إيران تعاني من وضع اقتصادي متدهور، حيث هبطت قيمة عملتها إلى مستويات قياسية مقابل الدولار،
أسابيع ساخنة مرت على إيران مع اقتراب موعد تطبيق العقوبات الأمريكية الصارمة مطلع أغسطس المقبل، العقوبات تستهدف الذهب والمصارف والسيارات لتبلغ ذروتها في نوفمبر من العام الجاري حين تمنع الولايات المتحدة أي تعامل نفطي أو غازي مع طهران، وبذلك يتم تطبيق عقوبات غير مسبوقة ضد النظام الإيراني.
محاولات التقارب الإيراني على حساب المنطقة جُوبهت برد قاسٍ من الرئيس ترامب الذي حددت إدارته 12 مطلباً مفصليا لرسم العلاقة بها وبالعالم بشكل عام، ليصدم النظام في طهران بالأمر الواقع ولتُكشف كافة أوراقه.
وفي هذه الأجواء الساخنة انبرى جل مسؤولي طهران للتهديد والعويل ليصرح الجميع، من خامنئي إلى أصغر موظف مروراً بروحاني وقاسمي وباقري ولاريجاني وظريف، وليس انتهاء بقائد فيلق القدس قاسم سليماني، تصريحات كشفت حجم المخاوف التي يعاني منها النظام الإيراني الذي كان يستخف بانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، ويقلل من شأن التأثيرات الاقتصادية والسياسية للقرار.
لكن التأثيرات بدت على أرض الواقع، حيث تراجعت قدرة إيران في الدول التي سعت إلى السيطرة عليها كما فشلت الدبلوماسية الإيرانية في الحصول على أية مكاسب دولية، وشهد الداخل الإيراني احتجاجات واسعة ضد النظام وتدخلاته في المنطقة من قبل أكبر تجار الأسواق الإيرانية الذين أضربوا عن العمل في خطوة غير مسبوقة منذ 40 عاماً.
إن أعلى طموحات إيران الثورة هو الحصول على مكاسبها في الهيمنة على الدول على مرأى وموافقة العالم أجمع، ولن يحصل ذلك ما لم تطبّع علاقاتها مع القوى العظمى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك ما سعت إليه خلال عهد الرئيس أوباما، حيث إنها لا تغفل هذه الضرورة الحيوية للمحافظة على أولويات بقائها، ولذلك سعت إلى التقارب مع ما تسميه "الشيطان الأكبر" وفق معتقدها السياسي بهدف اقتسام السلطة، هذا التقارب بدأ مبكراً بمراسلات إيرانية لاسترضاء أمريكا باسم مكافحة الإرهاب، والتنسيق الأمني في أفغانستان والعراق.
لكن محاولات التقارب الإيراني على حساب المنطقة جُوبهت برد قاسٍ من الرئيس ترامب الذي حددت إدارته 12 مطلباً مفصليا لرسم العلاقة بها وبالعالم بشكل عام، ليصدم النظام في طهران بالأمر الواقع ولتُكشف كافة أوراقه.
إيران تعاني من وضع اقتصادي متدهور، حيث هبطت قيمة عملتها إلى مستويات قياسية مقابل الدولار، وتشهد سخطاً عاماً في جميع المستويات والطبقات مع انسحاب الشركات العالمية وتداعي التجارة، لاسيما أن معظم الشركات لن تجازف بإقامة علاقات مع طهران على حساب واشنطن.
كل ذلك يأتي في وقت خيّرت الولايات المتحدة الأمريكية إيران بين أن تكون دولة مارقة تتوالى عليها العقوبات العالمية، اقتصادية وسياسية وربما عسكرية، وبين أن تنضم إلى ركب العالم المتحضر بعيداً عن التدخل في شؤون الدول، ولا أمل في ذلك على المدى المنظور.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة