إيران تسدل الستار على الهجوم "الأكثر دموية".. "شنق" متهمين اثنين
أسدلت إيران الستار على الهجوم "الأكثر دموية" الذي تتعرض له البلاد منذ فبراير/شباط 2019، بتنفيذها حكم الإعدام على اثنين من المتهمين.
وقالت وكالة أنباء "إرنا" الرسمية، اليوم السبت، إن إيران أعدمت اثنين من المتهمين في هجوم على ضريح شيعي أسفر عن مقتل حوالي 15 شخصًا في أكتوبر/تشرين الأول، وأعلن تنظيم "داعش" المسؤولية عنه.
وبحسب الوكالة الرسمية، فإنه تم تنفيذ حكم الإعدام شنقا فجر اليوم السبت بحق محمد رامز رشيدي وسيد نعيم هاشمي قتالي، وهما من "العناصر الرئيسية الضالعة في الحادث الإرهابي، بعد إدانتهما بالمساعدة على الإفساد في الأرض والبغي والعمل ضد الأمن القومي للبلاد".
وكانت المحكمة العليا في إيران قد رفضت في وقت سابق استئناف محامي الدفاع عن المتهمين، واعتبرت أن ما قاما به "مثال بارز للحرابة والإفساد في الأرض".
وكان رئيس نيابة محافظة فارس سيد كاظم موسوي أعلن مؤخرًا عن تأكيد المحكمة العليا في البلاد حكم الإعدام الصادر بحق اثنين من الضالعين في الهجوم الإرهابي على مرقد "شاه جراغ" في مدينة شيراز جنوب إيران.
ماذا نعرف عن الهجوم؟
وفي هجوم إرهابي مسلح، استهدف في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مرقدا دينيا في مدينة شيراز بجنوب إيران، قتل 15 شخصا على الأقل وأصيب آخرون، في أحد أكثر الاعتداءات دموية التي تشهدها البلاد منذ أعوام.
وقال مسؤولون في تصريحات صحفية بثت -آنذاك- إن الهجوم نفذه مسلح من "الإرهابيين التكفيريين" تم توقيفه، فيما أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عنه.
وأعلن التلفزيون الرسمي "استشهاد 15 شخصا على الأقل" في الهجوم الذي استهدف مرقد شاه جراغ ("ملك النور") للسيد أحمد بن موسى الكاظم، شقيق الإمام الرضا، ثامن الأئمة المعصومين لدى الشيعة.
وعقب الهجوم تعهد الرئيس إبراهيم رئيسي بأن يواجه "الآمرون والمخططون لهذه الجريمة النكراء (...) ردا مندّما وحازما من جانب القوات الأمنية والشرطة".
وتابع في رسالة نشرها موقع الرئاسة -آنذاك-: "أثبتت التجارب المنصرمة أن أعداء الشعب الإيراني ينتقمون عبر العنف والاغتيال بعد يأسهم (...) من بثّ الفرقة وإثارة الانقسام بين صفوف الشعب الموحّدة".
ويعد هجوم شيراز هو الاعتداء الأكثر دموية منذ فبراير/شباط 2019، حين قتل 27 عنصرا من الحرس الثوري في تفجير انتحاري استهدف حافلتهم في محافظة سيستان بلوشتان بجنوب شرق البلاد عند الحدود مع أفغانستان وباكستان.
هجمات سابقة
إلا أنه ثاني هجوم دامٍ يطول مزارا دينيا في إيران خلال 2022؛ ففي مطلع أبريل/نيسان 2022، قتل اثنان من رجال الدين الشيعة وأصيب ثالث بجروح بعد طعنهم بسكين في حرم العتبة الرضوية في مدينة مشهد (شمال شرق).
وفي سبتمبر/أيلول 2018، قتل 24 شخصا على الأقل في هجوم استهدف عرضا عسكريا في مدينة الأهواز بجنوب غرب إيران، اتهمت السلطات مجموعة مرتبطة بـ"انفصاليين تكفيريين" بالوقوف خلفه.
وفي السابع من يونيو/حزيران 2017، قتل 17 شخصا على الأقل عندما هاجم مسلحون وانتحاريون مبنى مجلس الشورى وضريح مؤسس إيران، الإمام الخميني في طهران، في هجوم تبناه تنظيم "داعش".
وفي ديسمبر/كانون الأول 2010، تبنت مجموعة "جند الله" المتطرفة هجوما انتحاريا استهدف مصلين يحيون ذكرى عاشوراء في جابهار (جنوب شرق)، ما أدى إلى وفاة 34 شخصا وإصابة عشرات.
وفي يوليو/تموز من العام نفسه، قتل 28 شخصا على الأقل وأصيب أكثر من 250 بجروح في اعتداء على مسجد للشيعة في زاهدان مركز محافظة سيستان بلوشستان، أتى بعد أسابيع من إعدام زعيم "جند الله" عبد الملك ريغي شنقا.
وتبنت المجموعة في أكتوبر/تشرين الأول 2009 هجوما انتحاريا أودى بـ42 شخصا في مدينة بيشين قرب الحدود الباكستانية، استهدف اجتماعا ضمّ ضباطا في الحرس الثوري وزعماء محليين لـ"تعزيز الوحدة بين الشيعة والسنة".
aXA6IDE4LjE4OC45MS4yMjMg جزيرة ام اند امز