"الحركة الخضراء".. كيف ظهر وقود احتجاجات إيران قبل 11 عاما؟
الحركة الخضراء قادت احتجاجات شعبية حاشدة قبل 11 عاما ضد فوز الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد بولاية حكم ثانية.
سلطت وسائل إعلام إيرانية، الإثنين، الضوء على ذكرى ميلاد "الحركة الخضراء" التي قادت احتجاجات شعبية حاشدة قبل 11 عاما ضد فوز الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد بولاية حكم ثانية.
وولدت "الحركة الخضراء" في 14 يونيو/ حزيران عام 2009 مع نزول ملايين المحتجين للشوارع في رفض غير مسبوق لنظام ولاية الفقيه.
وأشار مرتضي كاظميان، خبير سياسي، في تحليل له عبر محطة "إيران إنترناشونال" الإخبارية الناطقة بالفارسية من بريطانيا، إلى أن تلك الاحتجاجات اندلعت رغم موافقة المرشد الإيراني علي خامنئي على النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل حينها.
ولفت كاظميان، خلال تقرير للمحطة المعارضة، إلى أن تضامن مهدي كروبي ومير حسين موسوي المرشحان الرئاسيان الخاسران آنذاك مع المحتجين كان عملا سياسيا لم يسبق له مثيل أيضا في إيران منذ عام 1979.
وارتبط ظهور "الحركة الخضراء "بأسماء مثل كروبي وموسوي وزهرا رهنورد الذين لم يتراجعوا عن تأييدهم المحتجين، وسط تهديدات للمتظاهرين أطلقها خامنئي من فوق منبر صلاة الجمعة قبل أكثر من عقد مضى، يقول كاظميان.
وسرعان ما اتسع نطاق احتجاجات 2009 في عموم إيران مع شن النظام حملة اعتقالات وقمع دموي للنشطاء السياسيين والمحتجين في الشوارع، حيث خرج موسوي أواخر العام نفسه في بيان يؤكد تجاوز المطالب سقف الانتخابات الرئاسية التي انتهت بفوز أحمدي نجاد المحسوب على تيار الأصوليين.
واعتبر الخبير السياسي مرتضي كاظميان أن الشعب الإيراني في حد ذاته كان القضية الرئيسية التي أبقت على الحركة الخضراء لعام آخر في مواجهة القمع الوحشي.
وانتهى المطاف بالنسبة للحركة الخضراء بعد أن نظم أنصارها مسيرة تضامنية ضد الأنظمة السياسية الاستبدادية، قوبلت برد عنيف من الأجهزة الأمنية الإيرانية.
وفرض النظام الإيراني كذلك الإقامة الجبرية على زعيمي الحركة الخضراء، مهدي كروبي ومير حسين موسوي، دون محاكمة، والتي تجاوزت 100 شهرا.
وانكمش عدد الموالين للحركة الخضراء داخل إيران رويدا رويدا، بعد أن أيد خامنئي الحكومة الثانية لأحمدي نجاد (2005 - 2013).
وتطرق التحليل إلى أن المتبقي من الحركة الخضراء الزعماء المسجونون قيد الإقامة الجبرية والمتعاطفين معها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وتصنف الحركة الخضراء بأنها إحدى أبرز الاحتجاجات الشعبية التي أظهرت سخطا ضد تزوير الانتخابات الرئاسية وتجاهل الحقوق الأساسية للشعب في إيران، بحيث مهدت طريقا نحو تظاهر شرائح اجتماعية مختلفة في الشارع لكنها لم تصل لمستواها، وفق التحليل.
وظلت صورة الاحتجاجات الميدانية بالعاصمة طهران وعدد من المدن الرئيسية بالمحافظات عام 2009 عالقة لفترة في أذهان شرائح اجتماعية على الرغم من الفشل والإحباط إثر قمع الحركة الخضراء.
وتعتبر احتجاجات ديسمبر/ كانون الأول 2017، ويناير/ كانون الثاني 2018، ونوفمبر/ تشرين الثاني 2019 أمثلة شاهدة على وجود الحركات الاحتجاجية بالمجال العام.
وشكل رد موسوي على قمع احتجاجات نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، علامة على خطوات زعماء الحركة الخضراء إلى الأمام بعد أن وصف قتل المتظاهرين بالوحشي والجريمة.
وحمل مير حسين موسوي في بيان مؤخرا بعد سنوات من الصمت المرشد الإيراني علي خامنئي المسؤولية باعتباره أعلى هرم السلطة عن سقوط قتلى في الاحتجاجات التي اندلعت اعتراضا على غلاء أسعار البنزين فجأة، أواخر العام الماضي.
حذر المرشح الرئاسي الإيراني السابق النظام القابض على السلطة من غضب الفقراء والضعفاء الذين نفد صبرهم بسبب الاستياء من تدهور وضع البلاد.