الاتفاق النووي الإيراني.. عقبة وحيدة تهدد المفاوضات الماراثونية
بعد أسابيع من مفاوضات ماراثونية، عاد الاتفاق النووي الإيراني مجددًا إلى مرحلة "الموت السريري"، بعد عقبات وقفت حائلا أمام إعادة إحيائه.
تلك العقبات تغلب المتفاوضون على معظمها، إلا أن شرطًا وحيدًا وضعته إيران، بات يقف حائلا أمام مسألة إحياء الاتفاق النووي الإيراني، ما يجعل من التوصل لاتفاق أمرًا غير واضح المعالم حتى اللحظة.
وإلى ذلك، قال دبلوماسي أوروبي كبير لموقع "أكسيوس" الأمريكي، إن طلب إيران بإغلاق الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحقيقًا بشأن الأنشطة النووية السابقة غير المعلنة هو آخر "عقبة كبيرة" لاستعادة الاتفاق النووي لعام 2015.
عقبة "كبيرة"
وفيما ركز الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة على حاجة بلاده لضمانات تفيد بأن الولايات المتحدة لن تنسحب من الاتفاق مجددا، كانت مطالبه الوحيدة في الاجتماعات الخاصة التي عقدت على هامش القمة تستند إلى تحقيقات الوكالة الدولية بشأن الأنشطة السابقة النووية السابقة غير المعلنة، بحسب دبلوماسي أوروبي كبير.
وقال المسؤول الأوروبي إن الإيرانيين يقتنعون بأن الولايات المتحدة يمكنها أن تطلب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التخلص من المشكلة، لكن رئيس الوكالة رافائيل جروسي وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن يصرون على أنه يجب معالجة مخاوف الوكالة بشكل مناسب قبل إغلاق التحقيق.
وتتعلق تلك المخاوف بجزيئات اليورانيوم التي عثر عليها مفتشو الأمم المتحدة بمواقع إيرانية، والتي أشار إليها رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بنيامين نتنياهو، بعد أن حصل الموساد الإسرائيلي على الأرشيف النووي الإيراني.
تلك المعلومات أكدها مسؤول أمريكي كبير مطلع على اجتماعات رئيسي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل.
تراجع إيراني
فيما نقل موقع "أكسيوس" الأمريكي، عن الدبلوماسي الأوروبي قوله: "في منتصف ليل 15 أغسطس/آب، اعتقدنا أننا لدينا اتفاق"، إلا أن تبادل المقترحات الإيرانية والأمريكية ضيقت النطاق بشأن بعض القضايا الفنية.
وأوضح الدبلوماسي الأوروبي: لكن مع عملهم (الإيرانيون) على إغلاق تلك القضايا، جعلوا للمرة الأولى مسألة إغلاق تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية شرطا مسبقا للاتفاق.
وقال الدبلوماسي الأوروبي: "حدث شيء ما في طهران. ربما قررت السلطات العليا في إيران أنها لا تريد اتفاقا بدون التأكد من إغلاق التحقيقات"، إلا أن المسؤولين الأوروبيين الذين التقوا رئيسي ومسؤولين إيرانيين آخرين في نيويورك أوضحوا أن التحقيقات ستغلق فقط إذا قدمت طهران تفسيرات معقولة بشأن المواقع للوكالة.
وأضاف الدبلوماسي الأوروبي: "طالما أنهم يفكرون (الإيرانيون) في أنه بإمكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن التقاط الهاتف وإخبار جروسي بغلقه، لن نتوصل لاتفاق، مشيرًا إلى أن الموقعين على الاتفاق (الأمريكيين والأوروبيين) متفقون على الحاجة لتقديم إيران أجوبة إلى الوكالة، مختتما تصريحه بقوله: "لدينا عقبة واحدة، لكنها عقبة كبيرة".
aXA6IDMuMTQ0LjIuNSA= جزيرة ام اند امز