طهران غاضبة و"ميتا" فخورة.. إنستجرام في قفص الاتهام بـ100 مليون جريمة
لا تبدو شركة "ميتا" منزعجة من اتهامات إيرانية تحملها مسؤولية نشر أخبار كاذبة بشأن موجة احتجاجات تشهدها البلاد منذ سبتمبر/أيلول الماضي.
وردت شركة ميتا المالكة للمنصات الاجتماعية الثلاثة (الفيسبوك وواتساب وإنستجرام)، الأحد، على بيان لأهم جهازين أمنيين في إيران، يتهم الشركة بتحريك الاحتجاجات بأوامر من وكالة الاستخبارات الأمريكية.
وقال متحدث باسم الشركة في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية بالنسخة الفارسية (بي بي سي)، تعليقا على بيان المؤسسات الأمنية الإيرانية: "نحن فخورون بأن يستخدم الناس (المحتجون) في إيران إنستجرام لتوثيق حقيقة الاحتجاجات".
وأضاف المتحدث الذي لم تكشف عنه بي بي سي "نحن نؤمن بشدة بحق جميع الأشخاص، بمن فيهم الإيرانيون في الوصول إلى الإنترنت، ونحن كذلك ضد أي تحرك يمنع الناس في أجزاء أخرى من العالم أو البلدان الأخرى بالتواصل".
وأوضح المتحدث باسم ميتا: "نحن فخورون بأن الناس يستخدمون إنستجرام بطرق متنوعة لتوثيق حقيقة الاحتجاجات المستمرة ودعم المحتجين"، مشيراً إلى أن "شركة ميتا رصدت أن هاشتاغ مهسا أميني قد تم استخدامه على الأقل أكثر من 100 مليون مرة في الأربعين يومًا الماضية".
وأميني شابة كردية توفيت أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق في سبتمبر/أيلول الماضي، وتتهم أسرتها السلطات بقتلها، لكن طهران نفت تلك التهمة قائلة إن أميني توفيت جراء مرض كامن منذ الطفولة.
وأثار مقتل أميني موجة غضب واسعة في البلاد امتدت إلى عواصم عالمية، وسط تنديد دولي بالعنف الذي تمارسه السلطات الإيرانية تجاه المحتجين.
وتابع المتحدث باسم الشركة العملاقة "إن فرق عمل شركة ميتا تتابع الموقف عن كثب ولا تزال تدرس طرقًا مختلفة لدعم المجتمع الإيراني".
وفي البيان المشترك لوزارة الاستخبارات وجهاز استخبارات الحرس الثوري حول الاحتجاجات الأخيرة، اتُهمت شركة ميتا بتغيير خوارزمياتها على إنستجرام وفيسبوك "بإيعاز من السي آي إيه" من أجل "بث أخبار كاذبة وخطاب كراهية وأعمال العنف الشديدة التي يتعرض لها المجتمع الإيراني ونشرها بطريقة هادفة".
وشركة ميتا هي شركة خاصة وحتى الآن لا يوجد دليل على أنها غيرت خوارزمياتها الفنية أو سياسات إدارة المحتوى بناءً على طلب من حكومة الولايات المتحدة أو وكالة المخابرات المركزية.
وحجبت وزارة الاتصالات الإيرانية بأمر من وزير الداخلية العميد أحمدي وحيدي، منصتي واتساب وإنستجرام عقب اندلاع الاحتجاجات المستمرة منذ 16 أيلول/سبتمبر الماضي على خلفية وفاة أميني التي أشعلت احتجاجات واسعة خلفت قتلى وجرحى وأسفرت عن معتقلين.
وبالإضافة إلى ذلك، خلال هذه الفترة، لم يتم نشر أي أخبار عن التغييرات التي يدعيها البيان الأخير للمؤسسات الأمنية.
ووفق معلومات نشرتها تقارير دولية يقدر عدد مستخدمي منصة إنستجرام بـ 43 مليون إيراني حتى نهاية عام 2021.
وكشف تقرير لموقع إيراني رسمي، اليوم الأحد، "تظهر مقارنة نشاط المستخدمين على إنستجرام في إيران، قبل التصفية وبعدها، أن هناك انخفاضًا كبيرًا في نشاط المستخدمين الإيرانيين".
وأضاف تقرير موقع "ديجتاتو" الإيراني "انخفض عدد منشورات إنستجرام بنسبة 69% خلال هذه الفترة وانخفض عدد المستخدمين النشطين بنسبة 64%".