الإرهاب الحوثي.. عدائية إيران تغتال فرص السلام باليمن
قال خبراء يمنيون إن الهجوم الإرهابي الحوثي على منشآت النفط السعودية، يعكس عدوانا إيرانيا ونوايا لتخريب مسار السلام في البلد الفقير.
واتهم خبراء في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"، ضابط الحرس الثوري الإيراني، حسن إيرلو، الذي وصل صنعاء الشهر الماضي بتدبير السياسات الإيرانية العدائية في اليمن، حيث تستخدم مليشيا الحوثي كأداة لمهاجمة المنشآت المدنية والنفطية في السعودية ولتغطية الإرهاب الإيراني في المنطقة.
وبخلاف الهجوم على المنشآت النفطية في بقيق وخريص والتي تبناها الحوثيون على الرغم من الأدلة لتورط النظام الإيراني فيها، فإن الهجومين على محطة توزيع منتجات بترولية شمال مدينة جدة وميناء جازان النفطي، خلال أقل من شهر، يشيران إلى تصعيد غير مسبوق وتأجيج إيران للعنف في اليمن بتوفير الأموال والأسلحة والخبرات العسكرية لمليشيات الحوثي لإطالة أمد الحرب.
- أرامكو السعودية تعلن تفاصيل جديدة بشأن الهجوم الإرهابي على محطة جدة
- التحالف: استهداف المدنيين والمنشآت السعودية جرائم حرب
ويرى خبراء ومسؤولون يمنيون، أن "تبني الانقلاب الحوثي لهذه الهجمات الإرهابية والتي تم تنفيذها بأسلحة إيرانية ووفقا لسياسة ومصالح طهران الإقليمية، لن تحقق أي تأثير في إمدادات شركة أرامكو السعودية من الوقود لعملائها، لكنها تدفع بنظام الملالي لاستغلال الأزمة اليمنية لتسوية مشاكله الداخلية وتحديد مستقبل علاقته بالمجتمع الدولي".
وأعلنت مليشيا الحوثي، الثلاثاء، الهجوم على خزان طاقة بمدينة جدة بصاروخ يسمى "قدس المجنح"، وهو صاروخ إيراني من طراز كروز.
وقوبلت الاعتداءات بموجة إدانات واسعة النطاق على المستويين الإقليمي والدولي، تواصلت لليوم الثاني على التوالي رفضا لهجوم مليشيا الحوثي الإرهابية على محطة توزيع منتجات بترولية شمال مدينة جدة السعودية، مؤكدة أنها جرائم تنتهك القانون الدولي والإنساني، و ترقى لجرائم حرب.
حقد إيراني
الباحث والسياسي اليمني، عصام محمد، قال إن اعتداء مليشيا الحوثي على محطة الوقود في جدة يتطلب مواجهة قوية للإرهاب.
وهذه الهجمات على منشآت نفطية مهمة في السعودية، وفقا للخبير اليمني خلال حديثه لـ"العين الإخبارية"، ليست من عمل مليشيا الحوثي قطعا وإنما حقد إيراني لإرباك الاحتفاء العالمي بنجاح قمة العشرين بالسعودية.
كما أنها استمرار للسياسة العدوانية الإيرانية في اليمن والتي انتقلت إلى العلن بعد 6 سنوات من الحرب في إقرار لمواصلة تحدي مجلس الأمن وانتهاك القانون الإنساني الدولي.
وعلى المستوى الداخلي للأزمة اليمنية، اعتبر الخبير اليمني، الهجمات على منشآت النفط، محاولة حوثية مكشوفة للحصول على حل يقترب مما تريده قيادات المليشيات في التسويات المقبلة وقد يترتب عنه خراب كبير في مسار عمليات السلام.
وأشار الخبير اليمني إلى أن الهجوم الحوثي، هو محاولة هروب للأمام، والبحث عن انتصارات معنوية في أعقاب توسع رقعة الصراع الداخلي بين أجنحته على المال والسلطة، وتآكل كبير في تراتبية الانقلاب والتي وصلت الصف القيادي الأول، بالإضافة إلى خسائره الثقيلة في المعارك الميدانية.
تعطيل مسارات السلام
وتؤكد التصعيدات الحوثية في العنف الحربي داخليا وخارجيا أنه إرهاب منظم لتعطيل جهود الأمم المتحدة وخدمة الأجندة الإيرانية.
ووفقا للناشط اليمني، مروان محمود، فإنه لولا الإنقاذ الأممي والتدخل للمجتمع الدولي في إنقاذ مليشيا الحوثي من نهاية حتمية سنة 2018 من الانهيار في الحديدة لما تمادى في خرابه السافر والذي وصل حد تبني هجمات ضد المنشآت النفطية نفذتها مليشيات إيرانية من خارج اليمن.
وقال في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "مليشيا الحوثي تراهن على الدعم الإيراني وتواصل تكريس التبعية لنظام طهران بتغطية تطاول نظام طهران على كل جهود البحث عن مسار للسلام وذلك بالإعلان الكاذب عن تصنيع الصواريخ العابرة والطائرات بدون طيار والتي تدخل تهريبا ويطلقها خبراء الحرس الثوري الإيراني من عمران وصعدة وصنعاء والحديدة".
وبعد أيام من تسليم المبعوث الدولي إلى اليمن، مارتن جريفيث، النسخة النهائية من الإعلان المشترك للحكومة اليمنية، أعلن الحوثي عن تصعيد شامل ضد السعودية، وحسب الناشط اليمني، فإن ذلك ينسف جهود وقف إطلاق النار الشامل.
ويأتي تصعيد مليشيا الحوثي الإيرانية الأخير ضد السعودية لوأد جميع مساعي السلام وفرض شروط الحوثي الذي يستثمر الحرب وليست لديه أي نية صادقة في السلام، طبقا للناشط اليمني.
وكانت الحكومة اليمنية انتقدت استراتيجية المجتمع الدولي في غض الطرف عن دور طهران في إدارة ودعم الانقلاب الحوثي، ومحاولات تأهيله كجزء من التسوية السياسية.
وقال وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، إن "ذلك مسار لم يجدي نفعا طيلة الأعوام الماضية"، مبينا أن "المليشيا الحوثية أثبتت التبعية العمياء لنظام إيران، وتحركت كرأس حربة لإدارة معارك طهران في تصفية الحسابات الإقليمية وتهديد المصالح الدولية.