إيران .. الاختبار الأصعب لسياسة ترامب الخارجية
يجب على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حسْم خياراته بشأن إدارة المسألة الإيرانية خلال الأشهر المقبلة
تخلّى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نزقه الذي طبع سياساته الداخلية وأبدى عقلانية في إدارته لملفات السياسة الخارجية، لكن التحدي الأكبر الذي يواجهه هو حسم خياراته بشأن إدارة المسألة الإيرانية.
فبحسب الكاتب روجر بويس في صحيفة "التايمز" البريطانية، كانت الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تنذر بمعارك ضارية ضد الخصوم والحلفاء على حد سواء.
ولكن يبدو أن الاحتكام للعقل بدأ يسود داخل البيت الأبيض، وتم وضع القضايا التي كان يمكن أن تؤثر على العلاقات بين الولايات المتحدة وحلفائها جانبا في الوقت الراهن؛ حيث مازالت العقوبات على روسيا قائمة، كما أقر ترامب بأهمية حلف شمال الأطلسي وأعلن دعمه لرئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي.
وبالرغم من أن ترامب مازال يثير جدلا بالداخل، يبدو أنه استطاع ترتيب أولويات سياسته الخارجية، معتمدا على عدد من الصداقات الاستراتيجية –بريطانيا وإسرائيل واليابان- مُفسحا الطريق للمواجهات الحقيقية مع إيران وكوريا الشمالية والتي ستمثل النزاعات الرئيسية خلال الأشهر القادمة.
وأضاف الكاتب أن الاختبار الأكثر صعوبة أمام ترامب سيكون في علاقته بإيران حيث سيكون عليه أن يختار ما إذا كان سيلتزم بالقواعد السياسية التقليدية أم سيتجه للتصعيد.
في الوقت الراهن، يتوقع الكاتب أن يلتزم ترامب بصفقة أوباما مع إيران رغم تعهد حملته بالتخلص منها، مشيرا إلى أن ترامب كان محقا في شكوكه بشأن الاتفاق النووي، فقد كان الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما يعتقد أنه إذا ما تم رفع العقوبات، سيحدث حراك اجتماعي سريع في إيران وسوف يعمل الشباب الإيراني على منع النظام من محاولة تصنيع السلاح النووي بعدما يصبحون طرفا فاعلا في اللعبة.
ولكن اتضح أن ذلك غير واقعي؛ فلم يحقق أحد مكاسب من تلك الصفقة سوى الحرس الثوري الإيراني. وبدلا من أن يعمل رفع العقوبات على تحسين حياة المواطن العادي، تدفقت تلك الأموال لمساعدة نظام الأسد في سوريا، وتسليح مليشيات حزب الله، وتخريب العراق. ويلقي الشباب الإيراني باللوم ليس فقط على قيادتهم بل وعلى الأمريكيين أيضا، فيما أصبح الغرب هو الأسير الحقيقي لتلك الصفقة، بحسب الكاتب.
ويتوقع الكاتب أن يسعى ترامب لتشديد الرقابة على التزام إيران بالصفقة النووية وفرض عقوبات مالية مباشرة على أي انتهاكات مثل اختبار الصواريخ الباليستية وتمويل حزب الله. ورجّح الكاتب أن يتم تصنيف الحرس الثوري رسميا كمنظمة إرهابية أجنبية.
واعتبر أن إيران سوف تمثل الاختبار الحقيقي لترامب، خاصة إذا ما أخذنا في اعتبارنا الأسئلة التالية: ما الذي سيحدث إذا ما تعاونت إيران مع كوريا الشمالية في تطوير الأسلحة النووية؟ وفي أي مرحلة يمكن أن تتدخل واشنطن؟ وهل ستتدخل وحدها، أم بالتعاون مع الأمم المتحدة أو غيرها من الحلفاء؟
aXA6IDMuMTM3LjE4MS42OSA= جزيرة ام اند امز