كاتب بريطاني: الانتخابات الإيرانية صراع بين المتشددين والرجعيين
صحفي بريطاني يؤكد أن نتائج الانتخابات الإيرانية لن تغير أي شيء في نهج إيران الدولي والمحلي، مؤكدا أنه لا وجود للإصلاحيين
بينما يتسابق المحللون والمراقبون في وضع سيناريوهات مستقبلية لإيران بعد إجراء الانتخابات الرئاسية المقررة في 19 مايو المقبل، إلا أن ثمة صحفيا بريطانيا يرى أن الانتخابات لن تشكل أي فارق أو تغيير، مؤكدا أن هذه الانتخابات ستكون بين المتشددين والرجعيين، حيث لا وجود للإصلاحيين.
ويرى الصحفي البريطاني بيفاند خورساندي أن أسلوب الاسترضاء الذي تتبعه بريطانيا يجعل نتيجة الانتخابات بلا أهمية للمملكة المتحدة، موضحًا تماشي بعض وسائل الإعلام البريطانية مع نهج الحكومة البريطانية.
وفي إطار تعليقه على إعلان "إبراهيم رئيسي" الترشح للانتخابات الرئاسية الإيرانية المقرر عقدها في 19 مايو/آيار المقبل، وصف خورساندي رئيسي بالمتشدد المعروف بكونه عضو في "لجنة الموت" عام 1988 التي أشرفت على مذبحة آلاف السجناء السياسيين، وأنه يشكل تهديدًا للرئيس حسن روحاني,
يشير خورساندي في مقاله المنشور بصحيفة "إندبندنت" البريطانية، إلى أن الفترة التي تسبق الانتخابات سوف تكون زاخرة بتحليلات عن مزايا المنافسين على دور الرئيس في إيران، لكنه يرى حقيقة يصفها بالمؤلمة وهي عدم وجود أهمية لذلك بالفعل، لأن التاريخ الحديث يثبت أن الصراع في إيران ليس بشأن "المتشددين" في مواجهة "الإصلاحيين"، وأن الطريقة الأفضل للنظر في التطورات هي رؤيتها بأنها صراع بين المتشددين والرجعيين.
يقول خورساندي إن جميع السياسيين الإيرانيين متشددين، ويؤيدون المبادئ الخمينية للجمهورية الإسلامية، ويرى أن آية الله الخميني أطاح بملك إيران في 1979 ولا يزال حتى الآن أكبر مصدر إلهام للإسلاميين حول العالم، مضيفًا أن إيران داعمة لتنظيمي حماس وحزب الله، وكان لها دور هام في إبقاء الرئيس السوري بشار الأسد في منصبه في سوريا هذا العام على الرغم من أن هجوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على قاعدة الشعيرات الجوية السورية أحدث ضررًا في مخالب إيران الإمبراطورية.
لتوضيح أسباب عدم أهمية هوية الرئيس المنتخب في إيران العام الجاري بالنسبة للملكة المتحدة، ضرب خورساندي مثالًا بحلقة لبرنامج "توداي" المعروض على إذاعة "بي بي سي" البريطانية، الذي يرى أنه تأثر في تغطيته عن إيران يوم الإثنين الماضي بوزارة الخارجية البريطانية، التي إلى جانب غرفة التجارة البريطانية الإيرانية، بقيادة ﺍﻟﻠﻮﺭﺩ ﻻﻣﻮﻧﺖ، تشعران بالسعادة لإحياء العلاقات بين البلدين.
في 3 أبريل/نيسان الحالي مر عام على سجن البريطانية نازانين زاغاري راتكليف في إيران، حيث تعيش في سجن انفرادي، وتتجاهلها الحكومة البريطانية التي فشلت حتى الآن في إصدار إدانة علنية للحكم الصادر ضد راتكليف بالسجن 5 سنوات بتهم مشكوك فيها.
يقول خورساندي إنه في إطار تغطيته للذكرى السنوية لم يُحضر البرنامج أي مسئول من وزارة الخارجية، ولا عمدة لندن -الذي دعا آلاف الإيرانيين إلى ميدان ترافالجر الشهر الماضي - ولا النائبة توليب صديق الناقدة لتقاعس الحكومة في قضية راتكليف، وبدلًا من ذلك دعا البرنامج متحدثة رسمية من مؤسسة تومسون رويترز الخيرية حيث تعمل راتكليف.
يضيف خورساندي أن السؤال الرئيسي الذي واجهته المتحدثة الرسمية لم يكن بشأن صمت الحكومة البريطانية حول اعتقال راتكليف، وإنما عما إذا كانت راتكليف جاسوسة بالفعل أم لا، حيث تصر إيران على أنها جاسوسة.
يقول خورساندي إن من الصعوبة عدم الشعور بأن "بي بي سي" كانت تحاول تجنب إحداث مشكلة مع إيران، وهو النهج الذي تنتهجه الشخصيات الحكومية الرئيسية في بريطانيا، وهذا يلخص أسباب عدم أهمية فوز روحاني أو منافسه في انتخابات مايو، فالمملكة المتحدة تتجنب بالفعل الدخول في مشكلات وتبذل قصارى جهدها للاسترضاء والتجاهل.
يختتم خورساندي مقاله بالقول إن هذا الأسلوب سوف يستمر مهما كانت النتائج، وسواء كانت هناك مواطنة بريطانية محتجزة بتهم مزيفة في سجونها أم لا.