محاكمة "نوري" بستوكهولم.. رئيسي "الحاضر الغائب"
إلى الأسبوع القادم، رُفعت جلسات محاكمة القاضي الإيراني السابق حميد نوري، بعد جلسة ثالثة لم يغب عنها اسم وصورة الرئيس إبراهيم رئيسي.
ويشترك الرئيس الإيراني الجديد ونوري الذي يحاكم أمام محكمة بالسويد، في عضوية ما يسمى "لجنة الموت"، المتهمة بإعدامات ضد السجناء السياسيّين في إيران عام 1988 في إيران.
رئيسي حضر منذ أمس الأربعاء في ثاني جلسات محاكمة نوري، عبر صور عرضها الادعاء السويدي، في حيثيات مشاركته القضاة في ستوكهولم لمعلومات تؤيد عضوية الرئيس المتشدد في "لجنة الموت"، سيئة الصيت.
وبعد استئنافها الأسبوع المقبل، ينتظر أن يقدم الادعاء السويدي، وشهادات الشهود من ذوي الضحايا، المزيد من الأدلة على إدانة نوري، وشركائه في قتل المعارضين الإيرانيّين، بمن فيهم رئيسي، المتهم الأبرز، الذي أصبح يتولى منصب رئيس البلاد.
وتأخذ محاكمة نوري التي بدأت قبل يومين، زخمها من اشتراك رئيسي في الجرائم التي ارتكبتها ما تسمى "لجنة الموت"؛ إذ تؤكد منظمة العفو الدولية، أن الرئيس الجديد كان عضواً في تلك اللجنة، المسؤولة عن إعدام آلاف السجناء عام 1988 عندما كان مدعيًا عامًا مساعدًا في "محكمة طهران الثورية".
وسبق لرئيسي أن نفى أي ضلوع له في هذا الملف، لكنه أشاد بـ"الأمر" الذي أصدره الخميني، لتنفيذ الإجراءات في حق المعارضين الموقوفين.
وأوقف حميد نوري (60 عاماً) في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، في مطار ستوكهولم-أرلاندا الدولي خلال زيارة للسويد حيث يخضع مذاك للحجز المؤقت.
ووفقا للنيابة العامة السويدية فإن حميد نوري قام بين 30 يوليو/ تموز 1988 و16 أغسطس/آب، في سجن كوهردشت الإيرانيين بصفته نائب المدعي العام، بقتل متعمّد لعدد كبير جداً من السجناء المؤيدين أو المنتمين إلى "مجاهدي خلق" بناء على "أمر" بالإعدام صادر عن الخميني بعد هجمات نفذتها الحركة ضد النظام في نهاية الحرب الإيرانية-العراقية (1980-1988).
وبعد عقد ثلاث جلسات خلال هذا الأسبوع، يُفترض أن تستمر محاكمة نوري حتى أبريل/ نيسان من العام القادم، ويتوقع أن يدلي خلالها عشرات الشهود بإفاداتهم.
وقالت آنا ويستر من محكمة ستوكهولم إن هذه المحاكمة "ذات البعد الدولي" تشكل سابقة في تاريخ البلدين.
ومنذ سنوات، تقود منظمات حقوقية غير حكومية أبرزها منظمة العفو الدولية، حملات لتحقيق العدالة فيما تعتبره إعدامات بدون محاكمة، طالت آلاف الإيرانيين معظمهم من فئة الشباب في كل أنحاء إيران، في فترة انتهاء الحرب مع العراق.
في الفترة نفسها، يُشتبه بأن نوري شارك في إعدام سجناء آخرين بناء على أيديولوجيتهم أو معتقدهم، بعدما اعتُبروا معارضين "للدولة الثيوقراطية الإيرانية"، بحسب النيابة العامة بالسويد.
ونوري مستهدف حالياً بنحو ثلاثين شكوى من جانب أطراف مدنيين هم ضحايا أو شهود أو أقرباء ضحايا، وتهرب المتهم من تحمل المسؤولية، نافيا أن يكون ضالعا في الإعدامات المفترضة في العام 1988، على ما قال محاميه توماس سوديركفيست.
وروى إيرج مصداقي، السجين السابق في كوهردشت، الذي يقف وراء مجيء نوري إلى السويد لوكالة "فرانس برس" أنه استدرج حميد نوري بعدما وعده "برحلة بحرية فخمة" في شمال أوروبا.
وأوضح هذا الشاهد الرئيسي والناجي من إعدامات "لجنة الموت": "تلقيت رسالة من زوج ابنته (نوري) السابق عارضا مساعدته في توقيفه من خلال كسب ثقته مجددا"، بعدما أعد ملفا "من آلاف الصفحات" في لندن ومن ثم ستوكهولم.
وظن حميد نوري أنه سيلتقي حفيدته الموجودة في السويد والقيام برحلة فخمة في دول أوروبية عدة، لكنه أوقف عند وصوله إلى الأراضي السويدية.
وقال مصداقي: "هي المرة الأولى التي يمثل فيها جلاد أمام قضاء بلد آخر، ليحاكم على أساس أفعال ارتكبها".
ومطلع مايو/أيار، طالبت أكثر من 150 شخصية بينهم حائزون على جائزة نوبل ورؤساء دول وحكومات سابقون ومسؤولون أمميون سابقون، بإجراء تحقيق دولي بشأن إعدامات العام 1988.
aXA6IDMuMTM3LjE3Ni4yMTMg جزيرة ام اند امز