إيران تشعل جحيم "كهرباء" العراق.. مؤمراة بذريعة "الحاجة"
ما زالت منظومة الطاقة الكهربائية في العراق تتعرض لضغوط متزايدة تعجل بانهيارها في مناطق متفرقة، بفعل قطع الإمدادات الحيوية من إيران.
كشفت وزارة الكهرباء العراقية، اليوم الثلاثاء، عن تحديات كبيرة تواجهها منظومة الطاقة جراء قطع إيران لإمداداتها الحيوية من الغاز وقطع خطوط التصدير الأربعة، ما تسبب بفقدان أكثر من 2600 ميجاوات.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الكهرباء، أحمد العبادي، في تصريح تابعته "العين الإخبارية"، أن "خطوط الكهرباء الإيرانية الأربعة الواصلة إلى العراق، متوقفة منذ ثلاثة أشهر، وأن العراق يستورد من إيران الغاز فقط"، لافتاً إلى أن "قرار التعليق سيؤثر سلبا على تجهيز الطاقة في البلاد".
وأضاف العبادي، أن "الغاز المورد من إيران جرى تخفيض نسبته من 47 مليون متر مكعب إلى 25 مليون متر مكعب، الأمر الذي أدى فقدان المنظومة الكهربائية قرابة 2600 ميجاوات".
ولفت المتحدث باسم وزارة الكهرباء، إلى أنه "لدينا تنسيق عال مع وزارة النفط لتوفير ما فقدته المنظومة الكهربائية من نقصان للغاز المورد".
ودعا المتحدث الرسمي العراقيين للمساندة، قائلا: "نهيب بالمواطنين تفهم ما تتعرض له وزارة الكهرباء من استهداف لأبراج الكهرباء ونقص الغاز الإيراني، بالإضافة إلى نقص في الموازنة المالية الخاصة بالوزارة".
وكان المدير التنفيذي لشركة إدارة الكهرباء الإيرانية، مصطفى رجبي مشهدي، أعلن في وقت سابق من اليوم الثلاثاء، تعليق تصدير الكهرباء للعراق، عازياً ذلك إلى "سد احتياجات البلاد داخليا".
ويعتمد العراق منذ سنوات على استيراد الغاز الإيراني لتشغيل محطات توليد الكهرباء في ظل عجز الإنتاج المحلي على توفير الكميات المطلوبة.
وكان الجانب الإيراني عمد منذ نحو عام على تخفيض نسب إمداد الغاز إلى العراق بذريعة تأخر بغداد في سداد فواتير الكميات المستوردة، مما تسبب في تراجع معدلات الإنتاج والتوليد من الطاقة.
وتبدي أوساط اقتصادية مختصة بالطاقة وقوى سياسية وبرلمانية اعتراضها على استيراد الغاز الإيراني باهض الكلفة والذي يستهلك سنوياً من موازنة البلاد الاتحادية نحو 2 مليار دولار .
وبحسب أحدث الإحصائيات الرسمية، يبلغ معدل إنتاج الطاقة الكهربائية في العراق نحو 19 ألف ميجا وات فيما تبلغ الحاجة الفعلية لتغطية مستوى الاستهلاك المحلي نحو 28 ألف ميجاوات.
وكانت وزارة الكهرباء أكدت في الأسبوع الماضي، أن معدلات الطلب على الكهرباء تتصاعد سنوياً بنحو 1500 ميجاوات، فيما استبعدت عن التوصل لحلو جذرية لمعالجة النقص الحاصل في الطاقة خلال مدد قصيرة بسبب قلة التخصيصات المالية.
ووقع العراق عام 2017، اتفاقية تفاهم مع الجانب الخليجي، لاستيراد الكهرباء عبر منظومة الربط الشبكي التي من المؤمل استكمالها خلال العام المقبل.
ومنذ 2003 وحتى قبل عام، بلغت قيمة الأموال المبذولة على قطاع الكهرباء نحو 62 مليار دولار دون أن تشهد منظومة الطاقة تحسناً يوازي تلك الأرقام.
ويعزو خبراء ومتابعون للشأن العراقي، أسباب أزمة الكهرباء في العراق رغم الأموال الطائلة التي انفقت في هذا الجانب إلى الفساد المستشري في ذلك القطاع.