هجمات إيران على العراق.. هل يجتاز السوداني أول اختبار له؟
هجمات صاروخية إيرانية استهدفت مناطق في إقليم كردستان العراق، أثارت إدانات محلية، وكشفت عن أول اختبار يواجه حكومة محمد شياع السوداني.
وكان مصدر عسكري إيراني أكد وقوع هجمات بـ"صواريخ وطائرات مسيرة" على "مقار جماعات إرهابية في المنطقة الشمالية من العراق"، ما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 10 أشخاص.
تلك الهجمات أثارت إدانات محلية، واستنكارًا أمميًا، "كونه ينتهك السيادة العراقية"، وسط مطالبات للمجتمع الدولي بالتدخل، ومواجهة الخروقات الإيرانية بحزمة إجراءات عاجلة وتحركات فورية "رادعة" لطهران.
واستنكرت بعثة الأمم المتحدة في العراق الضربات الإيرانية في تغريدة جاء فيها "ندين تجدد الهجمات الإيرانية بالصواريخ والطائرات المسيرة على إقليم كردستان، والتي تنتهك السيادة العراقية".
إدانات أممية ومحلية
وشددت البعثة الأممية على أنه "لا ينبغي استخدام العراق كساحة لتصفية الحسابات ويجب احترام سلامة أراضيه"، مؤكدة أن "الحوار بين العراق وإيران حول الشواغل الأمنية المشتركة هو السبيل الوحيد للمضي قدما".
مواقع التواصل الاجتماعي ضجت بموجة غاضبة ورافضة، إزاء الاعتداء الأخير الذي نفذ بطائرات مسيرة واستهدف مقراً للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، فيما دعا مدونون وناشطون عبر تطبيقات "السوشيال ميديا"، السلطات المختصة وأصحاب القرار السياسي والسيادي في العراق إلى مواجهة الخروقات الإيرانية بحزمة إجراءات فورية.
بدوره، أدان رئيس حكومة إقليم كردستان، القصف الإيراني على مقرات أحزاب كردية إيرانية معارضة في مناطق ضمن حدود مدينتي أربيل العاصمة والسليمانية.
وقال رئيس الحكومة محمد شياع السوداني في كلمة له خلال مشاركته في مراسم افتتاح معهد الإبداع والحداثة في كردستان: "ندين هذا الاعتداء والخرق لسيادة أراضي العراق وإقليم كردستان ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى".
وأضاف: "مع الأسف تعرضت منطقتا كوية (كويسنجق) مرة أخرى إلى هجمات صاروخية أوقعت شهداء وجرحى تم إيصالهم إلى المشافي".
أول اختبار
ورغم إدانة السوداني للهجوم الذي يعد الأول من نوعه بعد وصوله إلى رئاسة الوزراء، بات الانفجار بمثابة اختبار للرجل الذي ينحدر من الإطار التنسيقي المقرب من إيران.
وحول ذلك، قال المحلل السياسي ياسين عزيز، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "التهاون من قبل الحكومات العراقية المتعاقبة إزاء الاعتداءات الإيرانية قد شجع طهران على مواصلة خروقاتها العسكرية، وإعطائها الجرأة في الاستمرار على ذلك".
وأضاف المحلل السياسي العراقي، أن "الصمت الدولي أمام ما يحدث يدفع باستمرار طهران إلى ممارسة ذلك السلوك الذي يخرق مواثيق حسن الجوار"، مشيرًا إلى أن "هنالك العديد من الأساليب التي يمكن أن يعتمدها العراق إزاء طهران لكبح جماح خروقاتها، بينها الورقة الاقتصادية والدبلوماسية".
فيما يرى رئيس مركز "تفكير السياسي"، إحسان الشمري، أن "حكومة السوداني وحتى داعميه باتوا اليوم أمام اختبار في حماية سيادة العراق بوقف تلك الانتهاكات، وخاصة وأن برنامجه قد تضمن تلك المبادئ والخطط الكفيلة بإعادة التوازن في العلاقات الخارجية".
وأوضح الشمري في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "الحوار بات مع إيران بات غير مجد"، مشيرًا إلى أن "التحرك يجب أن يبدأ داخليا وخارجياً من خلال مجموعة خطوات، بينها تفعيل التحالفات الدولية التي من شأنها تحصين سيادة البلاد.
aXA6IDMuMTQ5LjI0LjE5MiA= جزيرة ام اند امز