نجل آخر شاه لإيران: ثورة عمالية تطيح بحكم الملالي هي الحل
رضا بهلوي" نجل آخر شاه لإيران قبل ثورة الخوميني، يدعو إلى ثورة مدنية تطيح بحكم الملالي والنظام الحالي في طهران.. ماذا قال؟
دعا رضا بهلوي، نجل آخر شاه لإيران قبل الثورة الإيرانية عام 1979، إلى قيام ثورة تطيح بحكم الملالي والنظام الحالي في طهران، لكنه وضع مواصفات خاصة لتلك الثورة.
وقال رضا الذي أطاحت الثورة الإيرانية، بقيادة الخوميني عام 1979م، بحكم عائلته والنظام الشاهنشاهي الملكي- في حوار له مع وكالة "أسوشيتد برس"، إنه بات يعتقد أن إيران "لم تعد قابلة للإصلاح"، وأن السبيل الوحيد لخلق تغيير جذري في إيران هو القيام بثورة سلمية، يمكن أن تبدأ باعتصامات في النقابات العمالية.
وأوضح رضا بهلوى، الذي يقيم في الولايات المتحدة، أن النظام الإيراني لم يعد قابلا للإصلاح "لأن جيناته الوراثية التي تكمن في ذاته غير قابلة للإصلاح أصلا".
وقال: "أدرك الشعب الآن خطورة الأوضاع الوخيمة المحيطة به، وتخلى عن شعارات الإصلاح التي كان يدعو إليها في السابق، وأصبح يركز في الوقت الحالي على وجوب التغيير الجذري"
وعندما سئل رضا بهلوي عن كيفية القيام بهذا التغيير، وكيفية التمهيد لهذه الثورة السلمية، أجاب قائلا: "كما ذكرت مسبقًا يجب أن تبدأ بالاعتصامات والاحتجاجات في نقابات العمال"، موضحا أن الثورة السلمية غرضها طمأنة أعضاء الحرس الثوري الإيراني بأنهم لن يتعرضوا للقتل في أعقاب نجاح هذه الثورة.
وأكد نجل آخر شاه ايراني أن أهم شيء لإحداث تغيير في إيران أن تتوقف الدول الغربية عن تهديد إيران بأنها ستحدث تغييرًا بالقوة وعن طريق السلاح، لأن ذلك يوفر حجة للنظام الإيراني يسوقها للشعب مدعيا أن البلاد تواجه مؤامرة وخطرا خارجيا يستدعي اتحاد النظام والشعب.
وأبدى نجل شاه إيران استعداده للتعاون مع أية دولة أو جهة من أجل حرية الشعب الإيراني دون المساس بالحريات في بلاده أو استقلالها.
وأكد بهلوي، البالغ من العمر 56 عامًا، أن الشباب الإيراني يتطلع بشكل كبير إلى ماضي إيران، مشيرا إلى المظاهرات التي نظمتها مجموعات مناهضة للحكومة الإيرانية حول قبر الملك كوروش الكبير، وهو ملك إيران قبل الفتح الإسلامي، باعتبارها دليلا حيا على الاضطراب الواقع في إيران.
وأضاف: "إذا نظرتم إلى الإرث الذي تركه والدي وجدي، فستجدونه متناقضًا تماما مع هذا النظام المتخلف الراديكالي الديني، الذي حكم البلاد بقمع شديد".
وفي حوارٍ آخر مع "راديو فردا الإيراني"، قال رضا بهلوي إنه غير مهتم بعودة النظام الملكي لإيران، وأن يصبح جزءا منه، مؤكدا أن كل ما يريده هو أن تعم الديموقراطية في بلاده وأن تراعى حقوق الإنسان فيها.
وعندما سئل عن سبب عدم تعاونه مع منظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية التي تعرف بأنها الفصيل المقاوم والمناهض للنظام الإيراني الحالي، أجاب قائلاً: "لا يمكن أن نعتبرها شريكًا سياسيًا لأنها تعاونت مع صدام حسين في الحرب العراقية الإيرانية".
وذكر موقع راديو فردا الإيراني الناطق باللغة الفارسية أن رضا بهلوي أرسل خطابا إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعرب فيها عن استيائه لمنع الإيرانيين من دخول الولايات المتحدة، طالبًا منه أن يفصل الشعب الإيراني عن النظام القائم في إيران.
وذاعت شهرة رضا بهلوي بعد انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي اشتهر بسياسته المتشددة تجاه إيران، باعتباره مرشحا قد يلعب دورا محوريا في أحد السيناريوهات المطروحة للتغيير في إيران.
وكان قد غادر نجل آخر شاه لإيران بلاده حين كان في الـ17 من عمره للدراسة في مدرسة للطيران بالولايات المتحدة الأمريكية. قبل الإطاحة بحكم والده المصاب بالسرطان محمد رضا بهلوي، الذي تم نفيه، بعد أن اندلعت الثورة الإيرانية وأُسست الجمهورية الإسلامية في إيران. وبعدها وقعت حادثة الاستيلاء على السفارة الأمريكية في طهران.
وعلى الرغم من ذلك إلا أن الأسرة البهلوية والعهد الملكي في إيران احتفظا برونقهما في إيران، مع أن أغلبية شعب إيران البالغ تعداده 80 مليونًا لم يعيشوا في فترة شاه إيران.
وحرص النظام الإيراني على إنتاج أعمال فنية ومسلسلات تليفزيونية لتشويه فترة حكم الأسرة البهلوية، ومنها مسلسل حديث تموله الحكومة الإيرانية بعنوان "لغز الدولة"، ويعد من أعلى المسلسلات الإيرانية تكليفًا على الإطلاق في تاريخ إيران. ويدور بطبيعة الحال حول توجيه الانتقادات للبلاط الملكي.
وحظي بهلوي على عدد متزايد من المقابلات الإعلامية منذ إجراء الانتخابات الأمريكية، والتي كان أبرزها مع موقع "بريتبارت"، الذي يديره كبير الخبراء الاستراتيجيين في إدارة ترامب.