حذرت الولايات المتحدة الأميركية إيران رسمًيا، بعد إجرائها اختباًرا على صاروخ باليستي، مطلع الأسبوع، وأعلنت إدارة ترمب بكل وضوح أن إيران باتت تحت الملاحظة
حذرت الولايات المتحدة الأميركية إيران رسمًيا، بعد إجرائها اختباًرا على صاروخ باليستي، مطلع الأسبوع، وأعلنت إدارة ترمب بكل وضوح أن إيران باتت تحت الملاحظة. وقال الرئيس الأميركي إن كل الخيارات مطروحة على الطاولة، وسط تأييد من رئيس مجلس النواب الأميركي.
على أثر هذا الموقف الحازم من إدارة ترمب تجاه إيران بات السؤال المطروح هو: ما هي عواقب ذلك؟ والإجابة هي: وأًيا كانت العواقب، فإن التحذير الأميركي هذا يعني ببساطة انتهاء شهر العسل بين الملالي وواشنطن أوباما.
الآن المنطقة، وأميركا، وإيران، أمام مرحلة جديدة فعلا، ومختلفة، وربما تكون إيران قد اقتربت من أقرب نقطة اصطدام حقيقية. اليوم تجد طهران نفسها أمام موقف مختلف، لا يتسم بالليونة، والضعف، والتردد، الأقرب للتخاذل، إبان مرحلة أوباما، اليوم الأوضاع تغيرت تماًما، وحتى أوروبا التي كانت تتردد في اتخاذ مواقف متشددة تجاه طهران، وذلك تجنًبا لإغضاب أوباما، بدأت الآن تغير من تصريحاتها.
وربما يكون أفضل توصيف لكارثة الوثوق بإيران، وبلا ضمانات حقيقية عند توقيع الاتفاق النووي، بضغط، ورغبة من أوباما، هو ما نقلته صحيفتنا قبل أيام عن السفير البريطاني في الأمم المتحدة ماثيو ريكروفت الذي قال إنه «عندما وقعنا الاتفاق النووي معها، أردنا لإيران أن تصبح مسؤولة وشري ًكا إقليمًيا، لكن سياستها في سوريا والعراق ولبنان واليمن عكس ذلك».
وهذا الأمر لم يثبت الآن، بل كان ثابًتا، وواض ًحا، أثناء كل لحظة تفاوض أميركية إيرانية، وأثناء كل كلمة كان يبرر فيها أوباما أهمية الاتفاق مع إيران، وتجاهل من كانوا يحذرون من خطورة الاتفاق النووي، وخطورة إطلاق يد إيران التخريبية في المنطقة، مما سينعكس على المجتمع الدولي.
اليوم تغيرت الأوضاع، وتبخرت أوهام أوباما، وتأكد عدم مصداقية إيران، وباتت المنطقة كلها أمام متغيرات لن تكون سهلة. وبكل تأكيد إنه ليس لردود الفعل الإيرانية التهديدية لإدارة ترمب أي قيمة حقيقية، بقدر ما أنها ستسهم في توريط إيران أكثر.
ومن الواضح أن إيران في حالة ارتباك، وما صدر عنها من تصريحات، وعلى مستويات مختلفة يوحي بأن إيران تتوقع أن تكون ملامح النزاع القادم مطابقة لما كان عليه أيام جورج بوش الابن، وبالتالي فإن الرد، وبحسب ما توحي به التصريحات الإيرانية، سيكون في العراق. وما لم تِعه إيران أن اللعبة قد اختلفت، وكذلك الظروف، وخصو ًصا بعد تورط إيران في الدم السوري، والذي ذهب ضحيته قرابة النصف مليون قتيل سوري، هذا عدا عن حجم الخراب في العراق، ولبنان، وغزة، واليمن، وكل ذلك بسبب الدور الإيراني المخرب، الذي أدى إلى عزلتها بالمنطقة، واستحالة الوثوق بها، ناهيك عن الفزعة لها.
ولذا فإننا أمام مرحلة جديدة، وربما تكون متصاعدة، وخصو ًصا في حال التحرك نحو المناطق الآمنة في سوريا، وبعد تحذير واشنطن لإيران من الاستمرار في تسليح الحوثيين.
مرحلة جديدة تعني نهاية مرحلة تردد وضعف أوباما، وبداية مرحلة ترمب الهجومية، حيث يفضل الرجل المواجهة، التي ستكون مؤلمة لإيران، ولو اقتصادًيا.
نقلا عن / الشرق الأوسط
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة