العملية البرية في غزة.. فخ لإسرائيل على طريقة الروس؟
يحذر خبراء عسكريون غربيون من مغبة الهجوم البري الإسرائيلي على قطاع غزة، وسط حديث متزايد عن استعداد إسرائيل لشن مثل هذا الهجوم.
ويرى المحرر العسكري والأمني في صحيفة الغارديان البريطانية، دان صباغ، أن "الجيش الإسرائيلي قد يتمتع بالقوة العسكرية، لكن حماس تبدو مستعدة، وقد تكون التداعيات الإنسانية باهظة الثمن".
ووفق "الغارديان"، استدعى الجيش الإسرائيلي 300 ألف جندي من جنود الاحتياط للانضمام إلى 170 ألف جندي في الخدمة الفعلية، يحتشدون قرب حدود غزة.
في المقابل، يمكن لـ"حماس"، وفقا لبعض التقديرات، الاعتماد على 30 ألف عنصر، لكنها لا تملك دبابات أو قوة جوية على غرار المهاجمين.
هذا الفارق في معيار القوة، قد تمنح الجيش الإسرائيلي الفرصة للسيطرة على شمال غزة، الذي يضم مدينة غزة، حيث أمرت الحكومة الإسرائيلية نحو 1.1 مليون فلسطيني بإخلاء المنطقة.
على الجانب الآخر، تستعد حماس منذ زمن لتوغل إسرائيلي، وحفرت شبكة من الأنفاق في أنحاء غزة كي توفر لعناصرها ملاذا آمنا ضد القصف الجوي.
ويعتقد صباغ، أن الأفضلية في هذه الأراضي المكتظة ستكون لعناصر حماس، إذ ستضطر القوات الإسرائيلية للقتال للسيطرة على كل مبنى، فيما ستمثل الألغام الكثيفة عقبة أخرى أمام الإسرائيليين، في حال استنسخت حماس التقنية التي استخدمتها روسيا لصد الهجوم الأوكراني المضاد.
وكانت إسرائيل هي الأخرى تضع الخطط لمثل هذه العملية مثل وقت طويل، وفق الغارديان.
ومن المرجح أنه في حال سيطر الجيش الإسرائيلي على مداخل أي نفق، فمن المحتمل أن يفخخه بدلا من محاولة دخوله، بحسب التقرير ذاته.
لكن من دون سيطرة كاملة على شبكات الأنفاق حيث أقامت حماس مواقع القيادة والسيطرة، فإن أي سيطرة عسكرية على شمال غزة ستكون غير آمنة.
ووفقا لصباغ، فإن الحقيقة المؤكدة هي أن أي غزو بري سيكون دامياً، كما سيتراجع بعض الشيء الدعم الدولي الذي تمتعت به إسرائيل عقب الهجوم الذي شنته حماس قبل أكثر من أسبوع والذي أدى إلى مقتل 1300 إسرائيلي، بسبب سقوط المزيد من الفلسطينيين المدنيين أو تركهم من دون مأوى أو طعام أو كهرباء.
يضاف إلى ذلك، التساؤل حول استراتيجية إسرائيل على المدى المتوسط في حال تمكنت من السيطرة على النصف الشمالي من غزة.
ففي حال سيطرت إسرائيل على الشمال، فستوجه أبصارها تلقاء الجنوب، فالتوغل بهدف التخلص من حماس كقوة مسيطرة لن يكون متاحاً إلا باحتلال كامل للقطاع. بيد أن عليها الأخذ في الاعتبار أن الولايات المتحدة بعد 20 سنة من احتلال أفغانستان رداً على هجمات 11 سبتمبر/ أيلول في الولايات المتحدة لم تتمكن من القضاء على طالبان.
المحلل في معهد الخدمات الملكية إتش أي. هايلر، يقول إنه "كي تبسط إسرائيل سيطرتها، فإنه يتعين عليها "تدمير قدرة حماس على الحكم" واستبدالها بإدارة عسكرية. لكن المؤكد أنها ستواجه تمرداً دائماً.
وذهب خبير شؤون الشرق الأوسط في معهد الدراسات الاستراتيجية الدولية حسن الحسن، إلى أبعد من ذلك، في ندوة عبر الإنترنت الجمعة، وتساءل عما إذا كانت "هناك أي استراتيجية عسكرية قابلة للتطبيق باستثناء التطهير العرقي الكامل لغزة، من شأنها أن تؤدي إلى هزيمة دائمة لحماس؟"، وعما إذا كانت "إسرائيل تسير نحو الفخ الذي نصبته لها حماس؟".