"تسييس الحج".. محاولة إيرانية متكررة لإفساد الفريضة المقدسة
"تسييس الحج واجب ديني".. بهذه الجملة أكد علي خامنئي مرشد نظام ولاية الفقيه مشروع بلاده الخبيث تجاه الفريضة الإسلامية المقدسة.
"تسييس الحج واجب ديني".. بهذه الجملة أكد علي خامنئي، مرشد نظام ولاية الفقيه المسيطر على حكم إيران منذ 40 عاما، مشروع بلاده الخبيث تجاه الفريضة المقدسة على مدار عقود مضت.
ونشر الموقع الرسمي لخامنئي على شبكة الإنترنت نصا لخطابه الذي أدلى به الأربعاء أمام حشد من المسؤولين الإيرانيين المكلفين بإدارة بعثة حج طهران لهذا العام، داعيا في الوقت نفسه إلى العمل على تسييس فريضة الحج باعتبار هذا الأمر تكليفا شرعيا، على حد زعمه.
ورغم الجهود الجبارة التي تقدمها المملكة العربية السعودية لخدمة ضيوف الرحمن دون تمييز من جميع أنحاء العالم كل عام، اعتبر خامنئي أن الرياض لديها مسؤولية وصفها بـ"الثقيلة" تجاه تأمين الحجاج الإيرانيين والتعامل معهم بأسلوب جيد، بحسب قوله.
وفي دأب ليس جديد على النظام الديني المثير للفوضى والقلاقل إقليميا ودوليا، زعم مرشد إيران المستحوذ على صلاحيات واسعة أن عدم تسييس الحج يعد من الأخطاء الكبيرة.
وعلى أعتاب إيفاد أولى بعثات الحج الإيرانية، دعا خامنئي حجيج بلاده إلى الدفاع عمن اعتبرهم المظلومين خلال موسم الحج المرتقب، بزعم أن هذا الأمر يرتبط بتعاليم الدين الإسلامي.
ورغم رفض العديد من الدول الإسلامية تحريض نظام ولاية الفقيه تجاه موسم الحج مرارا، يصر نظام خامنئي منذ عقود على تسييس موسم الحج، رغم أن الأمر يتعلق بأداء فريضة دينية.
ويبدو أن إيران لن تكف عن ممارسة هوايتها المعتادة في "تسييس" فريضة الحج، واستغلالها بغية خدمة مؤامراتها ضد دول المنطقة، لا سيما السعودية خاصة أن نظام طهران يمر بمرحلة من التخبط منذ الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي المبرم قبل 4 سنوات.
وإيران لديها تاريخ طويل من محاولات تسييس شعائر الحج منذ تولي المرشد الإيراني الأول الخميني السلطة في عام 1979، حيث بدأت هذه المحاولات في عام 1980 برفع حجاج إيرانيين شعارات طائفية وصور الخميني في مظاهرات أمام المسجد النبوي.
واستمرت محاولة النظام الإيراني في استغلال شعائر الحج طوال العقود الثلاثة الماضية، عبر تنظيم مظاهرات أو محاولات للعنف لعرقلة حركة الحجاج.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، زلزل أحمد منتظري نجل حسين منتظري نائب المرشد الإيراني الأول الخميني الأرض تحت أقدام مليشيا الحرس الثوري ليخرج للعلن حقائق مثيرة تكشف تورط عناصر من تلك المليشيا، وكذلك مسؤولين إيرانيين حاليين وسابقين في عملية نقل متفجرات على متن أمتعة حجاج إلى المملكة العربية السعودية، في ثمانينيات القرن الماضي.
عملية خططت المليشيا لتنفيذها عام 1986، لكن السلطات السعودية أحبطتها في حينها، حين ضبط رجال أمن المملكة شحنة من المواد المتفجرات في حقائب الحجاج الإيرانيين.
وتشير السجلات الرسمية بالمملكة إلى أن السلطات الأمنية أحبطت في موسم الحج عام 1986 مخططا إجراميا إيرانيا، عندما كشف موظفو الأمن والجمارك السعوديون 51 كيلوجراما من مادة "سي فور" شديدة الانفجار، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس".
وتؤكد تلك السجلات أن عناصر إيرانية قد أخفت المتفجرات في حقائب الحجاج الإيرانيين لاستخدامها في تفجير في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، كما أُثير في وقتها وأثبتته التحقيقات لاحقا.
aXA6IDMuMTQ0LjQxLjIwMCA= جزيرة ام اند امز