اجتياح غزة.. تلويح إسرائيلي وتحذير إيراني من "القرار السياسي"
مع عقد أول اجتماع لحكومة الطوارئ الإسرائيلية، باتت الأعين تترقب ما إذا كانت تل أبيب ستمضي قدمًا في قرارها "السياسي" باجتياح غزة، وخاصة في ظل رسائل تحذير إيرانية.
رسائل وجهتها إيران عبر وزير خارجيتها حسين أمير عبداللهيان، والذي قال إنه "لا أحد" يمكنه "ضمان السيطرة على الوضع" إذا شنت إسرائيل هجوما بريا على قطاع غزة.
وقال عبداللهيان في تصريحات نقلها بيان للخارجية الإيرانية على هامش زيارته العاصمة القطرية الدوحة: "إذا تواصلت الهجمات الإسرائيلية على السكان العزل في غزة، فلا أحد يمكنه ضمان السيطرة على الوضع واحتمال توسع النزاع".
وفي وقت لاحق قال وزير خارجية إيرانفي تصريحات تلفزيونية إن طهران لن تظل تراقب الوضع وإنها أبلغت إسرائيل عبر حلفائها بأنه إذا استمرت جرائمها في غزة "فإن غدا سيكون متأخرا".
وكان مصدران أمريكيان قالا إن إيران بعثت برسالة إلى إسرائيل يوم السبت، أكدت فيها أنها لا تريد مزيداً من التصعيد في "الحرب" بين حماس وإسرائيل، مشيرة إلى أنه سيتعين عليها التدخل إذا استمرت العملية الإسرائيلية في غزة.
وبحسب المصدرين الأمريكيين، فإن أمير عبداللهيان أكد أن "إيران لها خطوطها الحمراء"، مشيرا إلى أنه "إذا استمرت العملية العسكرية الإسرائيلية -خاصة إذا نفذت إسرائيل وعدها بشن هجوم بري في غزة- فسيتعين على إيران الرد".
جبهة ثانية
وتخشى إسرائيل والولايات المتحدة فتح جبهة ثانية في شمال إسرائيل على الحدود مع لبنان، إذا قرر حزب الله المدعوم من إيران التدخل بشكل كبير في الحرب بين إسرائيل وحماس.
وأوضح الوزير أن الأطراف التي تريد "منع الأزمة من التوسع عليها أن تمنع الهجمات الهمجية للنظام الإسرائيلي"، بحسب البيان.
وأشار أمير عبداللهيان إلى أن كبار مسؤولي حماس الذين التقاهم في بيروت والدوحة في الأيام الأخيرة قالوا إن "مسألة الرهائن المدنيين" تمثل "أولوية في برنامجهم"، وأنه "إذا توافرت الشروط، فإنهم سيتخذون إجراءات ملائمة"، وفق المصدر نفسه.
قرار سياسي
تلك الرسائل جاءت في الوقت الذي أكد فيه متحدثان باسم الجيش الإسرائيلي الأحد أن الجيش ينتظر "قرارا سياسيا" بشأن توقيت الهجوم البري الكبير على قطاع غزة.
وقال المتحدثان ريتشارد هيشت ودانيال هاغاري في إحاطتين صحفيتين إن "القرار السياسي" هو الذي سيحدد توقيت أي إجراء عسكري.
حكومة الطوارئ
كما تأتي بالتزامن مع عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، أول اجتماع لحكومة الطوارئ الموسعة، قائلا إن هذه الوحدة الوطنية الماثلة للعيان تبعث برسالة للداخل والخارج في وقت تستعد فيه البلاد "لتمزيق حماس" في غزة.
ونشر مكتب نتنياهو تسجيلا مصورا يظهر بدء الاجتماع، الذي عقد في المقر العسكري في تل أبيب، بوقوف الوزراء دقيقة صمت حدادا على أرواح نحو 1300 إسرائيلي قتلوا في الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وقال نتنياهو، مرحبا بالمشرع المعارض السابق بيني غانتس الذي انضم للحكومة إلى جانب عدة أعضاء من حزبه الأسبوع الماضي، إن جميع الوزراء "يعملون على مدار الساعة بجبهة موحدة".
رسائل نتنياهو
وأضاف نتنياهو "حماس اعتقدت أننا سنُدمر، نحن من سيمزق حماس (..) إن إظهار الوحدة يبعث برسالة واضحة للأمة، وللعدو والعالم".
وأطلقت حماس في السابع من أكتوبر عملية "طوفان الأقصى" التي توغّل خلالها مقاتلوها في مناطق إسرائيلية جنوبية بحرا وبرا وجوا، بالتزامن مع إطلاق آلاف الصواريخ في اتجاه مناطق عدة في إسرائيل.
وقُتل أكثر من 1300 شخص معظمهم من المدنيين وبينهم أطفال في إسرائيل منذ بدء العملية التي شكّلت صدمة للإسرائيليين.
وتمهيدا لهجوم بري دعا الجيش، الجمعة، المدنيين في شمال القطاع -أي 1,1 مليون من 2,4 مليون نسمة هو عدد سكان القطاع- إلى الانتقال إلى الجنوب، وحثهم السبت على عدم الإبطاء.