بلا خجل من سجلهما الحقوقي.. إيران وتركيا تدينان "العنف" بأمريكا
طهران وأنقرة سارعت بإصدار تصريحات منددة بالاحتجاجات في الولايات المتحدة، في ظل التناسي عن الانتهاكات الحقوقية لديهم
رغم سجلهما الذي يوصف بـ"المشين" في حقوق الإنسان سعى نظاما أنقرة وطهران إلى استغلال ودعم الاحتجاجات التي تشهدها الولايات المتحدة، عقب مقتل جورج فلويد صاحب البشرة السمراء على يد شرطي في مينيابوليس.
إيران التي أزهقت أرواح أكثر من 1500 متظاهر العام الماضي، خرجوا لا لشيء سوى التعبير عن رفضهم للفساد وسوء المعيشة، سعت لاستغلال الاحتجاجات وأعلنت تأييدها لهذه الاضطرابات العنيفة متناسية التقارير الحقوقية التي تكشف الانتهاكات الممنهجة التي يمارسها النظام ضد النشطاء والمعارضين.
المرشد الإيراني علي خامنئي كتب على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "إذا كنت صاحب بشرة سمراء وتمشي في الولايات المتحدة، فلا يمكنك التأكد من أنك ستبقى على قيد الحياة في الدقائق القليلة القادمة".
ففي الوقت الذي يدعم فيه النظام الإيراني الاحتجاجات في الولايات المتحدة والتي تحولت إلى أعمال عنف في العديد من المدن، كان النظام يقتل الأكراد "الكولبار" المسالمين الذي يعبرون الحدود وينقلون البضائع.
وتعد إيران من بين أكثر الدول التي لها سجل حافل في انتهاكات حقوق الإنسان خلال القمع الدموي للمظاهرات المناهضة للنظام وكيفية التعامل مع المعارضين سواء بالداخل أو الخارج وتعريض حياتهم للخطر.
ووفق منظمات حقوقية دولية، فإن النظام الإيراني يعمل باستمرار على تقويض الحق في المحاكمة العادلة، وأعدم مؤخرا أكثر من 2500 شخص، من بينهم الجانحون الأحداث، في انتهاك صارخ للقانون الدولي.
كما تواصل السلطات الإيرانية ارتكاب الجريمة المستمرة ضد الإنسانية المتمثلة في الإخفاء الممنهج لمصير أو مكان وجود عدة آلاف من المعارضين السياسيين المسجونين، الذين اختفوا قسرا وأُعدموا خارج نطاق القضاء سرا بين يوليو/تموز وأيلول/سبتمبر 1988.
ومؤخرا سلط تقرير صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية الضوء على حجم العمليات الإرهابية التي ارتكبها النظام الإيراني في عشرات الدول حول العالم منذ توليه السلطة، متورطا في 360 عملية بين اغتيالا وتفجيرات وهجمات في أكثر من 40 بلدا.
ومن طهران إلى أنقرة، حيث لا يختلف الحال كثيرا في تركيا الذي يعرف عن رئيسها رجب طيب أردوغان بتطهيره العرقي للأكراد في شمال سوريا والذي شنت قواته غارة جوية بطائرة بدون طيار أسفرت عن مقتل مدنيين في العراق أمس السبت.
وخرج أردوغان على الملأ متناسيا ما يرتكبه جيشه ومليشياته في سوريا وليبيا يعلن دعمه للاحتجاجات في أمريكا ويصف الولايات المتحدة بأنها "عنصرية وفاشية".
هذه الادعاءات الباطلة بمساندة حقوق الإنسان تناقض ما قامت به تركيا من غزو سوريا العام الماضي، والاضطهاد واسع النطاق للأكراد في بلدة تل أبيض، بما في ذلك إعدام هفرين خلف الناشطة الكردية الشابة، بحسب المصدر نفسه.
وكانت تقارير قد أشارت أمس إلى العثور على نساء كرديات وإيزيديات محتجزات في سجن سري يديره مسلحون سوريون مدعومون من تركيا في سوريا.
يشار إلى أنه عقب مسرحية الانقلاب المزعوم يوليو/تموز 2016 اعتقلت السلطات الآلاف في تركيا بموجب مراسيم حالة الطوارئ التي استمرت لعامين عقب الانقلاب، ووجهت لأغلبهم تهم "الإرهاب"، وطالت هذه الحملات التي وصفت بـ"المسعورة" نشطاء وصحفيين ورجال قانون وشرطة وجيش.
ووفق تقرير منظمة هيومن رايتس وتش لعام 2019، فإن "العديد من محاكمات الإرهاب في تركيا تفتقر إلى أدلة دامغة عن وجود نشاط إجرامي أو أعمال معقولة يُمكن اعتبارها إرهابية. كما توجد بواعث قلق بشأن الحبس الاحتياطي المطول للمتهمين، ومن تحوّله إلى شكل من أشكال العقاب الجماعي".
وأظهرت إحصائيات رسمية تركيا تجاوز عدد السجون التي افتتحت في فترة نظام أردوغان الـ200 سجن، واقترب عدد السجناء من 300 ألف شخص.
وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن هناك "حمولة زائدة" تقدر بعشرات الآلاف من النزلاء، مما يؤدي إلى تقلص المساحة المخصصة لكل سجين، مما يعد انتهاكا لحقوق السجناء التي يكفلها القانون.