انتخابات إيران والإنترنت.. نافذة دعائية وشعبية تحت أعين الحرس الثوري
منعت لجنة الانتخابات الرئاسية في إيران المرشحين من عقد تجمعات انتخابية، لتبقى وسيلة خطابهم الدعائي الوحيدة شبكة الإنترنت.
اللجنة التي تذرعت لقرارها بتفشي وباء كورونا سمحت للمرشحين ومناصريهم باللجوء إلى شبكة الإنترنت للترويج لبرامجهم الانتخابية، في ظل تقارير تؤكد أن نسبة المشاركة في الانتخابات ستكون متدنية.
لكن قيود الحرس الثوري على الإنترنت في إيران تثير مخاوف دائمة لدى الإيرانيين من الرقابة اللصيقة على نشاطاتهم.
بل إن الحرس الثوري يضفي هالة من الخوف على استخدام الإنترنت، زاعما أن الغرب يستخدم الشبكة لمحاربة النظام الحاكم، مستغلا المواسم الانتخابية.
أحدث ذلك ما جاء على لسان العميد رمضان شريف المتحدث باسم الحرس الثوري، خلال اجتماعه مع نشطاء الإعلام والفضاء الإلكتروني بمدينة تبريز شمال غربي إيران، حين قال إن "الانتخابات التي ستجرى في يونيو المقبل هي ربيع الإعلام الأجنبي"، متهما هذا الإعلام باتخاذ مواقف ضد إيران مع بدء كل موسم انتخابي.
وحول دور الإنترنت في الانتخابات الرئاسية، أقرّ شريف، حسب ما تابعت مراسلة "العين الإخبارية" في وسائل الإعلام الإيرانية، اليوم الخميس، أن "الفضاء الإلكتروني كبير جدا وليس لدينا سيطرة على الإنترنت".
البدائل لتعرية النظام
في المقابل، فإن مساعي الحرس الثوري في الرقابة على الإنترنت في إيران تصطدم بالفشل دوما، حيث تلجأ شريحة واسعة من الإيرانيين إلى استخدام برامج تجاوز الحجب المعروفة بـ"VPN، لمواجهة المشهد الرقمي المعقد في إيران، وقيود السلطات الصارمة على الإنترنت، وشبكة البلاد الداخلية، ونظام التسعير الفريد الخاص بها.
وعملت إيران في السنوات الأخيرة على إنشاء شبكة إنترنت خاصة بها، تُعرف باسم شبكة المعلومات الوطنية (NIN).
ووفق تقارير سابقة فإن إيران أنفقت ما يقرب من 4.5 مليارات دولار أمريكي لتعزيز أهدافها، عبر تحسين قدرات الحكومة لإزالة محتوى معين عبر الإنترنت، وتقليل اعتماد المواطنين على التطبيقات الأجنبية مثل Google و Telegram من خلال تقديم بدائل مخصصة لها فقط.
وفي سياق متصل، ذكر مركز "بتا" الإيراني المتخصص بمراقبة الأنشطة الإلكترونية، أنه "باستخراج البيانات من حوالي 54 مليون منشور في الفضاء الإلكتروني خلال الأسبوع الماضي، حول الانتخابات الرئاسية، تصدر إبراهيم رئيسي قائمة المرشحين الذين ينشطون في هذه الشبكة".
المركز الإيراني توصل إلى أن رئيسي وحملته الانتخابية تعد أكبر منتج للمحتوى الانتخابي في جميع المنصات الثلاث، Telegram و Instagram و Twitter ".
وتابع: "على الرغم من حقيقة أن محتوى المرشح المتشدد الجنرال محسن رضائي أقل من سعيد جليلي في تطبيق Telegram، إلا أنه حصل على عدد أكبر من المشاهدات، وهذا يدل على أن محتوى رضائي تلغرام قد تم نشره في قنوات أكثر شهرة".
وعملياً بدأت أمس الأربعاء وزارة الاتصالات الإيرانية بعملية السماح للإيرانيين بتسجيل بطاقاتهم (الجنسية) عبر بوابة إلكترونية من أجل منحهم باقة إنترنت مجانية من أجل متابعة أخبار وأنشطة المرشحين الذين ينتمي أغلبهم للتيار الأصولي المتشدد.
aXA6IDMuMTM1LjE4NC4yNyA= جزيرة ام اند امز