قآاني يفتش في جبال أربيل عن هيبة إيرانية ضائعة بدروب بغداد والنجف
فرضت الخسارة الشعبية للقوى الموالية لإيران في العراق أعباءً إضافية على قائد فيلق القدس إسماعيل قآاني.
وبعد إخفاقه في جمع شتات البيت السياسي الشيعي خلال زيارة لبغداد والنجف في مسعى لثني الزعيم الديني مقتدى الصدر عن ضم القوى الخاسرة منهم إلى التحالف الأقرب لتشكيل الحكومة، يتحرك قائد فيلق القدس الإيراني مجدداً ولكن هذه المرة صوب جبال كردستان.
ووصل قآاني أمس في زيارة غير معلنة إلى أربيل، بحسب مصادر مطلعة، التقى خلالها الزعيم الكردي مسعود بارزاني وعددا من قادة الحزب الديمقراطي الكردستاني.
وجرى خلال اللقاء، مناقشة تطورات الوضع السياسي في العراق وطبيعة الحراك الدائر بشأن الأزمة التي تعيشها قوى الإطار التنسيقي الموالية لطهران بعد أن باتت قاب قوسين أو أدنى من الابتعاد عن تركيبة المشهد السياسي القادم.
وتأتي زيارة قآاني الثانية خلال أقل من شهر بعد أن خاض قبل أيام وساطة تقريب بين قوى الإطار التنسيقي والصدر جاءت على شكل مرحلتين بدأت في النجف واستكملت في بغداد لكنها انتهت بالفشل.
وتعيش القوى الشيعية المقربة من إيران أسوأ أوضاعها السياسية منذ عقدين بعد تراجع تمثيلها في اقتراع أكتوبر/تشرين الأول الماضي وإصرار الصدر الذي حازت كتلته على 73 مقعداً، على المضي نحو تشكيل الكتلة الأكبر بالتحالف مع القوى السنية الأكبر (تقدم وامتداد)، يتبعهما الحزب الديمقراطي الكردستاني.
وجاء ذلك التحرك صادماً للقوى الإطارية التي هددت برفع درجات الاعتراض إلى مستويات المقاطعة السياسية وتهديد بالسلم الأهلي.
وعلى وقع تلك التحديات تحاول طهران حلحلة الخلاف الدائر بين الصدر معارضيه من الشيعة الموالين لطهران قبل الوصول إلى تكليف مرشح الكتلة الأكبر برلمانياً بتشكيل الحكومة.
وكان الصدر قد أبلغ قآاني بحسب مصادر مقربة، أنه مستعد للتفاوض مع قوى الإطار وحلحلة خلاف القطيعة معهم في حال تخلت عن رئيس دولة القانون نوري المالكي.
وفيما كان قائد فيلق القدس الإيراني يحاول في بغداد مع قادة الإطار التنسيقي لإقناعهم بالتخلي عن المالكي خلال زيارته التي جرت في الـ19 من الشهر الجاري، عززت طهران تحركاتها بابتعاث مسؤول الملف العراقي في مليشيات حزب الله اللبناني حسن كوثراني لتعضيد الضغط ولكن من مدينة النجف الدينية.
ولم تستطع تلك التحركات من تحقيق تقارب على الأرض بين طرفي المشهد؛ الصدر والقوى الشيعية الخاسرة، وهو ما دفع قآاني للتحرك نحو أربيل، بحسب المحلل السياسي إحسان عبدالله.
وأكد المحلل السياسي ، إحسان عبدالله، أن "طهران تحاول ممارسة كل الوسائل لدفع التجلط السياسي عن الشريان الشيعي حتى ولو كلفها الكثير واضطر للعب بشكل علني وصريح".
وأضاف عبدالله، أن "ساسة إيران يدركون تماماً أنه إذا مضى المسار السياسي في العراق وفق ما يريده الصدر بتشكيل حكومة الأغلبية الوطنية فإن ذلك سيمثل بداية حقيقة لانتهاء عصر المولاة من القوى والأحزاب والمليشيات التي عملت على إيجادهم ونفخ الروح فيهم منذ عقود".
ورأى عبدالله أن "تحرك قآاني الأخير باتجاه جبال كردستان جاء للضغط على الحزب الديمقراطي الكردستاني للتراجع خطوة عن تحالفه مع الصدر بهدف إخضاع الأخير للجلوس مع قوى الإطار وتقبلهم كما هم عليه".
وتأتي زيارة المسؤول الإيراني إلى أربيل في وقت يقترب العراق من استكمال الخطوة الثانية في إجراءات تشكيل الحكومة باختيار رئيس الجمهورية، في وقت يبلغ الاحتدام أشده بين الحزبين الكرديين على ذلك المنصب، الاتحاد الوطني والديمقراطي.
وجرى العرف السياسي منذ تشكيل أول حكومة برلماني منتخبة في العراق عام 2006، أن يكون منصب رئيس الجمهورية من حصة المكون الكردي وتحديداً للاتحاد الوطني الكردستاني مقابل تنازلات يقدمها للديمقراطي في الإقليم.
غازي فيصل، الخبير الاستراتيجي، أكد أن تحرك قائد فيلق القدس الإيراني لم يغير من تراتبية الشهد في العراق ولن تكون هنالك فرصة حياة للقوة الولائية الخاسرة.
وبين غازي خلال حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "الحرس الثوري الإيراني وخلال السنوات الثلاث الأخيرة فقد السيطرة والضبط على أجنحته السياسية في العراق وملحقاتها المليشياوية وجاء الفشل الأخير لجولة الضغوط التي يمارسها لتؤكد خروج طهران عن لعب دور المحور الرئيس".
واختتم حديثه قائلا إن "حكومة الأغلبية الوطنية التي يسعى الصدر لتشكيلها بمعية الفائزين السنة والحزب الكردي ستمضي ولن تمتلك القوى الخاسرة ومن خلفها إيران سوى الاستسلام لقدرها السياسي".
aXA6IDMuMTM1LjIwNi4yMTIg جزيرة ام اند امز