بحثا عن الطعام.. تماسيح إيران تهاجم مدنها
التغير المناخي والجفاف دفع العديد من تماسيح "جاندو" إلى الهروب والهجوم على المدن الإيرانية، على الرغم من أنها لا تميل لافتراس الإنسان.
في مشهد غير مسبوق، هاجمت أعداد من التماسيح مدينة صغيرة تقع بمقاطعة سيستان وبلوشستان في نطاق جنوب شرق إيران، قرب الحدود المشتركة مع باكستان.
وتحلقت التماسيح المعروفة محليا باسم "جاندو" حول بركة مياه وسط مدينة بيشين التي يقطنها قرابة 10 آلاف نسمة على الأقل، في حين يعرف هذا النوع من التماسيح في إيران بـ"ذوات الفك القصير".
وكشف بهزاد دهواري رئيس إدارة حماية البيئة في مدينة سرباز (جنوب شرق) عن تشكيل جلسة طارئة، لافتا إلى أن فصيلة هذه التماسيح خجولة وأقل قربا من المناطق السكنية.
وألمح دهواري إلى زيادة منسوب مياه سد مدينة بيشين وكذلك قنوات المياه ربما يكون السبب وراء ظهور هذه التماسيح المحلية ووصولها إلى تجمعات السكان، فضلا عن تكدس مخلفات متاجر بيع الدجاج بالمجاري المائية المنتشرة بهذه المنطقة، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا).
ويعزو نشطاء إيرانيون مهتمون بالحياة البرية السبب وراء ظهور التماسيح التي تحظي باحترام واضح في الثقافة الشعبية إلى شيوع الجفاف في هذه المناطق من البلاد، الأمر الذي أدى إلى هروبها من البرك المائية الجافة ودخولها صوب مناطق انتشار السكان.
وحذرت إدارة حماية البيئة في جنوب إيران من السباحة في الأنهار الصغيرة، إلى جانب البدء في تطهير مسارات المجاري المائية من المخلفات التي من المفترض ظهور التماسيح بسببها.
ويعيش نحو 400 تمساح من فصيلة "جاندو" في مقاطعة سيستان وبلوشستان الإيرانية، حيث تشتهر تلك الأنواع بـ"تماسيح المستنقعات والمجاري" ويصل طول الواحد بين المتوسط والكبير (الحد الأقصى لطوله بين 4 - 5 أمتار والوزن يتجاوز 450 كجم).
ويعتقد السكان المحليون في جنوب شرق إيران أن التماسيح وجودها دليل على وجود مياه، ولا تميل هذه الفصيلة من تماسيح "جاندو" في الظروف الطبيعية إلى افتراس الإنسان.
وتمثل موائل المياه العذبة في مقاطعة سيستان وبلوشستان البيئة الحاضنة لتماسيح المستنقعات، والتي تعتبر الوحيدة المنتشرة في عموم إيران (31 مقاطعة إيرانية).
وتوجد تماسيح المستنقعات في المسطحات المائية الطبيعية والصناعية، وتضم موائلها الطبيعية البرك أيضا على طول الأنهار الرئيسة بمناطق سرباز، وباهو كالات، وكاجو في جنوب شرق إيران.
وتفضل تلك التماسيح العيش في المياه العميقة الساكنة ذات الغطاء الخضري المستدام والشطآن الرملية، بينما يتمثل سلوكها الغريب في حفر جحور بهدف تنظيم الحرارة خلال ساعات اليوم سواء الحارة أو الباردة.
وربما أدى التغيير البيئي في هذه المنطقة الإيرانية التي ترتفع بها معدلات الجفاف، لأسباب يرجعها بعض الباحثين إلى تدشين مشروعات حكومية لتخزين المياه بطريقة عشوائية، إلى تغيير فصيلة تماسيح المستنقعات موطنها بحثا عن الطعام على غرار خروجها للطرقات ووقع ضحايا جراء ذلك قبل سنوات.
وتعتبر تماسيح المستنقعات إحدى الأنواع المهددة والمدرجة على قوائم حمراء تابعة للاتحاد الدولي لصون الطبيعة، حيث يعود السبب الأساسي وراء ذلك إلى تهديد موائلها المائية.
aXA6IDMuMTQuMTM1LjgyIA== جزيرة ام اند امز