الهند توقف تطوير ميناء إيراني خوفاً من أمريكا
سياسات أمريكا ضد إيران تجبر الهند على تقويض طموحاتها الاستراتيجية في المنطقة
أوقفت الهند تطوير ميناء إيراني خوفا من العقوبات التي قد تعود الولايات المتحدة لفرضها على إيران، في إطار السياسة المتشددة التي تتبعها واشنطن ضد طهران منذ تولى السلطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال مسؤولون هنود إن الشركات المصنعة امتنعت عن توريد المعدات الثقيلة لميناء "تشابهار" الإيراني، خوفاً من فرض أمريكا عقوبات جديدة على طهران بسبب برنامجها النووي ودعمها للإرهاب.
ويقع ميناء "تشابهار" على خليج عمان، على طول الطريق المؤدية إلى مضيق هرمز، وتعتبره الهند أحد المحاور الاقتصادية المهمة لإنعاش آمالها في فتح ممر إلى عمق آسيا وأفغانستان وتهميش جارتها باكستان.
وكانت الهند وإيران اتفقتا في 2003 على توسيع الميناء وشق طرق برية من الميناء جنوبي إيران حتى حدود أفغانستان شمال شرقي إيران.
ومولت إيران هذا المشروع بحوالى 42.8 مليون دولار، في حين مولته الهند بـ235 مليون دولار، وتكون في شكل استثمارات تُستخدم لتطوير وتحسين ميناء "تشابهار".
وذكر موقع "فيرست بوست" أن الهند خصصت 500 مليون دولار لتسريع تطوير الميناء بعد رفع العقوبات المفروضة على إيران، بعد اتفاق تم التوصل إليه بين القوى الكبرى وطهران للحد من برنامجها النووي في عام 2015.
ولكن منذ أن ندد الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" في حملته الانتخابية بالبرنامج النووي، واتهم إيران بأنها تشكل تهديداً للدول فى جميع أنحاء الشرق الأوسط، بدأت المخاوف الهندية تتشكل.
وقال مسؤولو المجموعات الهندسية السويسرية ليبهير، فنلندا كونكرانس وكارغوتيك الهند المشاركة في الميناء أنهم لم يتمكنوا من المشاركة في العطاءات الخاصة بتطوير الميناء الإيراني لأن البنوك لم تكن مستعدة لتسهيل المعاملات التي تتعلق بإيران بسبب التوجس بشأن السياسة الأمريكية تجاهها، علما بأن هذه الشركات تهيمن على السوق لتجهيز معدات مخصصة لتطوير أرصفة السفن والحاويات.
وقال سفير الهند لدى إيران، سوراب كومار، إن عملية شراء معدات لميناء تشابهار جارية وإن بعض الرافعات المخصصة تحتاج إلى 20 شهراً.
وتدفع الهند من اجل تطوير ميناء تشابهار منذ أكثر من 10 سنوات كمركز لروابطها التجارية مع الدول الغنية بالموارد فى آسيا الوسطى وأفغانستان، لأن الوصول إلى تلك البلدان معقد حالياً بسبب العلاقات الهندية المتوترة مع باكستان.
ومع ذلك، كشفت حكومة رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي عن خطط استثمارية ضخمة تصل قيمتها إلى أكثر من 15 مليار دولار، تركزت حول الموانئ الإيرانية، في صورة دفع مشروعات مد خطوط السكك الحديدية، وذلك بفضل تطوير الصين لميناء جوادر على الساحل الباكستاني، الذي يقع على بعد 100 كلم من تشابهار.
وقالت مينا سينغ روي، التي ترأس مركز غرب آسيا في معهد الدراسات والتحليلات الدفاعية في نيودلهي، إن زيادة التوتر بين واشنطن وطهران سيؤثر على مشروع الميناء. وأضافت أن مشروع تشابهار له أهمية استراتيجية للهند، "لكن لا يبدو أن شيئا ما يتحرك بسبب الشكوك الجديدة في المنطقة".