زلزال التجربة النووية الإيرانية.. «تكهنات» يغذيها صمت طهران المُريب
سُجل زلزال بقوة 4.4 درجة على مقياس ريختر في مقاطعة "أرادان" بمحافظة "سمنان" في شمال إيران.
الزلزال مركزه على عمق 12 كيلومتراً، حسب معهد الجيوفيزياء بجامعة طهران، وقد وقع في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، عند الساعة 10:45 صباحاً.
لا خسائر بشرية ولا حتى مادية جراء الزلزال الذي ضرب منطقة صحراوية في الأساس.
خبر نشرته وسائل إعلام رسمية في إيران يوم السبت الماضي، قد لا يلتفت إليه أحد، كونه خبرا معتادا في إيران، خصوصا أنه لم ترافقه خسائر مادية ولا بشرية.
سياق إقليمي مُثير
لكن في تلك الأيام تحول هذا الخبر إلى حدث مهم له ما بعده، إذ ثارت تكهنات عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن أن الزلزال سببه تجربة نووية أجرتها إيران.
السياق الإقليمي كان بمثابة الدافع لمثل تلك التكهنات، والصمت الإيراني غذاها ربما عن قصد، إذ يترقب العالم ضربة إسرائيلية مُحتملة لإيران، بعدما تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بالرد على قصف صاروخي إيراني استهدف إسرائيل الأسبوع الماضي.
وضرب الزلزال مقاطعة قريبة من منشآت نووية إيرانية في صحراء الشمال، بينما يُطرح السؤال عن الهدف الإسرائيلي المحتمل في إيران، ووسط مطالب أطلقها اليمين في تل أبيب بانتهاز الفرصة وقصف المنشآت النووية الإيرانية.
مكان لافت
الزلزال قريب إلى حد ما من موقع نطنز، الذي يضم مجمعا يقع في صلب برنامج التخصيب الإيراني على سهل يجاور الجبال خارج مدينة قم.
ويضم المجمع منشآت تشمل مصنعين للتخصيب، أحدهما لتخصيب الوقود تحت الأرض، والثاني لتخصيب الوقود التجريبي فوق الأرض.
ومنشأة تخصيب الوقود الواقعة تحت الأرض قادرة على استيعاب 50 ألف جهاز طرد مركزي.
ويضم المصنع حاليا 14 ألف جهاز للطرد المركزي، منها حوالي 11 ألفا قيد التشغيل، لتنقية اليورانيوم إلى درجة نقاء تصل إلى 5%، وفق رويترز.
أما المنشأة الثانية القريبة من مركز الزلزال، فهي "فوردو"، قرب قم أيضا، وتقع داخل سلاسل جبلية، وتضم أكثر من ألف جهاز طرد مركزي، جزء بينها أجهزة "آي.آر-6 " المتقدمة التي تعمل على التخصيب بنسبة نقاء عالية.
توقيت حساس
وأتت الأنباء عن أن الزلزال سببه تجربة نووية، وسط تقارير عن تقدم البرنامج النووي الإيراني بشكل يسمح لها بامتلاك سلاح نووي في وقت قصير.
وكان آخر تلك التقارير تصريحات علنية لمدير الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه"، وليام بيرنز، أكد فيها أن "إيران تحتاج إلى أسبوع واحد فقط لتطوير قنبلة نووية".
ويعتقد خبراء أن إيران أصبحت أقرب من أي وقت مضى إلى امتلاك سلاح نووي، لكن بيرنز وضع تقديرا زمنيا هو الأقل الذي يعلنه جهاز استخبارات غربي بشأن المدى الزمني الذي تحتاجه إيران لصنع القنبلة النووية.
وقال بيرنز: "لا دليل على أن طهران اتخذت قرارا بامتلاك سلاح نووي، لكنها نجحت في تطوير برنامجها النووي من خلال تخزين اليورانيوم المخصب إلى مستويات تقترب من المستوى اللازم لصنع الأسلحة".
صمت إيراني مُريب
اللافت أن طهران التزمت الصمت إزاء الأنباء عن إجرائها تجربة نووية.
وإن كانت تلك الأنباء مصدرها بالأساس التداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكنها ترددت وسط تحذيرات من قرب تطوير إيران سلاحا نوويا وفيما ينشغل العالم بحدود ونطاق الرد الإسرائيلي عليها، وإن كان سيطول منشآتها النووية أم لا؟. لذا بدا الصمت الإيراني كما لو أنه متعمد لهدف في نفس يعقوب.
aXA6IDE4LjExOC4zNy44NSA= جزيرة ام اند امز