مصدر لـ«العين الإخبارية»: العراق أبلغ إيران بإرجاء انسحاب القوات الأمريكية لهذه الأسباب
قالت مصادر عراقية، إن بغداد أبلغت طهران، بقرارها تأجيل انسحاب القوات الأمريكية، المقرر مغادرتها في سبتمبر/أيلول المقبل، ثلاثة أعوام على الأقل.
وأوضحت المصادر في تصريحات لـ«العين الإخبارية»، أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني حمل هذه الرسالة في رابع زيارة له إلى العاصمة الإيرانية طهران، منذ تسلمه منصبه في أكتوبر/تشرين الأول 2022.
وقال مصدر عراقي رافق السوداني في زيارته إلى طهران، التي التقى خلالها كبار المسؤولين الإيرانيين بدءاً من الرئيس مسعود بزشكيان ورئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، إلى المرشد علي خامنئي أعلى سلطة في إيران، إن السوداني بحث مع المسؤولين الإيرانيين عدة مواضيع، أبرزها قضية تأجيل انسحاب القوات الأمريكية من العراق، مطالبًا طهران بالعمل على ووقف أنشطة الفصائل في هذه المرحلة.
وأبلغ السوداني بزشكيان وكذلك المرشد علي خامنئي بأن القوات الأمريكية «سيتم تأجيل انسحابها لثلاثة أعوام على الأقل بسبب الأوضاع والتطورات في سوريا»، بحسب المصدر العراقي.
وحول أسباب قرار العراق، أكد المصدر، أن «السوداني أشار إلى أن الأوضاع في سوريا غير محسوسة، وربما تتطور إلى مواجهات مسلحة، مما سينعكس بدوره على بغداد أمنياً وعسكرياً»، مضيفًا: «بالتالي هناك حاجة لبقاء القوات الأمريكية وتأجيل المرحلة الأولى من انسحابها المقررة في سبتمبر/أيلول 2025».
كيف ردت إيران؟
وأشار إلى أن خامنئي امتعض مما طرحه السوداني بشأن استمرار تواجد القوات الأمريكية في العراق، مما دفعه لإصدار بيان عن لقائه مع السوداني وصف فيه القوات الأمريكية بـ«الاحتلال»، داعيا إلى تعزيز قوات الحشد الشعبي في المرحلة المقبلة وعدم التوجه نحو حلها.
وقال المصدر المطلع على فحوى اللقاء إن «خامنئي أبلغ السوداني أن إيران تعارض بقاء القوات الأمريكية في العراق وستستمر بدعم الفصائل الشيعية المسلحة»، مشيرًا إلى أن «خامنئي طلب من السوداني الضمانات التي قدمتها الولايات المتحدة بعدم استخدام أجواء العراق لضرب إيران في المرحلة المقبلة أو استهداف قادة الفصائل المسلحة».
رد فعل العراق
وبحسب المصدر، فإن «السوداني كان ممتعضاً من المواقف الإيرانية بعد إبلاغهم بتأجيل انسحاب القوات الأمريكية».
ويوم الأربعاء، قال المرشد الإيراني علي خامنئي، إن الوجود العسكري للولايات المتحدة في العراق «غير قانوني»، وحث بغداد على الوقوف ضد «الاحتلال الأمريكي»، بحسب قوله.
ووفقا لبيان نشر على موقعه الإلكتروني، قال خامنئي خلال اجتماعه مع السوداني في طهران: «هناك أدلة تشير إلى أن الأمريكيين يبذلون محاولات لتعزيز وتوسيع وجودهم في العراق. يجب الوقوف ضد هذا الاحتلال بجدية».
وأضاف خامنئي: «وجود قوات الاحتلال الأمريكية في العراق غير قانوني ويتعارض مع مصالح الشعب والحكومة».
ومطلع سبتمبر/أيلول 2024، قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في مقابلة تلفزيونية إن العراق توصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن الانسحاب التدريجي لقوات التحالف ضد تنظيم داعش، وأن الاتفاق سيتم توقيعه.
انسحاب القوات الأمريكية
وأعلن وزير الدفاع العراقي ثابت عباسي، أن انسحاب قوات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش سيتم على مرحلتين.
وقال فؤاد حسين إنه في المرحلة الأولى ستبدأ القوات الأمريكية، وأعضاء التحالف الآخرين بالانسحاب من قواعدها في بغداد وأماكن أخرى بحلول نهاية سبتمبر/أيلول 2025.
وبحسب ثابت عباسي، فإن المرحلة الثانية تتضمن أيضاً إخلاء قوات التحالف لقواعدها في إقليم كردستان العراق بحلول سبتمبر/أيلول 2026.
واستمرت المفاوضات بين الحكومة العراقية برئاسة السوداني والولايات المتحدة بشأن انسحاب قوات التحالف لعدة أشهر.
ويتواجد في العراق حاليا نحو 2500 جندي أمريكي ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، ويتواجد في سوريا حاليا 900 جندي أمريكي إضافي.
واستولى تنظيم داعش على أجزاء من العراق وسوريا في عام 2014، لكنه انسحب من العراق بعد ثلاث سنوات.
وفي 2019، خسر تنظيم داعش آخر معاقله في سوريا بعد هزيمته على يد التحالف الدولي، إلا أنه ما زال يواصل شن عمليات في الصحراء والمناطق النائية.
aXA6IDEzLjU5LjIxNy4xIA== جزيرة ام اند امز