أزمة "المسيرات الإيرانية" تصل شمال أفريقيا.. المغرب يكشف عن مفاجأة
بعد أن أثارت جدلا واسع النطاق في أوروبا وحرب أوكرانيا، وصلت أزمة المسيرات الإيرانية إلى شمال أفريقيا.
وكشف عمر هلال، مندوب المغرب لدى الأمم المتحدة، في مؤتمر صحفي بنيويورك عقب جلسة لمجلس الأمن حول قضية الصحراء المغربية، أن إيران وحزب الله بصدد الانتقال من تدريب عناصر جبهة البوليساريو الانفصالية إلى تسليحهم، بشحنة من الطائرات المسيرة.
وأضاف هلال أن دول المغرب العربي تواجه تهديدات خطيرة لأمنها القومي بسبب توغل غير مسبوق لإيران ومليشيات حزب الله التابعة لها في الإقليم، متهما الجزائر بتبني هذا الوجود على أراضيها في ولاية تندوف الحدودية مع المغرب، وهو ما نفته الجزائر مرارا.
وأوضح أن المسيرات الإيرانية التي وصلت لمخيمات البوليساريو تتراوح تكلفة الواحدة منها ما بين 20-22 ألف دولار أمريكي.
تحذير من تحول جيوسياسي
المندوب المغربي حذر من أن إيران وبعد أن قوضت استقرار سوريا واليمن والعراق ولبنان، بصدد زعزعة استقرار منطقة شمال أفريقيا، مؤكدا أن تأثيرات هذا الأمر لن تطال المغرب وحده بل المنطقة كلها.
واعتبر أن المسيرات الإيرانية هي تحول جيوسياسي ويشكل منعطفا جديدا على الصعيد العسكري، مؤكدا أن بلاده سترد بقوة على تلك الخطوة، دون أن يوضح كيفية هذا الرد، الذي قال إنه متروك للقيادة العسكرية.
وكان مجلس الأمن قد تبنى أول أمس الخميس قرارا بتمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية "المينورسو" التي تشكلت عام 1991، لمدة عام.
كما كلف المجلس في جلسته ستيفان دي ميستورا المبعوث الأممي، باستئناف العملية السياسية والبناء على الإطار الذي أرساه المبعوث الأممي السابق هورست كوهلر في جولتين من المفاوضات عقدتا في جنيف عامي 2018 و2019، بمشاركة المغرب والجزائر وموريتانيا وجبهة البوليساريو الانفصالية التي تنازع المغرب السيادة على أقاليم الصحراء الغربية الساقية الحمراء ووادي الذهب.
ودعا المجلس الدول الثلاث والبوليساريو إلى مواصلة الالتزام بهذا المسار بروح من الواقعية والتوافق بهدف تسوية النزاع.
من جانبه، اعتبر المغرب أن تبني قرار مجلس الأمن يندرج في سياق يتسم بالمكتسبات الهامة، التي تحققت تحت قيادة الملك محمد السادس في الملف خلال السنوات الماضية.
وذكرت وزارة الخارجية المغربية في بيان لها أن هناك دعما دوليا متزايدا ومؤثرا لمبادرة الحكم الذاتي وفتح أكثر من 30 قنصلية عامة في مدينتي العيون والداخلة، وعدم اعتراف أكثر من 84% من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بالكيان الوهمي (البوليساريو)، إضافة إلى أن التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الأقاليم الجنوبية تجسد هذه الدينامية الإيجابية للغاية"، حسب تعبير البيان.
وتواجه روسيا اتهامات باستخدام المسيرات الإيرانية في عمليتها العسكرية على أوكرانيا، المستمرة منذ 24 فبراير/شباط الماضي، وهو ما نفته طهران وموسكو، إلا أن هذا النفي لم يجد مصداقية لدى الغرب الذي فرض عقوبات جديدة على إيران بسبب هذا الأمر.