاماتهم يبتهلون إلى الله بالدعاء والثناء
وقف الحجيج أمس الأحد على صعيد عرفات بزيهم الأبيض المميز وتوجهوا بقلوبهم على اختلاف ألوانهم ومشاربهم ومذاهبهم وتوجهاتهم ومقاماتهم يبتهلون إلى الله بالدعاء والثناء والشكر على نعمائه التي منَّ بها عليهم بإكمال الركن الخامس من الإسلام في تعبير رائع عن وحدة المسلمين وانسجامهم في مشارق الأرض ومغاربها.
لقد ظلت الحكومة السعودية تحمل أمانة وشرف رعاية الحرمين الشريفين على مر التاريخ، وتؤدي هذا الدور بكفاءة واقتدار وعلى أكمل وجه، وشهد العالم الإسلامي بنجاحها في تجنيد أجهزتها الرسمية كافة، ومنظماتها المدنية والشعبية لخدمة حجاج بيت الله الحرام والسهر على راحتهم وخدمتهم بأريحية ودون كلل أو ملل أو منٍّ أو أذى، لم تدخر جهداً في توفير وتسهيل وتيسير كل ما من شأنه أن يمكنهم من التفرغ لأداء نسكهم في أجواء من السكينة والأمن والأمان والاطمئنان.
ومع ذلك يأبى النظام في إيران إلا أن يكون نشازاً يعميه الحقد الدفين عن رؤية الإنجازات التي تتحقق في كل موسم، من توسعة متتالية للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة في عرفات ومنى، وانطلاق قطار المشاعر هذا الموسم، فظل يطلق الاتهامات غير المؤسسة وينشر الدعوات غير المنطقية لتدويل إدارة الحرمين الشريفين وهو مطلب إيراني قديم يتجدد مع كل موسم حج بهدف إحراج المملكة، ولكن هذا المطلب لم ولن يجد من يلتفت إليه أو من يعيره اهتماماً من المسلمين في أي بقعة من بقاع الأرض.
لقد أصبح مطلب التدويل مصدر سخرية من إيران ونظام الولي الفقيه الذي دأب منذ عام 1980 على إطلاق مثل هذه الفرقعات الإعلامية، وظل يبتدع في موسم الحج طقوساً لا علاقة لها لا بالمناسك ولا بالطائفة التي يدعي تمثيلها والتحدث باسمها كحالة «البراءة من المشركين» التي اعتبرها علماء دين من طائفته بدعة أضافها النظام الإيراني لمناسك الحج، بالإضافة إلى التظاهرات للتنديد بأمريكا و«إسرائيل».
إن النظام الإيراني يدرك سلفاً أن دعواته هذه لا تعدو كونها فرقعات إعلامية لا قيمة لها ولا تهدف لشيء إلا إثارة الفوضى والاضطرابات والفتن في الحج وإضعاف وحدة الأمة الإسلامية.
لقد كانت قمة المأساة في عام 1987 عندما قام الحجاج الإيرانيون بالتظاهر والاشتباك مع رجال الأمن السعودي ما أدى إلى مقتل 402 حاج.
لقد بات واضحاً أن العلاقة بين إيران ودول المنطقة والعالم الإسلامي، أصبحت تحكمها نظرية الأواني المستطرقة، وقد فتحت تدخلات طهران السافرة في شؤون العراق وسوريا واليمن ولبنان، والبحرين، شهيتها للتمادي في مسلسل زعزعة الأمن والاستقرار، ولكنها هذا المرة أخطأت الميدان، باختيارها موسم الحج. -
نقلاً عن "الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة