تذكرة ذهاب بلا عودة.. مصير كندية على رادار الشكوك في إيران
تذكرة ذهاب وإياب اقتطعتها فتاة كندية من أصول إيرانية إلى بلدها الأصلي، لكنها اختفت فجأة ليظل مقعد عودتها شاغرا بانتظار إجابات.
نحو عام ونصف العام انقضى منذ اختفت بهنوش بهرامي نيا، واليوم واجه والدها أمير نداءً باكيًا للمساعدة في العثور على ابنته المفقودة، التي يعتقد أنها محتجزة في سجن إيراني منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
ويقول أمير بهرامي نيا إن ابنته بهنوش، البالغة من العمر 35 عامًا، اختفت في طهران مع شريكها ماثيو سفاري، المعروف أيضًا باسم مجيد صفري، منذ ما يقرب من عام ونصف.
وأضاف أمير بهرامي نيا لقناة "غلوبال نيوز" الكندية، أن "العائلة في ورطة، أعرف أنها في إيران لم أسمع صوتها ولم أرها".
وغادر الزوجان قبل عيد الميلاد إلى طهران في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021. ووفق العائلة فإن الزوجين كانا يعتزمان السفر إلى جزيرة كيش في جنوب إيران المطلة على الخليج العربي.
وكانت الأسرة على اتصال دائم مع ابنتها، ولكن منذ وصولها إلى طهران في السادس من الشهر المذكور، لم تسمع العائلة في كندا شيئًا عنها.
وذكر والدها أن بهنوش سبق أن سافرت من قبل إلى إيران لزيارة عائلتها دون مشاكل.
ولا يوجد سجل لاعتقال بهنوش أو أي تهم، لكن العائلة تقول إن مصدرين في إيران -لم يتمكنا من تحديد هويتهما لأسباب تتعلق بالسلامة- يزعمان أن "النظام يحتجزها في السجن، بتهمة "تهديدات كبيرة للأمن القومي".
وتقول عائلتها إن بهنوش -وهي كندية إيرانية كانت تعيش في مدينة فانكوفر الكندية- ولم تكن شخصية سياسية وكانت مديرة في منتجع صحي في غرب فانكوفر.
ويروون أيضا، استمتعت بقضاء الوقت مع عائلتها وحصلت على شهادة في علم النفس من إيران، وقد أرادت البدء من جديد في المجال الذي اختارته عندما هاجرت إلى فانكوفر في عام 2013، لكنها لم تستطع ذلك بسبب حواجز اللغة.
وبدلاً من ذلك، تقول عائلتها، تدربت بهنوش كخبيرة تجميل وكانت مجتهدة في وظيفتها.
ولا تعرف عائلة بهنوش أيضًا مكان وجود صفري شريك ابنتها بهنوش، وتقول إن "والديه متوفيان ولا يُعرف ما إذا كانت لديه عائلة تبحث عنه".
جمع المعلومات
من جانبه، ذكر مكتب وزيرة الشؤون الخارجية الكندية ميلاني جولي، في حديثه لقناة "غلوبال نيوز": "إنهم على علم بذلك ويقومون بجمع المزيد من المعلومات لتقديم المساعدة القنصلية".
وأخطرت الأسرة مكتب الشؤون الخارجية الكندية باختفاء ابنتها الغامض العام الماضي، وفي المحادثات الهاتفية المسجلة، يؤكد مكتب الشؤون الخارجية الكندية أن الاتصال حدث وأنها لم تتصرف بعد أن علمت باختفاء بهنوش.
وكانت آخر رسالة تلقتها العائلة من بهنوش تلك التي أرسلتها نصيا إلى شقيقها محمد قبل يوم من اختفائها قالت فيها: "أنا لست في تركيا" مع صورة لما تقول والدتها بارفين جليليان إنه فندق مكث فيه الثنائي عند توقفهما في مدينة إسطنبول التركية.
وتظهر بطاقة صعود بهنوش على متن رحلة للخطوط الجوية التركية من فانكوفر إلى إسطنبول في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، وهبطت في طهران على متن رحلة في السادس من الشهر نفسه.
وقدمت هيئة شرطة مطار الخميني الدولي في طهران وثيقة لأقارب عائلة بهرامي نيا في إيران تفيد بأن بهنوش شوهدت بمطار طهران في التاسع من الشهر المذكور، وليس من الواضح ما حدث بين 6 و9 من الشهر في المطار.
جرح مفتوح
يقف محمد في شقة أخته المهجورة وسط مدينة فانكوفر، ويشعر بالحزن، ويقول وهو يمسح دموعه "كل هذه الأشياء هنا تذكرني بها. أنا دائما أنظر إلى سريرها".
وأضاف محمد: "حقيقة أنه بعد 15 شهرًا لم يخبرونا (إيران) بما حدث، يظهر لي أنها لم تفعل شيئًا"، معربا عن أمله في أن يعود بالزمن ويحذر أخته من السفر إلى إيران.
وحياة عائلة بهرامي نيا معلقة، ويقولون إن جرحًا مفتوحًا لن يندمل حتى تعود بهنوش إلى وطنها في كندا.
وقال أمير بهرامي نيا: "ساعدوني لمعرفة ما حدث لابنتي، نحن بحاجة للمساعدة".
والعلاقات الدبلوماسية بين إيران وكندا مقطوعة منذ 2012، فيما تصاعد التوتر بين البلدين في الفترة الأخيرة على خلفية دعم كندا للاحتجاجات الشعبية المناهضة للنظام الإيراني على خلفية وفاة الشابة الكردية مهسا أميني على أيدي الشرطة في طهران منتصف سبتمبر/أيلول الماضي.
ولطالما استخدمت إيران قضية اختطاف واحتجاز حملة الجنسيات المزدوجة أو الأجانب ورقة سياسية في تصفية خلافاتها مع القوى الغربية.
aXA6IDE4LjExOS4xMjEuMjM0IA== جزيرة ام اند امز