الجراد يغزو إيران.. وتحذيرات من مجاعة
أسراب من الجراد الصحراوي تهاجم عددا من المحافظات الإيرانية وسط تحذيرات حكومية من تحولها لأزمة جديدة إلى جانب الفيضانات.
هاجمت أسراب من الجراد الصحراوي عددا من المحافظات الإيرانية وسط تحذيرات حكومية من تحولها لأزمة جديدة، إلى جانب الفيضانات، حال تعذر تخصيص ميزانية كافية لمواجهة هذه الآفة البيئية الخطيرة.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" نقلا عن مؤسسة إدارة الأزمات (حكومية) أن مكافحة أسراب الجراد التي اجتاحت محافظات فارس، وهرمزجان، وكرمان، وسيستان وبلوشستان بحاجة إلى قرابة 12 مليار تومان إيراني (1 تومان يوازي 10 ريالات إيرانية).
- رغم فشل الحكومة.. إيران تحظر التبرع لضحايا الفيضانات
- خسائر مليارية.. قطاع الزراعة يغرق في فيضانات إيران العارمة
وأدى هجوم ملايين أسراب الجراد الصحراوي على محافظات إيران الجنوبية إلى تغيير وضعية الخطر من اللون الأصفر إلى البرتقالي، وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو).
ومن المتوقع في ظل التقاعس الحكومي، أن تتضرر مزروعات وحدائق تقدر مساحتها بـ2 مليون و500 ألف هكتار جراء هجمات الجراد الصحراوي، الذي يعتبر أحد أخطر أنواع الجراد الشائعة، ويعرف بين أوساط الإيرانيين باسم "الجراد البحري".
وأصدرت "فاو" تحذيرات من هجمات الجراد القادمة من نواحي سواحل البحر الأحمر عبر موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت، في مارس/ آذار الماضي، وتوقعت وصول هذه الأسراب سريعا إلى مناطق جنوب إيران.
ولدى الجراد قدرة على التحليق لمسافة 200 كيلومتر يوميا وارتفاع يصل لـ1000 متر، حيث تقضي أسرابه تماما على الغطاء النباتي طوال رحلتها، إضافة إلى سرعة التكاثر بين أجناس هذه الحشرات.
وفي سياق متصل، حذرت وسائل إعلام إيرانية من احتمالية وقوع خطر مجاعة جراء تضر الأمن الغذائي بشدة في ظل هجمات أسراب الجراد الصحراوي التي تجتاح 6 محافظات على الأقل حتى الآن.
وأوردت وكالة أنباء تسنيم (شبه رسمية) عن محمد رضا درجاهي رئيس منظمة الحفاظ على النباتات التابعة لوزارة الزراعة الإيرانية أن نحو 200 ألف هكتار من المحاصيل الزراعية تواجه خطرا داهما.
واعتبر درجاهي أن الأمن الغذائي لبلاده يواجه تحديا غير مسبوق بسبب هجمات الجراد التي تجتاح أقاليم جنوبية بهذه الوتيرة منذ 40 عاما، وسط توقعات بهجمات أخرى من أسراب الجراد الصحراوي المهاجرة في منتصف مايو/ آيار المقبل.
وتكمن خطورة هذه النوع من الجراد في قدرته على التهام 100 ألف طن من النباتات يوميا، إلى جانب تمكن السرب الواحد منه على تغطية قرابة 1000 كيلومتر مربع من الأراضي الزراعية.
بدورها، ناشدت المقاومة الإيرانية التي تتخذ من باريس مقرا لها منظمة الزراعة العالمية بالتدخل لحماية محاصيل المزارعين في البلاد، بسبب تقاعس سلطات نظام الملالي.
وقالت مريم رجوي، زعيمة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بيان لها، حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، أن حكومة الملالي لن تفعل شيئا حيال هذا الأمر، ويجب على منظمة الغذاء والزراعة (فاو) مساعدة المزارعين والشعب الإيراني في مكافحة الجراد.
وهاجمت أسراب الجراد المكونة من ٩٠ مليار جرادة صحراوية قادمة من أفريقيا 6 مناطق جنوبي البلاد، حيث تعد تهديدا جديدا ينذر بإبادة الخضراوات وحتى الأشجار، وفقا لبيان زعيمة المقاومة الإيرانية التي تمثلها منظمة مجاهدي خلق (معارضة).
ومن المتوقع أن ترتفع أعداد أسراب الجراد الشهر المقبل بين 5 حتى 10 أضعاف (50 سربا حتى الآن)، حيث ستعاني ٤٠ منطقة إيرانية من هجمات الجراد التي قد تمتد لعمق ٢٠٠ كيلو متر في داخل البلاد.