هجوم طهران على إسرائيل.. مخاوف تربك مزاج الشارع الإيراني
عزز التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران الانقسام بين الإيرانيين الذين يعانون من أوضاع في غاية الصعوبة.
وتصاعدت حدة المخاوف من أن يقود الهجوم الصاروخي الإيراني باتجاه إسرائيل إلى مواجهة عسكرية شاملة بين الجانبين.
وانقسمت آراء الإيرانيين بين من يرجون سوء المآل لإسرائيل، ومن يأملون أن تؤدي الحرب إلى الإطاحة بالحكومة الإيرانية، وفصيل ثالث استسلم ببساطة لفصل مظلم آخر في حياتهم، حسب "رويترز".
وأطلقت إيران مساء أمس الثلاثاء نحو 180 صاروخًا باليستيًا على إسرائيل، استهدفت منشآت عسكرية واستخباراتية في تل أبيب وبقية أنحاء البلاد.
وقالت طهران إن الهجوم جاء رداً على مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وانتقاماً لمقتل زعيم حركة حماس إسماعيل هنية.
في المقابل، أعلنت إسرائيل أن ذلك الهجوم فشل، وتوعدت بالرد في المكان والزمان المناسبين، قبل أن تتدخل الجهود الدبلوماسية في محاولة تطويق الصراع ومنع امتداده إلى مواجهة شاملة.
وفي وقت سابق من الأربعاء، نقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن مسؤول إسرائيلي قوله: "لدينا علامة استفهام كبيرة على كيفية رد الإيرانيين على هذا الهجوم، لكننا نأخذ في الاعتبار احتمال أن يذهبوا بكل قوتهم، وهو ما سيكون لعبة مختلفة تماماً هذه المرة".
في المقابل، توعد الحرس الثوري بأنه إذا ردت إسرائيل على الهجوم الصاروخي، سيكون الرد الإيراني "مدمراً".
مخاوف تطارد الإيرانيين
ويخشى الإيرانيون من تداعيات عملية القصف الصاروخي. ونقلت "رويترز" عن سعيد (43 عاماً)، وهو مدرس للغة الإنجليزية من مدينة أصفهان بوسط البلاد: "هل فكروا في تداعيات هذا الهجوم؟"، في إشارة إلى إطلاق الصواريخ نحو تل أبيب.
وأضاف لرويترز عبر الهاتف: "شئنا أم أبينا، الغرب يدعم إسرائيل، وإذا ردت إسرائيل، فإن الشعب الإيراني هو الذي سيعاني".
ومضى يقول: "النظام يفتقر إلى الموارد المالية والدعم الشعبي لتحمل الضغوط أو ضربة محتملة" من إسرائيل.
ويعتقد بعض الإيرانيين أن حكومتهم لم يكن أمامها خيار سوى إمطار إسرائيل بعشرات الصواريخ، لكنهم يخشون ما قد تحمله الأيام القادمة.
وقالت أم إيرانية أثناء توجهها إلى عملها بالقرب من استعراض التحدي الرسمي في ميدان ولي عصر: "إذا اندلعت حرب، فأنا قلقة على أبنائي فحسب".
وأضافت: "لو لم نرد على إسرائيل، لربما استمرت في أعمالها التدميرية. لست خائفة سوى على أطفالي".
وبدافع من الخوف مبدئياً، خزن بعض الإيرانيين عملات صعبة استعداداً للحرب، وتوجهوا إلى مكاتب الصرافة بعد إطلاق الصواريخ الإيرانية نحو تل أبيب.
وقال محمد رضا (52 عاماً)، وهو يعمل في مكتب صرافة، عبر الهاتف: "مع ذلك، لا يحدث هذا على نطاق واسع. لا توجد طوابير أمام مكاتب الصرافة. الحياة تسير بشكل طبيعي في الغالب".
التكيف مع الأزمات
وتعاني طهران منذ سنوات طويلة من العقوبات الاقتصادية التي فرضت عليها من الغرب، نتيجة تورطها في اشتباكات بالوكالة مع إسرائيل والولايات المتحدة عبر شبكة من الجماعات المسلحة التي تسيطر عليها في العراق وسوريا ولبنان والأراضي الفلسطينية.
وأدت الحرب التي تدور رحاها منذ عام بين إسرائيل وحماس في غزة إلى تكثيف المواجهة بين طهران ووكلائها من جهة، وإسرائيل المدعومة من الغرب من جهة أخرى.
ويأمل بعض الإيرانيين أن تؤدي الحرب إلى إضعاف الحكومة.
وقالت سميرة، موظفة حكومية في طهران: "أنا سعيدة جداً لأن هذا يشير إلى ضعف الحكومة، لاعتقادهم أن إيران تستطيع مهاجمة إسرائيل وتنجو من العواقب"، حسب "رويترز".
فيما عبر كثيرون من الإيرانيين الآخرين الذين أجريت معهم مقابلات في طهران وسط الجمهور عن شعور بالتحدي والدعم لحكومتهم، وأن إسرائيل والولايات المتحدة لن تواتيهما الجرأة على مهاجمة إيران مباشرة.
aXA6IDE4LjIyNC41Mi4xMDgg جزيرة ام اند امز