كورونا في إيران.. تهديدات وتكتم واعتقالات

عناصر أمنية إيرانية منعت ذوي ضحايا كورونا من توثيق جنازات الضحايا بعدما صادرت هواتف ذويهم بأنحاء متفرقة من البلاد

طالبت أجهزة أمنية إيرانية عائلات متوفين إثر إصابتهم بفيروس كورونا المستجد المتفشي في البلاد بالتكتم على حقيقة موتهم.

ونقلت شبكة "إيران واير" التي يديرها صحفيون من خارج إيران في تقرير لها، الخميس، عن عائلة إحدى ضحايا كورونا المعروف علميا باسم (كوفيد 19) أنها تلقت تهديدا أمنيا يتضمن عدم التحدث عن الوفاة إثر إصابة الضحية بالفيروس، وإلا لن تقام لها جنازة بحضور ذويها.

• إحصائية: كورونا يصيب 15 شخصا في الساعة داخل إيران
• وفاة مسؤول بارز بالحرس الثوري الإيراني إثر إصابته بكورونا

واعتبر التقرير أن السلطات الإيرانية تكرر التهديدات نفسها لترهيب عائلات ضحايا كورونا على غرار رفض تسليم جثث آلاف القتلى من المتظاهرين خلال احتجاجات نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وتعد مصادرة جثث الضحايا وإجبار العائلات على التحدث صراحة بما يتماشى مع سياسات النظام الإيراني إجراءات أمنية لطالما جرى اتخاذها، بينما هدد الرافضون لتلك الإجراءات بالاعتقال، وفق إيران واير.

ورفض أفراد عائلات ضحايا ماتوا نتيجة الإصابة بفيروس كورونا المستجد، الكشف عن هوياتهم خلال حديثهم لإيران واير خشية الملاحقة الأمنية.

وأشار البعض منهم إلى أن السلطات الإيرانية تعمدت تدوين سبب وفاة آخر بالأوراق الرسمية للمتوفين غير الإصابة بكورونا من قبيل نوبات قلبية على سبيل المثال.

ومنعت عناصر أمنية إيرانية ذوي ضحايا كورونا من توثيق الجنازات، بعدما صادرت الهواتف المحمولة لمن حضروا مراسم الدفن في أنحاء متفرقة من البلاد.

وفي هذا الصدد، تلقى أطباء وطواقم تمريض داخل مستشفيات بإقليم جيلان (شمال) تهديدات بالفصل من وظائفهم حال اعتراضهم على نقص مرافق الحماية من فيروس كورونا.

وذكرت الشبكة الإخبارية أن الأجهزة الأمنية الإيرانية زادت حاليا من نطاق تهديداتها لعائلات ضحايا كورونا وكذلك الأطباء لكي يتكتموا على أسباب حالات الوفاة.

واعتقلت الشرطة الإيرانية 14 شخصا آخرين بدعوى بث شائعات وأخبار زائفة تتعلق بانتشار فيروس كورونا المستجد داخل البلاد.

ونقلت وكالة أنباء نادي المراسلين الشباب الإيرانية (حكومية)، الخميس، عن قائدي الشرطة في محافظتي مركزي وأردبيل حسن شهرستاني، وهوشنج حسيني قولهما إن "المعتقلين جرى التعامل معهم بعد نشر صور ومقاطع فيديو مفبركة تتعلق بانتشار فيروس كورونا عبر الشبكات الاجتماعية تستهدف تشويش أذهان الرأي العام".

وقبل يومين، حذرت السلطة القضائية الإيرانية من اعتقال أي شخص يبث ما وصفتها بشائعات تخص مرض كورونا داخل البلاد.

وأعلنت وزارة الصحة الإيرانية، الخميس، تسجيل 75 حالة وفاة جديدة بسبب فيروس كورونا في الساعات الـ24 الأخيرة ليرتفع العدد الإجمالي للوفيات إلى 429.

وقال المتحدث باسم الوزارة كيانوش جهانبور للتلفزيون الرسمي: "رصدنا 1075 حالة إصابة جديدة بمرض كوفيد-19 في الساعات الـ24 الأخيرة، ما يعني أن إجمالي عدد المصابين في البلاد بلغ 10075".

واستبعد الرئيس الإيراني حسن روحاني، الأربعاء، فرض حجر صحي على مدن إيرانية بأكملها بسبب تفشي فيروس كورونا الجديد، متعللاً بأن هذا الإجراء يسبب مزيداً من المشكلات عند التنفيذ.

وتحدثت وسائل إعلام محلية بينها هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية "صدا وسيما" خلال الأيام الأخيرة حول قلة ظهور روحاني وبعض أعضاء حكومته على المشهد العام داخلياً.

وانتقد روحاني خلال الاجتماع الحكومي ما وصفها بـ"الشائعات" التي رددتها وسائل إعلام محلية عن غيابه وبعض وزرائه بالتزامن مع انتشار فيروس كورونا الجديد بالعديد من الأقاليم الإيرانية.

واكتفى الرئيس الإيراني بتقديم نصائح للوقاية من العدوى بفيروس كورونا الجديد مثل تجنب التنقلات داخل وخارج المدن، لا سيما خلال احتفالات رأس السنة الإيرانية (النوروز)، وعدم الالتفات إلى الشائعات، وتطهير وتعقيم المدن وإجراء اختبارات طبية.

وأصيب دبلوماسيون ومديرون حكوميون ورجال دين وبرلمانيون وعسكريون بالجيش والشرطة، وموظفو بلديات بفيروس كورونا الجديد داخل إيران.

وخضع المصابون للحجر الصحي بالمستشفيات والمنازل، بينما توفي آخرون منهم تأثرا بإصابتهم.