هل تصبح إيران "برلمانية"؟.. وهذه آخر إحصائية حقوقية لضحايا الاحتجاجات
بدأت الأصوات تتعالى داخل النظام الإيراني بفشل طريقة الحكم التي يعتمدها رجال الدين منذ الوصول إلى السلطة عام 1979.
يأتي ذلك مع تواصل الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ سبتمبر/أيلول الماضي، عقب مقتل فتاة على يد "شرطة الأخلاق" بزعم عدم ارتدائها "ملابس غير محتشمة".
وقال غلام رضا مصباحي مقدم، عضو في مجلس تشخيص مصلحة النظام (أحد أجهزة الحكم بإيران)، إن الهيكل السياسي لإيران يمكن تغييره إلى هيكل برلماني، معترفاً بفشل النظام الرئاسي الذي جرى اعتماده لسنوات طويلة.
ويعتقد مصباحي مقدم، في مقابلة صحفية تابعتها مراسلة "العين الإخبارية" الجمعة، أن هيكل "رئيس الوزراء-الرئيس "أفضل من الهيكل الحالي لإيران"، وهو "برلماني-رئاسي".
وتابع:" هذا الهيكل المقترح أكثر ملاءمة للبلد وظروف اليوم، لكن البرلمان يجب أن يكون حزبياً، والبرلمان الحالي غير مناسب لهذا العمل وليس مفيداً لهذا العمل".
ويهيمن حالياً التيار الأصولي المتشدد على مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) الذي تبلغ مقاعده 290 مقعداً.
ومنصب رئيس الوزراء الإيراني آخر من تولاه هو السياسي الإصلاحي "مير حسين موسوي" وجرى إلغاء هذا المنصب بعد الحرب العراقية الإيرانية عبر استفتاء عام 1989، وتحولت البلاد فيما بعد إلى نظام رئاسي برلماني.
ويتم انتخاب رئيس الجمهورية كل أربع سنوات عبر الاقتراع العام من الشعب، بعدما يقوم مجلس صيانة الدستور الذي يهيمن عليها التيار المتشدد، بتأييد عدد من المرشحين.
دولة برلمانية
وفي سياق متصل، قال مولوي عبدالحميد، زعيم السنة في إيران، إن سياسات النظام على مدى 43 عاماً الماضية أكدت فشله.
وأضاف عبدالحميد، خلال خطبة صلاة الجمعة بمدينة زاهدان، إن "صرخات الناس واحتجاجاتهم تدل على أن سياسة العمل هذه خلال السنوات الـ43 الماضية وصلت إلى طريق مسدود، ولم يعد بإمكان البلاد أن تستمر وفق هذه السياسات".
وبحسب عبدالحميد "فإن طريقة إدارة البلاد ليست السجن وقتل الناس، بل هي طريقة حكيمة للجلوس مع الناس، هؤلاء الناس ليسوا إسرائيليين ولا أمريكيين، هؤلاء إيرانيون".
وطالب عبدالحميد في خطبه اليوم بالإفراج عن جميع المعتقلين خلال الاحتجاجات وإزالة عوامل تصفية الإنترنت، منتقداً في الوقت ذاته استمرار قتل المتظاهرين الأكراد.
خامنئي يتجاهل رسالة خاتمي
وفي سياق آخر، كشف سياسي إصلاحي، الجمعة، أن الرئيس الأسبق زعيم الإصلاحيين محمد خاتمي كتب رسالة إلى المرشد علي خامنئي، مشيراً إلى أن "الأخير لم ينتبه إلى تلك الرسالة أو يرد عليها".
وقال محمد علي أبطحي، أحد النشطاء السياسيين الإصلاحيين في إيران، عن مراسلات محمد خاتمي مع خامنئي بشأن الأوضاع في إيران في ظل الاحتجاجات، "إنه تم تجاهلها".
وكتب أبطحي على إنستجرام "في الاحتجاجات الأخيرة، رغم مراسلات خاتمي مع القيادة (خامنئي) واجتماع الإصلاحيين مع كبار المسؤولين لمنع العنف وإصلاح الأمور، لا يوجد ما يشير إلى أنه تم اتخاذ هذه المطالب في الاعتبار من قبل الحكومة كما كنت أتمنى أن تكون".
قتلى أكراد
وفي سياق متصل، أفادت شبكة حقوق الإنسان الكردستانية، الجمعة، بمقتل 105 مواطنين أكراد خلال الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في إيران منذ منتصف سبتمبر/أيلول الماضي على خلفية وفاة الشابة الكردية مهسا أميني.
وقالت شبكة حقوق الإنسان في موقعها الرسمي إنه "بناء على الإحصاءات التي جمعتها هذه الشبكة منذ بداية الاحتجاجات في إيران في الشهرين الماضيين وحتى الآن، قتل ما لا يقل عن "105 مواطنين كرديا" في احتجاجات في مختلف مدن كردستان وكذلك في أجزاء أخرى من إيران".
وبحسب شبكة حقوق الإنسان فإن "11 من هؤلاء القتلى هم من الأطفال"، مضيفة أن "قتل هؤلاء الأشخاص تم في محافظات أذربيجان الغربية، وكردستان، وكرمنشاه، وإيلام، وطهران، وخراسان رضوي، وقزوين والبرز".
aXA6IDMuMTQ5LjI1LjExNyA= جزيرة ام اند امز