إيران ببراثن المتشددين.. "دفاتر قمع" تستنسخ تاريخا مظلما
سجل وحشي لمرشح المتشددين لانتخابات الرئاسة في إيران ينذر بحقبة مظلمة جديدة تكرس القمع وتستنسخ مرحلة قاتمة من التاريخ المحلي الحديث.
ويُثير اقتراب رئيس القضاء الإيراني إبراهيم رئيسي، من منصب رئاسة بلاده في ظل منع أبرز منافسيه من الترشح، قلقاً واسعاً حول مستقبل البلاد في ظل السجل الوحشي للرجل بقمع حقوق الإنسان، وتشدده في سياسة بلاده الخارجية.
طرح يرفع قائمة التحديات بوجه بلد يرزح تحت براثن المتشددين، ويشي بأن المرحلة المقبلة ستكون بمثابة اختبار قاتل لأكثر القادة حنكة، بدءا من الأزمة الاقتصادية المستفحلة والضغوط للإصلاح وصولا إلى خلافة المرشد علي خامنئي.
وتشير شبكة "سي إن إن الأمريكية"، إلى أنه وسط موجات التغيير هذه، قررت النخبة السياسية الإيرانية أن يكون الرئيس القادم لإيران شخصية غارقة في جذورها المحافظة ومرتبطة بشكل مباشر بواحدة من أحلك فصول تاريخها.
إيران بقبضة متشدد
محللون يرون أن انتخاب رئيسي قد يشير إلى قمع المعارضة محلياً، والعودة إلى حالة انغلاق أكثر على إيران عالمياً، في لحظة محورية تعيشها البلاد.
ولعب رئيسي، على مدى عقود، دورا في حملة قمع دموية ضد المعارضين الإيرانيين. واتهمه مركز حقوق الإنسان بالبلاد بارتكاب جرائم ضد الإنسانية لكونه جزءاً من "لجنة الموت" المكونة من أربعة رجال، والتي أشرفت على إعدام ما يصل إلى 5000 سجين سياسي في عام 1988.
واتسم العامان اللذان قضاهما رئيسي رئيسا للسلطة القضائية، بحملة قمع مكثفة ضد المعارضة وانتهاكات حقوق الإنسان، كان أبرز مظاهرها صدور أول حكم بإعدام بحق رجل منذ عقود بسبب تعاطي الكحول.
وأواخر العام الماضي، أُعدم مصارع شاب شنقًا لمشاركته في الاحتجاجات المناهضة للحكومة عام 2018.
وترى هولي داجريس، وهي باحثة بمركز المجلس الأطلسي، أن إيران "أصبحت دولة أكثر قمعية. ومع انتخاب شخص يداه ملطخة بالدماء مثل إبراهيم رئيسي [كرئيس]، يمكنك رؤية الأمور تسير في اتجاه أكثر قتامة مما رأيناه في الذاكرة الحديثة".
وأضافت داجريس أن "إيران تسير في اتجاه العزلة الذي تنتهجه كوريا الشمالية، إذ لديها صديقان فقط في المجتمع الدولي [روسيا والصين] والطريق الذي تختاره هو التناطح مع جماهير موهوبة ومتعلمة للغاية."
وتؤكد أن معدلات المشاركة في هذه الانتخابات الرئاسية ستشهد انخفاضاً تاريخياً، في ظل الغضب من وراء تهيئة الأمور لصعود رئيسي من جانب رجال الدين في منظومة الحكم، لافتة إلى أن مظاهر هذا الغضب الداخلي انعكس على مشاركة الإيرانيين في منصات التواصل الاجتماعي، ورفعهم شعار "أين رئيسي".
من جانبها، قالت تريتا بارسي، نائبة الرئيس التنفيذي لمعهد كوينسي الأمريكي: "لم تكن الانتخابات في إيران أبدًا حرة ولا نزيهة ، لكنها تميل إلى أن تكون تنافسية. ولكن هذه المرة، فإن تقليص مجلس صيانة الدستور نطاق الخيارات المقبولة تتجاوز ما رأيناه في الماضي".
وتابعت: "نتيجة لذلك، لدينا أصوات من داخل النظام نفسه تحث على مقاطعة التصويت. هذا سيناريو جديد تمامًا".
وتجرى الانتخابات الإيرانية الجمعة المقبل، في سباق يشارك فيه 7 مرشحين فقط، معظمهم من المتشددين، وسط تأكيدات بأن نتيجة الاقتراع محسومة سلفا.
ويحق لنحو 59 مليون إيراني المشاركة بالانتخابات التي تتوقع مراكز الاستطلاع أن لا تتجاوز نسبة المشاركة فيها الـ40 بالمئة.