"العنكبوت المقدس".. قصة فيلم أغضب إيران

ما إن أعلن مهرجان "كان" السينمائي فوز فيلم "العنكبوت المقدس"، حتى ثارت حفيظة إيران، مشبهة العمل برواية "آيات شيطانية" الشهيرة.

والفيلم الفائز في مهرجان "كان" بفرنسا، من بطولة الإيرانية زار أمير إبراهيمي، التي حصلت على جائزة أفضل ممثلة، ومن إخراج الدنماركي من أصل إيراني، علي عباسي، ويجسد قصة واقعية بطلها سعيد حنايي، المتهم بقتل 16 امرأة في مدينة مشهد عام 2002.

وتؤدي بطلة الفيلم زار إبراهيمي (41 عاما)، دور صحفية تحاول حل سلسلة جرائم لقتل "البغايا" في مدينة مشهد، ضمن حملة قادها حنايي قبل 20 عاما ضد من يزعم أنهم "مومسات" حتى أصبح يلقب بـ"العنكبوت القاتل".

وعلى المسرح وعند استلام الجائزة، تأثرت زار إبراهيمي بقصتها الشخصية، وذرفت الدموع، مستحضرة مسارها من نجمة في إيران حين كانت في أوائل العشرينيات من عمرها، إلى حين تسريب شريط جنسي عام 2006 يُزعم أنه يظهرها، ما أدى لانهيار حياتها المهنية، ومغادرتها البلاد إلى المنفى.

وتندد وقائع الفيلم، بتهاون السلطات الرسمية في إيران في القبض على القاتل، بل تصويره كـ"بطل" في إيران، بدل معاقبته على إعدامه النساء دون محاكمة، أو إثبات تهمة البغاء بحقهنّ.

وتعليقا على الفيلم المثير، هاجمت وزارة الإرشاد الإيرانية عبر "هيئة السينما" التابعة لها "العنكبوت المقدس" منددة بمنحه جائزة "كان"، حيث اعتبرت أنه "أهان المعتقدات الدينية". واصفة صانعيه بأنهم يسيرون على طريق سلمان رشدي في "آيات شيطانية".

وفي بيان لها أمس الأحد، اعتبرت هيئة السينما الإيرانية أن فيلم "العنكبوت المقدس" "سخيف"، وأن "منتجه دنماركي-إيراني صاحب ذهن مشوش تدعمه قوى الاستكبار"، وهي إشارة في إيران غالبا إلى دول الغرب.

يذكر أن الكاتب الهندي سلمان رشدي، صاحب رواية "آيات شيطانية"، الذي ينتقد النظام الحاكم في إيران، صدرت بهدر دمه فتوى من المرشد الإيراني آية الله الخميني عام 1989، لاعتباره "أساء إلى الإسلام".

بينما يعتبر رشدي، في تصريحات إعلامية سابقة، أن روايته أسيء فهمها لأنها "في الحقيقة رواية عن مهاجرين في لندن يتحدرون من جنوب آسيا"، وفق زعمه.