استمرار الوجود العسكري في العراق، والالتزام بتوطيد الشراكة، تعهدات أمريكية حملتها زيارة وزير الدفاع لويد أوستن، غير المجدولة إلى بغداد.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن للصحفيين بعد الاجتماع مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، إن واشنطن ملتزمة بالإبقاء على وجودها العسكري في العراق، مشيرًا إلى أن "القوات الأمريكية مستعدة للبقاء في العراق بدعوة من حكومة العراق".
ولدى الولايات المتحدة حاليا 2500 جندي في العراق و900 جندي إضافي في سوريا للمساعدة في تقديم المشورة ومد يد العون للقوات المحلية في محاربة تنظيم "داعش" الذي سيطر في عام 2014 على مساحات شاسعة من الأراضي في كلا البلدين.
وتنظيم "داعش" الآن بعيد كل البعد عن القوة التي كان عليها في السابق، لكن خلاياه لا تزال موجودة في أنحاء من شمال العراق وشمال شرق سوريا.
وكان أوستن، وهو أكبر مسؤول في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن يزور العراق، آخر قائد عام للقوات الأمريكية في العراق بعد "غزو العراق".
تعهدات أمريكية
وأضاف وزير الدفاع الأمريكي: "ستواصل الولايات المتحدة توطيد الشراكة وتوسيع نطاقها لدعم أمن العراق واستقراره وسيادته".
واجتمع أوستن مع السوداني ومع رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني، وسط نزاع طويل الأمد حول تحويلات الميزانية وتقاسم عائدات النفط بين الحكومة الوطنية وأربيل، بالإضافة إلى خصومة طويلة بين الحزبين الكرديين الرئيسيين اللذين يديران إقليم كردستان شبه المستقل.
قال أوستن عقب الاجتماع مع بارزاني: "لا بد أن تعمل أربيل وبغداد معا لمصلحة جميع العراقيين ولا بد أن ينحي القادة الأكراد انقساماتهم جانبا وأن يتحدوا لبناء إقليم كردستاني عراقي آمن وينعم بالرخاء".
وندد أوستن أيضا "بتكرر الهجمات العابرة للحدود" من إيران على العراق.
وفي وقت لاحق، قال السوداني في بيان إن نهج حكومته هو الحفاظ على علاقات متوازنة مع الحكومات في المنطقة والعالم على أساس المصالح المشتركة واحترام السيادة، مضيفا أن "استقرار العراق مفتاح لأمن المنطقة واستقرارها".
النفوذ الإيراني
وقال مسؤولون سابقون وخبراء إن من أهداف زيارة وزير الدفاع الأمريكي دعم رئيس الوزراء العراقي في مواجهة النفوذ الإيراني في بلاده.
وأضاف المسؤول بوزارة الدفاع: "أعتقد أن القادة العراقيين لديهم نفس مصلحتنا في ألا يصبح العراق ساحة للصراع بين أمريكا وإيران".
وأطلقت طهران في العام الماضي صواريخ على قواعد لجماعات كردية في شمال العراق تتهمها طهران بالمشاركة في احتجاجات على القيود التي تفرضها على النساء.
وكان أوستن قد أدلى بتصريحات في عام 2011 قال فيها إن الولايات المتحدة حققت أهدافها العسكرية في العراق حين كان يشغل منصب قائد القوات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط.
لكن بعد ثلاث سنوات أعادت الولايات المتحدة آلاف الجنود إلى العراق وسوريا في عهد الرئيس السابق باراك أوباما بهدف دعم القتال ضد تنظيم داعش الإرهابي.