6 «فوائد» لإسرائيل من الهجوم الإيراني
مع إطلاق إيران سربا كثيفا مكونا من 200 طائرة مسيّرة فتاكة وصواريخ باليستية وصواريخ باتجاه إسرائيل، ردًا على استهداف قنصليتها بدمشق، تصدت الدولة العبرية لمعظم تلك المسيرات.
وعلى الرغم من أن قاعدة عسكرية تعرضت لأضرار وصفها الجيش الإسرائيلي بـ«الطفيفة»، فإن الدولة العبرية «استفادت» كثيرا من الهجوم الإيراني عليها، بحسب مراقبين.
فكيف استفادت إسرائيل من الهجوم الإيراني؟
بإطلاق إيران صواريخها باتجاه الدولة العبرية «أصبح من حق إسرائيل شن هجوم قوي ضد طهران»، حسب وزير الثقافة الإسرائيلي ميكي زوهار، الذي أكد أن بلاده «حصلت على شرعية دولية واسعة الليلة لضرب إيران بقوة غير مسبوقة».
يأتي ذلك، فيما يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة الأحد بناءً على طلب إسرائيل، حسب ما أعلنت الرئاسة المالطيّة للمجلس، في جلسة ستحاول الدولة العبرية انتزاع قرار يدين إيران على هجماتها، في مكسب ثالث لتل أبيب، سيعيد إليها نوعا من الاعتراف الدولي، وسيشغل المجتمع الدولي عن ضرباتها في غزة.
وقال متحدّث باسم البعثة الدبلوماسيّة المالطيّة التي تتولّى رئاسة المجلس في أبريل/نيسان: «نعتزم عقد الاجتماع الأحد الساعة 16,00" (20,00 بتوقيت غرينتش).
وفي رسالة وجّهها إلى المجلس، دعا سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان إلى عقد اجتماع «على الفور لإدانة إيران بشكل لا لبس فيه لهذا الانتهاك الخطير»، داعياً المجلس إلى «العمل على تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظّمة إرهابية»، في موقف لو لقي إجماعا قد يكون بمثابة ضربة كبيرة لإيران، ومكسب كبير للدولة العبرية.
وأضاف: «حان الوقت كي يتّخذ مجلس الأمن إجراءات ملموسة ضدّ التهديد الإيراني»، معربا عن «غضبه حيال هجوم غير مسبوق يمثّل تصعيدا خطيرا».
ليس هذا فحسب، بل إن مجلس الوزراء الأمني سمح لمجلس الوزراء الحربي باتخاذ قرارات بشأن رد إسرائيل على الهجوم الإيراني، ما يعني أن الأخير لن يضطر إلى العودة إلى مجلس الوزراء الأمني من أجل الحصول على الموافقة على القرارات، في استفادة جديدة لإسرائيل من الهجوم الإيراني، بالقفز على بعض العراقيل التي قد تؤدي إلى تحجيم الرد الإسرائيلي.
رأب الصدع
ومن شأن الهجوم على إسرائيل أن يرأب الصدع الأمريكي الإسرائيلي، وهو ما بدت آثاره فورية، فالبيت الأبيض أكد أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تحدثا عبر الهاتف.
وبعد اجتماعه مع فريقه للأمن القومي لمناقشة الهجوم الإيراني على إسرائيل، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن مجددا أمس السبت تضامنه مع إسرائيل.
وقطع بايدن رحلته في العطلة الأسبوعية إلى ديلاوير وعاد إلى واشنطن للاجتماع بأعضاء الحكومة وغيرهم من كبار المسؤولين الأمريكيين.
وقال بايدن في منشور على منصة «إكس» (تويتر سابقا) بعد الاجتماع: «اجتمعت للتو مع فريق الأمن القومي لمناقشة مستجدات الهجمات الإيرانية على إسرائيل. التزامنا بأمن إسرائيل راسخ في مواجهة التهديدات من إيران ووكلائها».
وتوعدت طهران بالرد على الهجوم الإسرائيلي على مجمع السفارة الإيرانية في دمشق، والذي أدى إلى مقتل قائد كبير في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وستة ضباط آخرين في مطلع أبريل/نيسان.
وقال البيت الأبيض إن بايدن يطّلع على نحو دوري على التطورات في المنطقة، حيث أسقط الجيش الأمريكي طائرات مسيرة إيرانية كانت متجهة إلى إسرائيل حسبما ذكر ثلاثة مسؤولين أمريكيين.
وذكر البيت الأبيض أن الاجتماع في غرفة العمليات، مركز إدارة الأزمات في البيت الأبيض، حضره وزيرا الخارجية أنتوني بلينكن والدفاع لويد أوستن ومدير وكالة المخابرات المركزية (سي.آي.إيه) وليام بيرنز ومديرة المخابرات الوطنية أفريل هينز ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان وغيرهم من المسؤولين.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن أوستن ناقش مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت في وقت سابق أمس السبت «التهديدات الطارئة في المنطقة»، وأكد مجددا دعم واشنطن الكامل لإسرائيل ضد هجمات إيران ووكلائها.
وقال سوليفان في منشور على منصة إكس إنه نقل رسالة مماثلة عن الدعم الأمريكي لنظيره الإسرائيلي تساحي هنجبي.
تشريع لدعم إسرائيل
ليس هذا فحسب، بل إن زعيم الأغلبية في مجلس النواب الأمريكي ستيف سكاليز قال، في بيان يوم السبت، إن المجلس سيجري تغييرا في جدول أعماله لبحث تشريع يدعم إسرائيل ويعمل على محاسبة إيران.
وأضاف في البيان: «مجلس النواب يقف بقوة مع إسرائيل ويجب أن تكون هناك عواقب لهذا الهجوم غير المبرر». ولم يرد مكتب سكاليز حتى الآن على استفسار يطلب توضيحا بشأن التشريع الذي سيتم نظره.
كما لم يتضح ما إذا كان سكاليز يقصد مشروع قانون قائما بذاته لدعم إسرائيل أو حزمة الإنفاق التكميلي البالغة 95 مليار دولار وتشمل 14 مليار دولار لإسرائيل بالإضافة إلى 60 مليار دولار لأوكرانيا وتتضمن أيضا دعما لتايوان بمليارات الدولارات في صورة مساعدات إنسانية.
وأقر مجلس الشيوخ الحزمة بنسبة تأييد بلغت 70% في فبراير/شباط الماضي، لكنها تعرقلت في مجلس النواب، الذي رفض زعماؤه الجمهوريون الدعوة للتصويت عليها، وهو ما يرجع إلى حد كبير إلى اعتراضهم على تقديم المزيد من التمويل لأوكرانيا.
كما تواجه الحزمة معارضة من مجموعة من الديمقراطيين ذوي التوجهات اليسارية الذين يرفضون إرسال المزيد من الأموال.
aXA6IDE4LjIyNi4xNy4yNTEg
جزيرة ام اند امز