متشدد قائدا لشرطة إيران.. خامنئي يصب الزيت على نار الغضب
على نار الغضب المستعر، يصب مرشد إيران الزيت ليؤجج غليان الشوارع بتعيين عسكري متشدد قائدا للشرطة، في تصعيد ينذر بانفجار الأوضاع.
واليوم السبت، أصدر المرشد الإيراني علي خامنئي، باعتباره القائد العام للقوات المسلحة، مرسوماً يقضي بتعيين القائد العسكري المتشدد اللواء أحمد رضا رادان قائداً للشرطة الإيرانية، خلفاً لـ"حسين أشتري".
وتقلد رادان منصب نائب قائد قوة الشرطة الإيرانية بين عامي 2008 و2014، ثم عُين لاحقا رئيسًا لمركز "نجا" للدراسات الاستراتيجية لقوة إنفاذ القانون الإيرانية.
وفي بيان، قال مكتب خامنئي إنه "مع انتهاء مهمة اللواء حسين أشتري، أعين اللواء أحمد رضا رادان بمنصب قائد عام لقوات الشرطة الإيرانية".
وشكر خامنئي "خدمات" اللواء أشتري القائد السابق لقوة الشرطة، مطالباً القائد الجديد اللواء رضا رادان بضرورة إرضاء الإيرانيين في حفظ الأمن وتوفير الاستقرار.
واعتبر خامنئي أن "تحسين قدرات قوات الشرطة وحماية الموظفين وتدريب الشرطة المتخصصة لمختلف الإدارات الأمنية هي توصية مهمة أخرى"، داعياً مختلف المؤسسات الحكومية إلى ضرورة التعاون مع هيئات إنفاذ القانون.
والتحق اللواء أحمد رضا رادان بالحرس الثوري خلال فترة الحرب الإيرانية العراقية، وانتقل إلى قوات الأمن الداخلي بعد الحرب التي انتهت في 1988.
وتولى قيادة قوى الأمن الداخلي لمحافظة كردستان غرب من 1997 وحتى 2000، وبعدها قيادة قوى الأمن في سيستان وبلوتشستان من 2000 وحتى 2004.
وعمل رادان قائدًا لقوى الأمن في محافظة خراسان رضوي شمال شرقي إيران من 2004 وحتى 2006، وانتقل لاحقا إلى قيادة قوى الأمن في طهران الكبرى، وظل فيها قائدًا حتى 2008.
رادان واحتجاجات 2009
وخلال الانتخابات المثيرة للجدل في إيران عام 2009، المعروفة بـ"الحركة الخضراء"، كان لرادان -بصفته نائب قائد قوة الشرطة- الدور الرئيسي في إنهاء المظاهرات وقمعها، وورد اسمه في حادثة كهريزاك الشهيرة التي أدت إلى مقتل عدة محتجين.
لكنه نفى دائما أي مزاعم بمعاملة قاسية وغير إنسانية للمتظاهرين وقال: "في أثناء الاحتجاجات لم أكن على علم بنقل هؤلاء الأشخاص إلى كهريزك".
وعن احتجاجات الانتخابات الرئاسية، أضاف: "لن نسمح لأحد بتجاوز الخط الأحمر ما دمت على قيد الحياة، لا أندم أبدًا على أدائي في فتنة 2009 (الاحتجاجات)، وإذا عدت مرة أخرى وحدثت فتنة مرة أخرى، فسأتعامل بشكل حاسم مرة أخرى".
وتابع: "أفعالي كانت لدعم النظام المقدس، وخلال النهار كنت أنزل إلى الشوارع وأتعامل مع الفتنة، وفي الليل كنت أذهب للاستجواب".
وأظهر أداء رادان في أحداث عام 2009 وجهه العسكري تمامًا وغير المرن، ولا يزال هناك من لم ينس خطوطه وعلاماته في ليلة أحداث عاشوراء الدموية عام 2009 على شاشة التلفزيون.
وخلال الاحتجاجات التي استمرت لأكثر من ثلاثة أشهر مؤخرًا، كانت قضية تعامل قوات الشرطة القاسية مع المواطنين وتدخل الحكومة في أكثر الأمور خصوصية على حياة المواطنين، من بين الانتقادات المركزية للمحتجين.
ومع اختيار شخصية مثل رادان، بسجل حافل من الاهتمام بنفس النهج، لمنصب قائد قوة الشرطة، يظهر أن زعيم إيران غير مهتم بتغيير ممارسة القوة مع المواطنين.
وفي سبتمبر/أيلول 2010، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على رادان، بسبب الانتهاكات الحادة لحقوق الإنسان خلال قمع الاحتجاجات الشعبية التي قادتها المعارضة الإصلاحية عام 2009 بعد اتهام النظام بتزوير نتائج الانتخابات الرئاسية لصالح الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد.
كما فرض الاتحاد الأوروبي، عام 2011، عقوبات على رادان بسبب الانتهاك الواسع والخطير لحقوق الإيرانيين في تلك الاحتجاجات.
الحجاب في عهد رادان
ووضع رادان ما بات يعرف بـ"بالحجاب السيئ" على رأس أولوياته حينما كان قائدا في شرطة طهران، ففي يوليو/ تموز 2006، وحتى بعد مناقشة قضية الحجاب، حمل المعركة إلى ما يسمى "تسريحات شعر الأولاد المشوهة".
وأعلن رادان أن الشرطة ستتعامل مع تسريحات الشعر الخاصة بالأولاد، وقال: "سيتم التعامل مع الأولاد الذين يستخدمون تسريحات الشعر المنحرفة".
وشدد على أنه "سيتم القبض على هؤلاء الأولاد أولاً من قبل الشرطة ونقلهم إلى مركز تأديبي محدد في شرطة الأمن، حيث يتم الحصول على عنوان الوحدة النقابية التي قررت جعل شعره بأساليب منحرفة".
كما قال في ذلك العام عن دورية شرطة الأخلاق والآداب التي تلاحق النساء غير الملتزمات بالحجاب: "سنضاعف عدد الدوريات بحيث تغطي جميع ممرات وشوارع طهران، وكذلك الحدائق والمتنزهات".
وترافقت خطورة العمل هذه لاحقًا مع انتقادات من بعض الشخصيات السياسية، بمن في ذلك الرئيس آنذاك محمود أحمدي نجاد.
aXA6IDMuMTYuNzYuMTAyIA== جزيرة ام اند امز