إيران «تغير لهجتها» مع سوريا.. ممثل خاص و«رسائل ود»
بعد سلسلة تصريحات متبادلة وتحذيرات علنية أظهرت توترًا متصاعدًا بين طهران ودمشق، غيّرت إيران لهجتها تجاه الملف السوري في محاولة للبحث عن دور في «سوريا الجديدة».
وعبر رسائل كلامية وعملية، حاولت إيران خطب ود سوريا، مؤكدةً على لسان وزير خارجيتها عباس عراقجي احترامها لإرادة وتطلعات الشعب السوري، واستعدادها للتعاون مع أي نظام حكم ينبثق عن إرادة شعبه.
- رد ورسالة.. وزير خارجية سوريا يحذر إيران من «بث الفوضى»
- سياسة تحذيرات من البيت الأبيض.. «انتكاسات» إيران قد تدفعها نحو النووي
خطوة عملية
أما الخطوة العملية فقد تمثلت في إصدار وزير الخارجية الإيراني قرارًا بتعيين محمد رضا رؤوف شيباني ممثلًا خاصًا جديدًا للشؤون السورية.
وقال عراقجي لـ«شيباني»، في تصريحات نقلتها وكالة تسنيم الإيرانية: «يتم تعيينكم ممثلًا خاصًا لي في الشؤون السورية، نظرًا لما تتمتعون به من خبرة دبلوماسية متميزة وواسعة في وزارة الخارجية».
وأضاف: «سوريا دولة ذات أهمية بالغة في منطقة غرب آسيا، وإيران، انطلاقًا من إدراكها لأهمية استقرار سوريا وأمنها وتأثير ذلك على السلام والأمن الإقليميين، تؤكد ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسيادتها».
وأكد على «احترام إرادة وتطلعات الشعب السوري في تقرير مصيره بعيدًا عن التدخلات والوجود الأجنبي».
وتابع: «إن تحديد مستقبل سوريا هو حق أصيل للشعب السوري. وستواصل إيران علاقاتها مع أي نظام حكم ينبثق عن إرادة الشعب السوري الجماعية، على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، ووفق القوانين والأنظمة الدولية».
وبين أن «تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة لا يتم إلا من خلال التعاون والتفاهم المشترك بين دولها».
وكلف وزير الخارجية الإيراني مبعوثه الخاص إلى سوريا بـ«إجراء مشاورات مع كل الأطراف ذات الصلة، بما في ذلك الدول الصديقة في المنطقة، لتنفيذ المهام الموكلة إليه، وتقديم تقارير دورية بنتائج هذه المشاورات».
تحذيرات ورسائل سابقة
وكان وزير الخارجية السوري، أسعد حسن الشيباني، قد حذر إيران من «بث الفوضى» في بلاده.
وقال الشيباني، في منشور عبر منصة إكس: «يجب على إيران احترام إرادة الشعب السوري وسيادة البلاد وسلامتها».
وأضاف: «ونحذرهم من بث الفوضى في سوريا، ونحملهم كذلك تداعيات التصريحات الأخيرة».
وسبق ذلك تصريحات من عراقجي نفسه قال فيها: «من يعتقدون أن هناك انتصارات تحققت في سوريا عليهم التمهل».
ومنذ انتهى حكم بشار الأسد، حليف إيران، فجر الثامن من ديسمبر/كانون الأول، غادر آلاف الإيرانيين سوريا بينما شهدت السفارة الإيرانية في دمشق أعمال تخريب.
وأدلى أحمد الشرع، القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا، الملقب بـ«أبومحمد الجولاني»، بتصريحات انتقد فيها الدور الذي لعبته إيران في سوريا على مدى السنوات الماضية.
وسبق أن أكدت وزارة الخارجية الإيرانية الإثنين، أنّ طهران "ليس لديها اتصال مباشر" مع القيادة السورية الجديدة.
وحذرت الإيرانيين من السفر إلى سوريا بعد التطورات الأخيرة.
aXA6IDE4LjExOC4yOC4zMSA= جزيرة ام اند امز