"المعاول الاستعراضية".. فشل يلاحق آلاف المشروعات في إيران
تقرير إخباري لشبكة ألمانية يرصد المشروعات الاستعراضية الفاشلة في إيران منذ سنوات دون تقدم بمسار تدشينها.
تزامنا مع إحياء النظام الإيراني ومناصريه الذكرى الأربعين لتأسيس نظام ولاية الفقيه قبل 40 عاما، كشف تقرير إخباري أمثلة لمشروعات اقتصادية استعراضية طوال سنوات والتي لم تتقدم خطوة واحدة حتى الآن.
وأوردت النسخة الفارسية لشبكة "دويتشه فيله" الألمانية تقريرا مصورا يرصد تدشين مسؤولين إيرانيين مشروعات خدمية من قبيل المستشفيات والمدن الصناعية ومحطات طاقة، غير أن الأمر اقتصر في النهاية على التقاط صور تذكارية لهم، فضلا عن وضع لافتات إرشادية.
وأشار التقرير في البداية إلى فشل مشروع بناء مستشفى لعلاج مرضى السرطان في مدينة الري (جنوب شرقي العاصمة طهران) منذ وضع حجر أساسه بحضور مسؤولين بارزين بينهم مستشار المرشد الإيراني علي أكبر ولايتي صيف عام 2014.
وأكدت الشبكة الألمانية أن مسار المشروع المقام على مساحة 11 ألف متر مربع توقف بالكامل، فيما بات مصير تبرعات نقدية من الآف الإيرانيين غامضا، خاصة وأن المستشفى كان من المقرر أن يخدم سكان مدينة شيراز (سادس أكبر مدن البلاد).
ثقة الإيرانيين تجاه نظام ما يٌعرف بـ"الجمهورية الإسلامية" في أدنى درجاتها في ظل الفشل المتلاحق، حيث لم يمض سوى عامين على توقف أعمال إنشاءات مستشفى السرطان حتى واجه مشروع آخر لتدشين مركز تعليمي ضخم في مدينة كاشمر (شمال) المصير نفسه عام 2017، وفقا لدويتشه فيله.
مشروعات فاشلة باتت تٌعرف شعبيا بـ"مراسم المعاول" داخل إيران، حيث يرى منتقدون أن جملة هذه المشاريع المتوقفة على هذا النحو قد تخطت حاجز 76 ألف مشروع بعضها حكومي؛ فيما تحتاج عملية استكمالها لميزانيات ضخمة للغاية.
ورجح التقرير استمرار أزمات هذه المشروعات المتوقفة خلال سنوات مقبلة، في ظل عجز حاد بالموازنة العامة لإيران والذي يدفع حكومة طهران لعدم منحها مخصصات مالية جديدة.
المصانع هي الأخرى كانت ضحية لتلك المراسم الاستعراضية طوال سنوات، حيث لم تبق سوى لوحة إعلانية مهترئة بعد وضع أساس مصنع جديد لإنتاج إطارت السيارات في نطاق مدينة رامشار الواقعة جنوب شرقي إيران عام 2015.
وفي مدينة هامون الحدودية المتاخمة لأفغانستان الجارة الشرقية لإيران، تقف لافتة وسط منطقة صحراوية قاحلة للإعلان عن مشروع محطة لتوليد الكهرباء بواسطة الرياح والطاقة الشمسية منذ عام 2011.
الأمثلة عديدة ومختلفة حيث تراوحت بين مدينة صناعية معطلة منذ سنوات في إقليم سيستان وبلوشستان (جنوب شرق)، ومصنع لإنتاج الطحين توقف العمل به قبل أن يبدأ في نهاية تسعينيات القرن الماضي، فضلا عن منطقة صناعية ضخمة بمقاطعة نيمروز الحدودية.